المهلة الدستورية تضيق الخناق على القوى السياسية مع اتساع قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة

محمد وذاح

تنتهي المهلة التي حدّدها رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح- وفق الدستور العراقي- لتكليف مرشح بتشكيل الحكومة خلال 15 يومًا من فشل أو اعتذار المكلف السابق، محمد توفيق علاوي، ما يعني أن المهلة قد بدأت مطلع آذار/مارس الحالي، وتنتهي يوم الأحد المقبل المصادف منتصف الشهر الحالي.

وقد شهدت الساحة العراقية حوارات مكثفة بين مختلف القوى السياسية لاختيار مرشح جديد لتشكيل الحكومة، وسط توقعات بأن يُعلن عن المكلف الجديد في غضون 72 ساعة، وسط اتساع قائمة المرشحين وعدم الجزم على أحدهم.

المرشح خارج الصف الاول

وزاد الحديث عن إعادة تدوير قادة الصف الأول من رؤساء الكتل لشغل منصب رئاسة الحكومة، إلا أن رئيس كتلة السند الوطني والقيادي في تحالف سائرون، النائب أحمد الاسدي، نفى أن تكون هناك نية سياسية لتسمية رئيس الحكومة من قادة الصف الأول.

وبشأن حسم موعد اختيار رئيس الحكومة المقبل، كشف الأسدي أن “موضوع اختيار رئيس الوزراء القادم سيحسم خلال يومي الجمعة أو السبت المقبلين أي ما قبل انتهاء المدة الدستورية”.

ويؤكد الأسدي على أن هنالك شبه اجماع على ترشيح شخصية لرئاسة الحكومة المقبلة تكون مستقلة وغير حزبية تستطيع التعامل مع المتناقضات وتكون سبباً للإجماع وليس للخلاف بين الكتل السياسية، حسب وصفه.

اتساع قائمة المرشحين

وضمن الرؤى التي طرحها القيادي في تحالف “الفتح” الكتلة الاكبر داخل مجلس النواب، اتسعت قائمة المرشحين لمنصب رئيس الحكومة التي طُرحت للنقاش، حيث شملت المسؤول في ديوان رئاسة الجمهورية، “نعيم السهيل”، ومحافظ النجف الأسبق والنائب عن تحالف (النصر)، “عدنان الزرفي”، وسفير العراق السابق لدى واشنطن، “لقمان الفيلي”.

كما تضمنت القائمة أسماء أخرى، تشمل المستشار العسكري في رئاسة الجمهورية والنائب، “هيثم الجبوري”، ووزير الداخلية السابق، “قاسم الأعرجي”.

وترى القوى الشيعية العراقية، التي تطرح بقوة مبدأ أن يكون المرشح من السياسيين الحاليين ولكن غير حزبي، إلى تأييد ترشيح “قصي السهيل” لمواجهة حظوظ، رئيس الاستخبارات العراقية “مصطفى الكاظمي” الكبيرة، مشيرةً إلى أنّ حظوظ “الزرفي” قائمة أيضًا.

لا مرشح من دون معايير المرجعية

وعلى الرغم الحراك المحموم الذي تقوده الكتل السياسية لترشيح شخصية وفق مقاساتها، إلا أن كلمة الفصل تبقى للمواصفات التي حددتها المرجعية الدينية العليا عبر ممثليها في خط صلاة الجمع، والتي أكدت على مبدأ اساس أن تكون غير جدلية ترضي الشارع العراقي وتحديداً المتظاهرين.

وفق هذا السياق، أكد النائب عن تحالف سائرون، ستار العتابي، أن “معايير اختيار رئيس الوزراء حددتها المرجعية والشعب، ولا يمكن للكتل السياسية ان تستبد في رأيها”.

وقال العتابي في بيان إن “الخلافات بين الكتل ما زالت مستمرة”، لافتا إلى أن “هناك توافقا بين كتلتي سائرون والفتح لاختيار رئيس الوزراء، وإيجاد حكومة مستقلة”.

وأضاف العتابي: “ليس بالضرورة أن تكون جميع القوى السياسية مشاركة بعملية الاختيار ، لاسيما أن توقيتات دستورية تحكم عمل مجلس النواب”.

وفق هذا الحراك، يواصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم على ترشيح شخصية من الكتل النيابية لمنصب رئيس الوزراء خلفا لرئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي، والمعتذر محمد علاوي، على اعتبار أن الشخصية التي ستأتي بالتوافق السياسي ستكون مرضية للكتل والمحاصصة أكثر من تحقيق تطلعات المتظاهرين بتحقيق الاصلاح وإنهاء المنهج السياسي الذي درج عليه النظام الجديد منذ أكثر من 16 عاماً.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here