خطبة_جمعتنا_المقبلة_الكترونية

أحمد الحاج

 
 
وهكذا أعلنت 16 دولة عربية وإسلامية حتى الآن تعليق صلاتي الجمعة والجماعة وأغلقت المساجد أبوابها مؤقتا والى إشعار آخر خشية إنتشارعدوى فايروس كورونا المستجد لعل من أبرزها “العراق،تركيا ،قطر،المغرب، الجزائر،الامارات ،لبنان ،ليبيا ،الكويت،تونس،عمان ،الاردن ، ايران ، وغيرها ، فيما علقت المملكة العربية السعودية الجمعات والجماعات في جميع مساجدها بإستثناء الحرمين الشريفين،بينما اقتصرت فلسطين الحبيبة على إيقاف الصلاة في المساجد المسقوفة وإباحتها في الساحات المكشوفة،وصار الأذان في كل تلك الدول يتضمن العبارة المحزنة – صلوا في بيوتكم ..صلوا في رحالكم – بدلا من الحيعلتين التي شنفت أسماعنا وأنعشت أرواحنا وأحيت قلوبنا طويلا أو بعدهما مباشرة أو عقب الأذان وسط جدل لم يهدأ بعد بجواز ذلك من عدمه بين مؤيد للخطوة بجملتها وبين رافض لها ومطالب بالتقنين الجزئي بدلا من التعليق والإغلاق الكلي ولكل منهم أدلته وحججه ،والسؤال الملح هنا هو”هل توقفت الدعوة الى الله تعالى من جراء ذلك كله؟ هل عُلِّق الخطاب الدعوي الراشد بفعل كوفيد – 19 الذي تسبب بإبعاد 750 مليون طالب وطالبة عن مقاعد الدراسة حول العالم وأغلق المدارس والجامعات والمعاهد والكليات في اكثر من 200 دولة أغلبها كليا وقسم قليل منها جزئيا في مناطق الوباء فقط ،مهددا أكثر من 25 مليون عامل بفقدان وظائفهم ومصدر رزقهم اليومي في أرجاء المعمورة ناهيك عن إستمرار الوفيات والإصابات وتصاعد وتيرتها في كل مكان تقريبا ؟” الجواب المؤكد : حاشا وكلا ، بل وبرغم ما أحدثه قرار الغلق المؤقت من ردود أفعال متباينة الا انه فتح للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة أبوابا جديدة على مصراعيها لم تكن بالحسبان من شأنها إشاعة الإصلاح والإرشاد من جهة وتنبيه الخطيب الى ما كان ينقصه ،يفتقره ،يغيب عن باله،لم يكن في حسبانه أثناء الخطب المنبرية والتي لم يكن قسم منها بالمستوى المطلوب وعلى مختلف الصعد قطعا،كل ذلك سيتحقق من خلال تعليقات الأصدقاء ومقترحاتهم ومداخلاتهم وتنبيهاتهم وتوصياتهم وملاحظاتهم ما يعني تحسين خطابه وتجويد خطبته لاحقا بعد زوال الوباء في القريب العاجل بإذنه تعالى ،اذ أن الخطيب الذي كان يخطب في 500 مصل في مسجده قبل”كوفيد – 19″، صار بإمكانه اليوم توجيه الخطاب الى 5000 الاف أو يزيد بعضهم لم يكن يحضر خطبته،وبعضهم لم يكن يؤدي جمعته ولا فريضته أصلا ،اذا ما أحسن الخطيب إستثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على النحو الأمثل في سبيل الله والحديث هنا موصول الى كل الدعاة والمصلحين والتربويين في طول العالمين العربي والاسلامي وعرضه بهذا الشأن المبارك أسوة بالتعليم عن بُعد الذي انتهجته الكثير من الدول تعويضا عن التوقف الإجباري للتعليم وتلافيا لقرار العبور أو إعتبار العام الدراسي الحالي 2019/ 2020سنة عدم رسوب فيما لو طال أمد الحجر والحظر لا قدر الله ، بمعنى :

#خطبتنا_اليوم_الكترونية
#مسجدنا_مغلق_الدعوة_ماضية
وأنا على يقين تام بأن أعداد المصلين ستزداد في المساجد بعد زوال الوباء وستزدحم بالمصلين المتشوقين لبيوت الله تعالى بعد غياب وإن لم يكن بعضهم من المصلين أساسا قبل الوباء وقرار إغلاق وتعليق المساجد ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم !

وأقترح أن يعتلي كل خطيب مفوه منبره لوحده ويضع كاميرا فيديو أمامه ليصور خطبته كاملة ويبثها إما مسجلة أو -لايف – على صفحته الشخصية في مواقع التواصل والاتصال المختلفة ومااكثرها،واقترح أيضا إستحداث – من الان – كل خطيب متمكن من أدواته لموقع خاص به على – يوتيوب – من شأنه وبالتعاضد مع صفحات بقية الخطباء المخلصين والدعاة المتمكنين – فقط – أن يهدوا لنا الاف الخطب المنبرية والدروس التربوية المصورة هذه المرة بخلاف تلك التي ألقيت بين جدران المساجد ولم يسمعها أو يشاهدها سوى من حضرها كونها لم تصور ولم توثق حينئذ!
والى علمائنا الافاضل والى المجمعات الفقهية والروابط الدعوية الاسلامية ووزارات الاوقاف والشؤون الدينية فضلا عن الدوائر التابعة لها في عموم الوطن العربي والعالم الاسلامي ،أولا حفظكم الله تعالى من كل سوء وجنبكم وبلادكم كل مكروه،وثانيا أقترح على ذواتكم الكريمة أصالة عن نفسي ونيابة عن مصلي المساجد الكرام طيلة فترة إغلاق المساجد بسبب كورونا ” كتابة خطب الجمعة على صفحاتكم في مواقع التواصل وحبذا لو تسجل – صوت وصورة – مشفوعة بمحاضرات دعوية قيمة وخطب منبرية هادفة تبث عبر انستغرام ، يوتيوب ، فيس بوك وبقية المجموعة الالكترونية ولا بأس بـ” أنت تسأل والشيخ يجيب” في بث مباشر عبر ذات القنوات على السوشيال ميديا ، فاذا كان التعليم قد صار الكترونيا بزمن كورونا بعد إغلاق وتعليق الدراسة فمن باب أولى أن يكون الوعظ والتوجيه الكترونيا ايضا لحين زوال الغمة عن هذه الأمة وما ذلك على الله بعزيز !
شخصيا أرى أن بابا هائلا بما لايتصوره عقل قد فتح للدعوة الراشدة بالحكمة والموعظة الحسنة على غير سبق مثال، فهلموا وشمروا عن ساعد الجد، وثقوا بأنكم ستدخلون بيوتا لم يأت أي من ابنائها الى – بيوت الله – يوما لعلهم يسمعون كلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأوامره ونواهيه هذه المرة عيانا بيانا ، جهارا نهارا وبالمباشر شريطة – وارجو وضع خط أحمر تحتها – أن تكون الخطب ودروس الوعظ والارشاد تلك توعوية هادفة وواعية تبتعد كليا عن إثارة الفتن والنعرات الطائفية والعرقية والدينية، وأن يكون المتصدون لهذه المهمة المباركة من المفوهين البارعين المتمكنين علما وفهما وفكرا ومنطقا وبلاغة ولغة ونحوا وصرفا حيث لا لحن في اللغة ولا خطأ في التلاوة ،ولا وضع في الاحاديث ،ولا اساطير في القصص ، ولا هرج في المرويات ، ولا إشكال في الطرح ولا تسطيح  للمضامين ولا نعرات بغيضة  في العناوين وبمعنى أدق وكما قال سلفنا الصالح ( بعيدا عن تحريف الغالين،وإنتحال المبطلين،وتأويل الجاهلين) ليتحقق الغرض الأسمى المنشود منها، بخلاف ذلك وكما قال أحد الأخوة الأفاضل ” كن حلسا من أحلاس بيتك وكف لسانك ويدك” ،ألم اقل لكم ،أن ” بابا جديدا للدعوة قد فُتِحَ وأشرق ؟!”.اودعناكم اغاتي
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here