لقد ابتلي العراق بعد سقوط الطاغية بمجموعة من السياسيين الحاملين شعارات رنانة لم يستطيعوا ان يديروا العراق الذي عانى من ويلات الدكتاتورية والحروب والظلم والاستبداد .
هؤلاء ومنذ البداية كان هدفهم هو الحصول على الامتيازات والمال والسلطة على حساب الشعب العراقي المظلوم ، وهذا ما اثبتته السنوات الماضية من فشل فاضح في إدارة سدة الحكم .
وهم مستمرون في ضياع وخراب العراق ولا يمكنهم ان يعترفوا بفشلهم الذريع ، وعدم الكفاءة في إدارة البلاد ، ولم يستفادوا من تجارب الاخرين ، وليست لديهم النية للعمل الدؤوب والإخلاص وأداء الواجب تجاه الشعب العراقي .
والصراع للاستحواذ على الوزارات ومؤسسات الدولة ليستمر النهب والسرقة العلنية ، ولا يريدون ان يستقر الوضع في العراق ليبقى الحال كما هو عليه .
وإختيار رئيساً لمجلس الوزراء هو دليل فاضح على ما يدور في اذهانهم الجشعة والمريضة ، والعراقيل التي يضعونها في طريق من لم يسير على خطاهم ويقبل بشروطهم الذليلة .
والمضحك والمبكي انهم يتحدثون عن الدستور وتطبيقه في الوقت الذي لا يعيرون اية أهمية لمواده أو بنوده ، إلا اللهم حين يحتاجون اليه من اجل كسب الكثير من المزايا .
والجميع يتذكر ما فعلوه برئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي والعقود التي وقعها مع الجانب الصيني وكيف كان الهجوم الشرس والغير مبرر في حين كانت هذه العقود في مصلحة العراق ، وببساطة النفط مقابل المشاريع ( البنى التحتية ) والتي لايفهمها هؤلاء السياسيين .
وبعد صراع وتعطيل وتأخير کلف الرئيس العراقي برهم صالح عدنان الزرفي مهمة تشکيل الحکومة ، واعطاه مهلة لمدة شهر لعرض الحكومة على البرلمان.
وطبعاً وهذا متوقع عارضت بعض التيارات السياسية القرار الرئاسي ، بالإضافة الى صعوبة تنفيذ مطالب المتظاهرين وقد يكون مِن هؤلاء مَن هم مِن مؤيدي الأحزاب الرافضة او المعارضة او التي لا تريده أن يشكل الحكومة المقبلة .
عدنان الزرفي الذي كلفه الرئيس العراقي برهم صالح كان مترجماً للقوات الامريكية عندما دخلت العراق وقبلها من عام ١٩٩١-١٩٩٤ في مخيم رفحاء في المملكة العربية السعودية ، ومن عام ١٩٩٤-٢٠٠٣ في الولايات المتحدة الأميركية ، ولا نريد ان نطيل عليكم ، وبعدها محافظاً للنجف الاشرف ، وامتلاكه لشركة تاكسي تحتكر خدمات المطار كما يقولون أهالي النجف الاشرف والكثير من علامات الاستفهام تحوم حوله من أهالي النجف الاشرف .
هنا علينا ان نقول ماذا قدم عدنان الزرفي لمدينة النجف الاشرف من خدمات ملموسة استفاد منها الاهالي ليكون رئيساً لمجلس وزراء العراق .
ان إدارة الدولة ليست لعبة بيد هذا أو ذاك إن لم يكن ذو كفاءة عالية وحنكة سياسية ولديه من الخبرة الملموسة ليقبله الشعب العراقي ، وهي ليست نزهة عادية .
الا يوجد في العراق من الكفاءات التي يمكن ان تشغل هذا المنصب الحساس في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق ؟
الى متى يبقى العراق رهن هذه العقول الذليلة للمال التي لا يمكن ان تعمل بإخلاص ؟
واخيراً هل يمكن لمحافظ فاشل ان يكون رئيساً لمجلس الوزراء ؟
بقلم
جلال باقر
18/03/2020
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط