الوجه الاخر لفيروس كورونا يرينا ضعفنا ويوحدنا

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

كم ضعيف انت ايها الانسان …. تطغى وفي نفسك انت مركز الكون بل وقد انطوى فيك ذلك الكون المريء منه في بؤبؤ عينك الضئيل وغير المريء منه في داخل مخيلتك الغير محدودة. و لازلت وستبقى ايها الانسان ذلك المجهول حتى لنفسك ولكنك كنت وستبقى اكثر شيء جدلا. انساك الامل كل شيء حتى ربك الذي خلقك فسواك فعدلك من اي شيء ما شاء ركبك. خط عليك ان يقطع ذلك الامل الممتد ما وكل بك لنهاية محتومة ومصير واحد لايحيد عنه حائد مهما فعل ومهما كان. خلقت من ضعف ونشأت على وهن وسوف تنتهي بعجز. تألمك البقة وتميتك الشرقة وتنتنك العرقة ويسقطك فيروس.

أيه ذلك المجهول انك لتشقى ان رأيت انك انت الاعلى وما ادراك لعلك الاسوأ الادنى. كنت ولازلت و ستبقى ان سلبك الذباب شيئا ضعفت عن رده وضعف المطلوب منه ان يرده عنك. خلقت ضعيفا ولكن الله اراد ان يخفف عنك و بدون الله لن يرتفع لك نفس بعد نفس ولادقة قلب بعد دقة بل هو الذي يمسك السموات والارض ان تزولا ولو زالتا ما يسمكهما من احد غيره وكيف لا والكون وما بعده من اكوان كأنها قلم رصاص يقف على رأسه ما يحفظه من السقوط الا الله. انت ايها الانسان ظلوما جهولا عجولا كفورا وخصيم مبين. اذا اصابتك شدة ذكرت ربك وحين ينجيك منها اعرضت ونئيت بجانبك وان ابطأ عليك كنت عجولا. مرت على الكون ملايين السنين ولم تكن انت موجودا ولم تك شيئا مذكورا. ثم من سلالة الطين سواك ولم تكن الا نطفة ثم حملتك امك وهنا على وهن و جئت للدنيا باكيا وستخرج منها وانت لاتعلم متى وباي ارض سيكون الخروج.

ايها الهلوع الجزوع حسبت ان لن يجمع الله عظامك وهو الذي خلقك من لاشيء. حسبت ان تترك سدى ونسيت انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه وانه مبتليك ونسيت من هو عدوك الاكبر ذلك الذي كان لك عدوا مبينا وهو الذي خذلك واشقاك ثم تنصل عنك. وها انت ذا ضعيفا لا حول لك ولاقوة امام كورونا الذي حجمه جزء من الف جزء من الشعرة الصغيرة اي قطره واحد من الالف من قطر الشعرة. هذا المتناهي في الصغر شل حركتك واقتصادك وعطل مشاريعك ودراستك وتوقفت مؤتمراتك بكافة أنواعها وتعطلت مناسباتك وتم محاصرتك في بيتك او قريتك وتعرقل سفرك وحتى صلاتك في دور العبادة قد الغاها هذا المتناهي في الصغر ذو الحجم الضئيل لا بل وقتلك وانت لاتعرف كيف تتخلص منه. يحاصرك حتى عندما تحك وجهك او تفرك عينيك او تكلم غيرك او تستخدم المواصلات وحتى وانت جالس في بيتك قد يأتيك مع ضيف او رسالة او رزمة بريدية او نقود تتداولها. فاق حساباتك وانتشر رغما عنك وانت بجبروتك وترساناتك العلمية والذرية وقفت صاغرا ذليلا لا تملك لنفسك نفعا ولاضرا الا ببعض التوجيهات بلا دواء يشفيه ولا لقاح يمحيه. ها انت ذا أيها الانسان امام فيروس بحجم جزء من الف جزء من قطر الشعرة فما اصغرك وما اضعفك وما اطغاك؟! انت لاتريد ان تعترف بضعفك ولكن كورونا عراك كسر جبروتك وارغم انفك. أين قنابلك الذرية العابرة للقارات التي تفتخر بها وتتسلط بها على غيرك وأين جبروتك وكبريائك امام فيروس شتت جهدك وأصاب حياتك بالشلل شبه التام. ولافرق بين غني وفقير او اسود او ابيض او اصفر او غير ذلك لان كورونا لايفرق بين الطبقات.

هذا وكورونا فيروس سريع الانتشار ولكنه يفتقر الى شدة ما سبقه من فيروس سارس فكيف لو ان كورونا الجديد يمتلك سهولة الانتشار مع قوة الإصابة؟! لك أيها لانسان ان تتخيل ما سيحدث حين ذاك!

ماذا سيحدث بعد هو في علم الله وعلى الانسان ان يسعى بالقضاء على هذا الفيروس وسيرى الله عمله لعله يسدده. ولكن الانسان كذلك مدعو ان يصلي لله بن يساعده للخلاص من ذلك صلاة كل من مكانه وتوحد كافة الأديان للبشرية جمعاء ضد هذا الفيروس القاتل. اذن فلنصلي جميعا مسلمين ويهود ومسيحيين وهندوس وبوذين وسيخ وغيرهم للخالق الجليل ان يعيننا ويوقينا ضد هذا المرض الذي ما حل بنا الا من جراء تجرأنا على البيئة وطبيعة التوازن فيها والتعدي على باقي الاجناس التي تشترك في العيش معنا على هذا الكوكب. ان الله سميع قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here