البنتاغون تشيد باعتقال متسببين بقصف قاعدة التاجي

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، امس السبت، أن اثنين من الجنود الأميركان الثلاثة، الذين أصيبوا في الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة التاجي صباح السبت حالتهما خطيرة ويخضعان للعلاج في مستشفى عسكري ببغداد.

وأحجم المتحدث باسم البنتاغون، جوناثان هوفمان، عن التكهن بشأن الرد المحتمل، لكنه قال في بيان استنادا إلى تحذير وزير الدفاع، مارك إسبر، الأسبوع الماضي: “لا يمكن أن تهاجموا وتصيبوا أفرادا من الجيش الأميركي وتفلتون. سنحاسبهم”.

وأضاف هوفمان أن قوات الأمن العراقية قامت باعتقالات مبدئية، وقال إن الولايات المتحدة تساعد في التحقيق في الهجوم وهو الثاني في أقل من أسبوع على قاعدة التاجي شمالي بغداد، فيما أصيب أيضا عدد من الجنود العراقيين في الهجوم .

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان، السبت، أن 33 صاروخا من طراز كاتيوشا سقطت على قاعدة التاجي شمالي بغداد، في ثاني هجوم من نوعه خلال أسبوع على القاعدة، التي تضم قوات للتحالف الدولي.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد، ايضا عن إلقاء القبض على صاحب المرآب الذي انطلقت منه الصواريخ التي استهدفت معسكر التاجي. وذكر بيان للقيادة أن “قواتنا الامنية عثرت على مكان إطلاق صواريخ الكاتيوشا التي استهدفت معسكر التاجي شمالي العاصمة بغداد، صباح السبت ووجدت سبع منصات إطلاق داخل مرآب في منطقة ابو عظام”.

وأضاف أن “قواتنا الامنية القت القبض على صاحب المرآب والعاملين فيه، فضلا عن القاء القبض على جميع منتسبي نقطة التفتيش القريبة منه التابعة الى قيادة شرطة بغداد وإحالتهم جميعاً للتحقيق”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، أن الولايات المتحدة نفذت ضربات دقيقة ضد مواقع تابعة لـ”كتائب حزب الله” العراقي، شملت خمس منشآت لتخزين الأسلحة، وذلك ردا على هجوم صاروخي استهدف معسكر التاجي وأودى بحياة أميركيين اثنين، وبريطاني، يوم الخميس الماضي.

وأفادت قيادة العمليات المشتركة، الجمعة، بمقتل 6 أغلبهم من قوات الجيش والشرطة، وإصابة 12 آخرين بجروح بينهم إصاباتهم خطرة جدا، إثر قصف أمريكي استهدف مقار عسكرية في مناطق متفرقة من العراق.

ودانت رئاستي الجمهورية والبرلمان، القصف الأجنبي الذي استهدف مواقع عديدة داخل اراضي العراق ومن ضمنها مطار كربلاء، وقالتا ان القصف هو انتهاك للسيادة الوطنية. ودعت الرئاستين، المجتمع الدولي الى دعم العراق واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل.

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان انها “تستنكر القصف الأجنبي الذي استهدف مواقع عديدة داخل اراضي العراق ومن ضمنها مطار كربلاء وادى الى استشهاد وجرح منتسبين في القوات الامنية العراقية ومدنيين”، وقالت ايضا انها تعد القصف “انتهاكاً للسيادة الوطنية”.

واضافت أن “من شأن هذه المخاطر، إذا ما استمرت، الانزلاق بالعراق إلى حالة اللادولة والفوضى، لا سيما إذا ما تواصل التصعيد الأمني، مع توفر المؤشرات حول محاولة عناصر داعش الإرهابي استعادة قدرتهم على تهديد أمن الوطن والمواطن”.

واشارت الى أن “هذه اللحظة التاريخية تستوجب التماسك الوطني ورصّ الصفوف حول مشروع وطني يرتكز إلى مرجعية الدولة ذات السيادة والقرار المستقل، ومنع تحول العراق إلى ساحة حرب للآخرين، والتركيز على استكمال وحماية النصر على الإرهاب”، داعية، المجتمع الدولي الى “دعم العراق في هذا المسعى واحترام سيادته وقراره الوطني المستقل”. بدوره، دعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إلى “اجتماع عاجل بعد القصف”، فيما طالب القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي بـ”اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ القواعد والمؤسسات العسكرية وسيادة العراق وإجراء تحقيق بالاعتداءات على القواعد العسكرية العراقية باستخدام السلاح المنفلت؛ لقطع الطريق أمام أي ردود فعل غير مبررة، وكشف نتائج التحقيق للرأي العام”. إلى ذلك، وجّه وزير الخارجية محمد الحكيم، باستدعاء سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا لدى بغداد، على خلفية القصف الامريكي الذي استهدف أمس مقار عسكرية عراقية.

بدوره، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، امس الأحد، أن العراق يعمل على حشد جهود كل الأصدقاء والشركاء له في دعم موقفه بشأن احترام سيادة العراق وعدم خرق هذه السيادة مجددا. وقال الصحاف في تصريح صحفي إن “العراق ماض في خطوات الرسالتين المتطابقتين واللتين تحملان مضمون الشكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن ما تعرضت له مقار حكومية عراقية من استهداف بضربات أميركية عدها العراق خرقا سافرا لسيادته واعتداء على أراضيه”. وأكد أن العراق يرفض “رفضا قاطعا أن يكون ساحة صراع أو حروب بالوكالة أو لمناوشات بالنيابة بين هذا الطرف أو ذاك”. وفي سياق آخر، قال مصدر أمني عراقي، لـ(سبوتنيك) مساء السبت، إن قوات الفرقة 101 الأمريكية الهجومية الجوية الوحيدة في العالم، في طريقها إلى العراق، لتبادل المواقع في إحدى المقار العسكرية العراقية، بالتزامن مع التصعيد بالصواريخ.

وحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، من داخل قاعدة عسكرية جوية بارزة، أن عناصر الفرقة 101 الأمريكية المحمولة جوا ستصل إلى القاعدة، في تبادل أماكن مع شركة أمنية.

وأضاف المصدر، أن قوات المشاة البحرية (المارينز) الأميركية، موجودة في القاعدة الجوية -التي شدد على عدم ذكر اسمها تحسبا لأي قصف صاروخي قد يستهدفها- لتنضم لها الفرقة 101 القادمة حتما من إحدى قواعد الولايات المتحدة الأميركية في دول الخليج.

الفرقة 101 المحمولة جوا، هي الفرقة الهجومية الجوية الوحيدة في العالم، والتي لها القدرة على نشر الآلاف من القوات بسرعة على مسافات بعيدة.

وتعرف فرقة 101، باسم النسور الزاعقة، واستخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على العراق إبان عملية “عاصفة الصحراء” أو ما تعرف بـ”معركة الخليج الثانية”، إثر اجتياح الكويت على يد نظام صدام حسين، مطلع تسعينيات القرن الماضي. ويأتي وصول الفرقة الأميركية، إلى العراق، بعد ساعات من استهداف قاعدة التاجي العسكرية التي تضم القوات العراقية، وبعثة التحالف الدولي.

بالمقابل، قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش، مايلز كاغينز، في تغريدة بموقع (تويتر)، إنه “لا توجد صحة لخبر إرسال أميركا قوات الفرقة 101 إلى العراق”.

وكان الجنرال كينيث ماغينزي، قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، قد قال في تصريحات للصحفيين، إن: البنتاغون لم ينشر بعد نظام الدفاع الجوي “باتريوت” في العراق.

واضاف ماغينزي في مجلس النواب الاميركي، يوم الثلاثاء الماضي، “نحن أيضا بصدد إرسال أنظمة دفاع جوي وأنظمة دفاع مضادة للصواريخ الباليستية إلى العراق على وجه الخصوص لحماية أنفسنا من أي هجوم إيراني محتمل آخر”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here