لماذا أعلن (نيتشه) موت الله!؟

همساتنا – بل زبدة فلسفتنا الكونيّة مطفأةٌ لنار آلشيطان – وهو الجّهل الساري في البلاد و العباد, و المصيبة ألمؤلمة و المدمرة أنه كلما كثرت الجامعات و آلكليات و المعاهد في العراق و بلاد العالم؛ كلما إزدادت الحرائق أكثر بدل أن يكون العكس ..

ألجهل؛ هو القرين للظلم وألذي فعل بآلناس كفعل النار بآلهشيم, فأينما وجدت الظلم وجدت الجهل هو السبب – فتكَثّر الناس بدل الوحدة و تَكَدّرت النفوس بدل السعادة و كورت الشموس و أناخ آلحزن في البلاد و البيوت و فقدت الرّحمة و مات الوجدان و تنمّر حُبّ الأنا و تعاظم سطوة التكبر و إنتشار الغيبة بتبريرات تعجّب من سياقها حتى الشيطان كمنهج عمقّتها الحكومات الظالمة التي تجهل أخبار السماء لأنقطاعها عنه معتقدة أنّ مجموعة طقوس كهنوتية “صلواتية” تكفي لأداء التكليف أمام الله والشعب و الأمّة و العالم!

ألجهل الحقيقي هو أن تحصل على شهادة حتى درجة الدكتوراه لكنك لا تعلم لماذا حصلت عليها و ما هي فلسفة البقاء و الفناء, بجانب أنك ما زلت تحسب المرأة أقل من ربع المجتمع .. بينما هي كل المجتمع!

ولعلّ (فردريك نيتشه) كان معه بعض الحقّ حين أعلن قبل 5 قرون (موت الله), لغيابه تعالى عن قلوب و معابد المؤمنين رغم كُثرة تظاهر رِجال الدِّين و الناس بآلله و إبراز تعلقهم بآلمسيح و التباكي عليه, لكنّ (نيتشه) سبقهم بكشف أحابيلهم لأكل الدنيا بآلدِّين فحين أعلن موقفه, لم يعني الألحاد كما فسّره الفلاسفة والمفكرين؛ بل أشار لجهل الناس و تخلفهم ببلاغة غير مسبوقة ما زال الكثير يجهلونها!

لقد أراد آلقول: [دين الله ليس هذا آلدّين يا ناس؛ إنما العدالة و الحبّ و الجسد الواحد و التعاون للأبداع و الأنتاج..]!

لكن ثورة (نيتشه) لم يُكتب لها النجاح لتغلغل الجهل بين الناس إلى حد بعيد و كما هو حالهم اليوم خصوصا حين خلطوا الدين الحق مع الباطل؛ فتصدى للمنافقين(الحكام و رجال الدين) رجل شريف كما فعل الشهيد الصدر في زماننا رغم جهل الناس و للآن بفكره و ثورته, إنهُ آية الله آلصّدر (مارتن لوثر), الذي طلب: [شراء جهنم] بعكس الناس الذين كانوا يشترون الجنة, فحدّد القساوسة له سعراً يوازي سعر (صكّ الغفران) و أشهد على صفقة الشراء مجموعة من الناس مع الأشهاد, وبعد إتمام الشراء, أعلن للملأ بشجاعة:

[لقد إشتريت (جهنم) كما شهدتم, و أعلن منع أي كائن من دخوله لأنه مُلكي, لذا لا داعي لشراء صك الغفران بعد هذا اليوم].

و بذلك إنتهت المأساة التي سبّبها مدعيّ الدِّين و السياسة و آلحاكمين, و نحن اليوم نمرّ بنفس الوضع بإختلاف الزمكاني, نُعلن لكم بصراحة وبوضوح, إعلان كنك لوثر و نيتشه, بكون الدّين ألذي تدينون به ليس لله؛ لكونه فاقد لأصل الأصول و هو [ألحبّ و المساواة في آلحقوق و الحريات], لهذا عليكم الرجوع لدين الله الحقّ .. للوجدان .. و رفض آكلي الدُّنيا بآلدِّين.

ولا نتيجة لسعيكم و الحال يسير من سيئ لأسوء؛ نهب ؛ سلب ؛ ظلم ؛ غبن حقوق ؛ مساواة الظالم بالمظلوم؛ و القاتل بآلمقتول, و المجاهد بآلبعثي, فهذا يؤدي لإزدياد الظلم و الفوارق الطبقية و الكوارث الكونيّة و كما تشهدون الحروب و الأوبئة و الفساد!

لقد وصل الحال بأنك لو سألت دارس الأسلام عن معنى الأسلام لاجابك: أحكام وعبادات و زيارات .. ومن هذا الأساس بني الناس مفاهيمهم و علاقاتهم و كسبهم دون معرفة, و آلسّبب لأنهم لا يقرؤون ولا يعرفون روح الدِّين و الحب و الحياة, لذا يتحول”المؤمن” بسهولة لأداةً بيد الظالمين كدُمية؛ بعد سلب إرادته وعجزه؛ لأنّ (الظالم كما المظلوم) ليس بإمكانهما وهذا الحال ألإرتقاء و آلبناء و الأبداع ..

و لذلك تُمرّر علينا مخططات صدام و كيسنجر و ترامب و عبود و سعود و اللجان المختصة الداعمة لهم في جامعة هارفرد و نيويورك وإكسفورد بأمر المنظمة الأقتصادية العالمية, ولا تنتهي المحنة للبدء بالعمل التغييري الأجتماعي .. لحالة النفاق التي تتعقد حال ما تصبغ وجود الناس, ولا حلّ إلا بآلتوبة ثمّ التغيير و العمل الصالح لبدء السير عبر المحطات الكونية لتحقيق فلسفة الوجود, و لهذا نقدم لكم همساتنا وفلسفتنا من كل القلب للنجاة, و إعلموا بأنّ حمل الفكر و نيل الحكمة تحتاج لعبور محطات و محطات و صبر و غربة و جوع و أذى و سهر .. لأنّ آلمُرفّه بآلحرام لا يُمكنه تحقيق ذلك خصوصا لو كان هناك من هو أعلم منه لأن الأوّل يحاول إخفاء الحقيقة و إماتة الحكمة, و (أشجار الحكمة لا تنمو سريعاً لكنها تُعمّر طويلاً) وكلّ قلب طاهر يستوعب بمقدار ظرفه و طاقته, ومدى إخلاصه ألذي هو [(سرّ) الله يقذفهُ في قلب مَنْ يُحبّ].

و لأن الناس وبسبب المتصدين للدّين و الفكر و الثقافة و الأدب قد أفسدوا بفعالهم و ا لفكر الذي نشروه قلوب الناس؛ فأن الحق .. كان مع فردريك نيتشه عندما أعلن (موت الله) لأن الله تعالى لا يوجد في الأرض بين البشر ما لم تتحكم الأخلاق الفاضلة في سلوكهم و تعاملهم و تواضعهم!

و بما أنّ الفساد كان قد عمّ في أوربا وقتها إبان القرون الوسطى فأن الله أصبح بحكم المعدوم في الأرض!

و هذا هو حال العراق اليوم حيث لا وجود للأخلاق و القيم؛ حيث تتحكم بدلها في الأوضاع أناس لا يعرفون حتى تعريفا صحيحا للحق و العدالة و للفكر و الفلسفة و القيم, لهذا يمكنكم إعتبار الله بحكم المعدوم, خصوصا و إن نصف المجتمع(ألمرأة) معدومة من الأساس بجعلها مجرد أداة للطبخ و السرير لأن الرجل هو العقل الكل كما يتصور نفسه, بينما العالم يحاول الأحتفال الشكلي بيومها المفقود .. يوم المرأة العالمي.

ألفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here