الإنتصار على كورونا!!

لا يجوز التقليل من أهمية الوقاية من أي وباء , والعمل الجاد على مواجهته , والإيمان بالإنتصار عليه وتجاوز محنته.

ومن الضروري التذكير بأن مسيرة البشرية ترافقت مع الأوبئة منذ الأزل , وفي كل قرن تحصل موجات أوبئة لكنها تتمكن من إيقافها وتجاوزها.

وفي السابق ما كانت البشرية تمتلك المعلومات والمعارف والمهارات والأدوات والقدرات الفعالة لمواجهتها , فكانت تستعين بالإجراءات البدائية التي تراها ذات تأثير للحد من إنتشار الوباء.

وقصة البشرية مع الطاعون معروفة , ومع الإنفلونزا والجدري وغيرها من الأوبئة المتعددة الأخرى , التي فعلت ما فعلت لكنها إنهزمت وخمَدَت.

واليوم تتوفر المعلومات والقدرات العلمية والتقنية والعلاجية والوقائية المتطورة , الكفيلة بالإنتصار على أي وباء مهما كان شديدا وخطيرا , وهذا يعني بأن القضاء على وباء الكورونا سيكون حتميا , ولو سيحتاج لبعض الوقت لتطوير اللقاحات والعلاجات وتوفير الأجهزة اللازمة للحفاظ على الحياة.

وما يجري في العالم المتقدم من إجراءات طوارئ لا تعني الهزيمة أو الإنكسار , بل الإحتراز من تزايد عدد الإصابات , التي قد ترهق المستشفيات وتُعجزها عن المواجهة المقتدرة , لأن الوباء مباغت والإستعدادات تحتاج لوقت لكي تتوفر مستلزمات المواجهة الناجحة.

وعليه فأن الوقاية مهمة ومن ضرورات القضاء على الوباء , وتأتي بعدها الإجراءات العلاجية , وما يتصل بها من التداخلات اللازمة للشفاء.

وبما أن البشرية اليوم لديها الإمكانات بأنواعها للتصدي للأوبئة والأمراض الخطيرة , فأنها ستُهزم الوباء وستقضي عليه في الأشهر القادمات , وستنطلق في مسيرتها الحضارية التي لا تنكسر أو تستكين , فالتحديات تزيدها إصرارا وقدرة على الإبداع والإبتكار الكفيل بالإتيان بما هو أفضل وأقدر.

ولهذا فأن النصر أكيد , وبالإحتراز والجد والإجتهاد بتوفير متطلبات التصدي للوباء , ستحقق البشرية فوزها وتستوعب درسها , وترتقي في سلوكها.

فوباء كورونا تحدي إنساني كبير لا بد أن نتعلم منه ما يصلح ذات بيننا , ويرتقي بنا إلى آفاق القيم الإنسانية السامية الطيبة.

ولا تياسوا من رحمة الله!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here