العراق…تعزيزالاحتلال وانتهاك قبل وصول “باتريوت”

لاشك أن وجود القوات الامريكية في العراق ستبقى احتلالا وانتهاكا لسيادة البلاد وهي تعمل بكل قبح على إقناع الحكومة العراقية بضرورة منح الموافقة على نشر منظومات دفاع جوي من طراز “باتريوت” على أراضي البلاد لتعزيز القدرات الدفاعية لها بكل صلافة ولا يخفى على احد ان العملية المخزية الاخيرة لهذه القوات ، بضرب مقرات القوات الامنية المسلحة للدولة من جيش وشرطة وحشد شعبي والبنية التحتية كمطار كربلاء الدولي الذي هو تحت الانشاء واستشهاد عدد من رجالهم الابطال اثناء الواجب الدفاعي تظهر بعيداً عن كل القيم سلوكاً همجياً متناقضاً للواقع وما حدث هو اعتداءات يُخالِف ما تمّ الاتفاق عليه من مهامّ هذه القوات المحسوبة ضمن التحالف الدوليّ الذي ينحصر بمُحاربة تنظيم داعش الإرهابيّ وتدريب القوات الأمنيّة العراقيّة، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وإشرافها وهي محاولة بائسة لإضعاف قدرات المؤسسة العسكرية الوطنية التي طالما تصدت وأوقفت المشاريع الشريرة ضد العراق يرفض اي انتهاك لسيادته والاعتداء على اراضيه و الحكومة مستمرة بمحاولاتها الجاهدة لمنع التصعيد واحترام الجميع لسيادة العراق وعدم التجاوز عليها وعدم تعريض ابنائه للخطر وختراق واستخفاف بارادة الشعب وباستقلال البلد وهذه الاعتداءات تمثل انتهاكا واضحا للسيادة العراقية و تعدٍ سافر على الارادة الوطنية ولايمكن القبول بهكذا تصرفات همجية عدوانية وعملاً مُداناً يتسبّب في تصعيد التوتر في الوقت الذي ينبغي أن تتعاون الإدارة الأمريكية مع العراق في خفض التوتر الأمنيّ، وحلحلة الأزمات التي يعاني منها البلد ، والعمل على حمايته من اي تجاوز خارجي ولا يوافقها العراق في الكثير من سياساتها في المنطقة ولا يكون هو المعتدي وعلى الحكومة العراقية والقوى الوطنية ان تقوم بواجبها في الدفاع عن سيادة وسلامة شعبه من اي اعتداء خارجي ، ” لقد أدت تدخلات الولايات المتحدة إلى جعل الشرق الأوسط أكثر فوضوية وتعقيدا بعد ان فشلوا في تنفيذ مشروعهم الكبير في المنطقة و مع حروب متكررة ونزوح الالاف من النازحين و اللاجئين، وظهور تنظيم داعش الإرهابي ” والدعوة الى خروج القوات الأمريكية من العراق للخلاص من شرها اذا ما ارادت الغطرسة والدكتاتورية ونهب الثروات والوجود الامريكي لايمكن أن يكون مستقراً وليس له شكلا قانوني بعد قرار مجلس النواب الذي يقضي بإلزام القوات الأمريكية بمغادرة العراق ، ومسألة عدم قدرة القوات العراقية على مواجهة داعش كذبة و وسيلة لإقناع الجانب العراقي بمنح تلك القوات الشرعية اللازمة”. واذا اصرت على البقاء سوف يكون للعراقيين قولا اخراً وهم يعرفون العراقيين منذ سقوط النظام الدكتاتوري في عام 2003 والاحتلال كيف كان للمقاومة دور في طردهم واخراجهم خاسئين وخاصة والان بعد ان أخذت طائراتها تجوب أجواء بغداد، دون إذن من الحكومة، وبدأت باستقدام المزيد من الجنود لحماية القواعد، والسفارة الأمريكية كما تدعي ، وبدخول مناطق الحظر الجوي، وتزويد قواتها بالترددات والإشارات الجوية فخروج هذه القوات ستكون من مصلحة العراق الذي سوف يدافع عن ارضه والوقوف بوجه اي تجاوز عليه والولايات المتحدة التي خسرت كل شيئ بعد التطورات الأخيرة ووجودها عامل تهديد للساحة واخلال للموازنات في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات ومواجهات وعليها ان تفكر بالرحيل قبل فوات الاوان لا ان تعتدي وتنتهك وتقتل أبناء الشعب دون أي رقيب و عدم تغليب لغة العقل على تصرفاتها والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية وقرارات حكومتها ومساعدتها على احتواء وتجاوز الازمات الخطيرة التي تهددها والمنطقة والعالم و السعي لإبقاء العلاقات ودية بين البلدين ، ومنعها من ان تجعل العراق ساحة للصراع أو الحرب مع بلدان الجوار التي لنا معهم علاقات تاريخية ومشتركات كثيرة تربطنا بهم

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here