حال العرب (8).. القُبلة بين زمنين …

هناك قبلة مجردة ، وهناك قبلة ذات مصمصة ، هناك قبلة طويلة وهناك قصيرة وهناك لسانية تتذوق فيها الحب من داخل أحشاء المعدة ، وهناك قبلةُّ بل قبلُّ عارمة عنيفة تأتي وليدة لحظة الحب الجميل فتذهبُ بالعقل والجسد الى عوالم ٍلاتضاهى في الإنتشاء ، الا وهي قبلةُ أسفل الجنسين فيما يعرف بالسكستي ناين 69 . القبلة في عصور النهضة وفي زمن الفيلسوف فولتير قبل ثلاثمئة عام نراها واضحة جلية في عيبها وحيائها وأدائها المحرّم بفعل أقاويل رجالات الدين والكنيسة . حين قبّل كانديد الفقير الحال إبنة عمه البارونة الثرية في لحظة تماهي بين الحبيبين ، شغلتهم عما يدور حولهم أو من سوف يراهم ، وفي أثناء إلتحام الشفتين جاء البارون ليشهد إبنته البارونة وهي تقبل إبن عمها في منتصف القصر مما أدى به أن يطرد إبن أخيه الكانديد ضاربا إياه على قفاه ضربا مبرحا ثم نفاه من القصر والى الأبد . بينما اليوم وفي هذا الزمن المتحرر من كل القيود نرى القبلة في الغرب تفرض

نفسها في الشوارع والمدارس والأسواق والمترو والقطارت والسواحل والحدائق المكتظة بالأنام . القبلة اليوم لها ثقلها الخاص فيما يسمى باليوم العالمي للقبلة ، وإذا صادف حضورك في هذا المهرجان فأنت سعيد الحظ لكي تشبع روحك العطشى من تقبيل النساء مجانا وبرائحة البيرة والسكائر . فهل ياترى سنشهد نحن العراقيين زمنين بين تقبيل الجدران وأعمدة الكهرباء المقدسة والنخلة العلوية والنعجة المقدسة وأيدي الولي المزيف التي يعتقد من جهلنا وفشلنا من انها تشفي المريض وبين مايأتي به الزمن القادم عند ظهورالمخلّص فيقلب فمها أسفلها .

هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here