سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان ظاهرة الكورونا زائلة حتما عاجلا أم آجلا اما فلسطين فهي باقية وستبقى لشعبها وابنائها “

 القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن ظاهرة الكورونا التي اجتاحت العالم بأسره ووصلت الى ارضنا المقدسة انما هي ظاهرة زائلة وعابرة وهي من صنع البشر .

أما فلسطين فهي باقية وستبقى وشعبها الابي سيبقى كما كان دوما متمسكا بثوابته وانتماءه لهذه الارض المقدسة .

الفلسطينيون بإرادتهم وحكمتهم ومواقفهم وانسانيتهم وانضباطهم هم قادرون على مكافحة ظاهرة الكورونا وقد اثبت الفلسطينيون للعالم بأسره في هذه المحنة التي نمر بها بأنهم شعب يتحمل المسؤولية وشعب قادر على الانضباط وترتيب الامور بما يتناسب والاوضاع الراهنة .

لقد كانت فلسطين سباقة في اتخاذ القرارات الوقائية الصارمة لمحاصرة ومواجهة آفة الكورونا واتمنى واسأل الله بأن تزول هذه الافة من بلادنا ومن عالمنا لكي ينعم انساننا بالحياة الطبيعية .

في فلسطين تم تغيير الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية بما في ذلك مسألة المصافحة والتقبيل والتجمعات والاجتماعات واللقاءات والمحاضرات والتي الغيت واجلت الى اجل غير مسمى .

ولكن بعد الانتهاء من ظاهرة الكورونا سوف نعود الى تقاليدنا وعاداتنا ولن نجعل الكورونا تؤثر علينا وعلى علاقاتنا مع بعضنا البعض .

اليوم الكثيرون يختصرون عادات وتقاليد اجتماعية وذلك لاسباب وقائية وهذا امر محمود ومطلوب في هذه المرحلة التي نمر بها .

يجب اختصار بعض العادات والتقاليد الغير ضرورية والتي من الممكن ان تكون سببا في نقل العدوى فهذه مرحلة عابرة وبعد خلاصنا من هذا الوباء يجب ان نبقى محافظين على تقاليدنا ومحبتنا لبعضنا البعض وترابطنا الاجتماعي وعيشنا المشترك كما وغيرها من التقاليد الاجتماعية الموروثة في فلسطين والتي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وهويتنا .

اقول للفلسطينيين جميعا فلتكن معنوياتكم عالية ولا تكونوا في حالة رعب وخوف وهلع فمعالجة الكورونا لا يمكن ان تكون بهذه الطريقة بل بالمسؤولية والحكمة وبأن يقوم كل واحد منا بما هو مطلوب منه من اجل محاصرة ومعالجة هذا الوباء الخطير الذي انتشر في عالمنا انتشار النار في الهشيم .

الكورونا سوف تزول عاجلا ام آجلا والفلسطينيون باقون وفلسطين باقية والقدس ومقدساتها باقية ايضا ، فلنكن في هذه المرحلة على قدر كبير من المسؤولية لكي نتجاوز وباء الكورونا بأسرع وقت ممكن .

التمسك بالارشادات والنصائح الطبية امر ضروري وكذلك النظافة والتعقيم وتجنب الاختلاط المفرط كلها وسائل ممكن ان تساعد الى حد كبير في محاصرة هذا الوباء ولكن حذار من الوقوع في اليأس والقنوط والاحباط والخوف والهلع ، فلا نريد لوباء الكورونا ان يترك اثرا سلبيا على مجتمعنا كما ولا نريد ان تكون هنالك تداعيات نفسية سلبية عند البعض تجاه هذه الافة التي لا نقلل من خطورتها ولكننا يجب ان نواجهها بالوعي وبكافة الارشادات الصحية المطلوبة .

نسأل الله بأن يشفي المرضى وان يصون بلادنا ومشرقنا والعالم بأسره وخاصة اولئك الذين تعرضوا لهذا الوباء ونحن في فلسطين نتضامن مع كل المرضى ايا كان انتماءهم الديني او العرقي او لون بشرتهم لاننا جميعا ننتمي الى اسر بشرية واحدة خلقها الله.

وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه صباح هذا اليوم في حديث تلفزيوني في كنيسة القيامة في القدس القديمة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here