سيادة المطران عطا الله حنا : ” ندعو ابناءنا الى الحذر من الشائعات والاخبار الغير دقيقة التي تنتشر هنا …

وهناك وان يكونوا مستعدين لكل الاحتمالات “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى لقاءه عددا من ابناء الرعية الارثوذكسية في كنيسة القيامة بأننا نحذر ابناءنا من الشائعات والاخبار المضللة والغير دقيقة والتي تنتشر بغزارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هدفها هو التهويل وجعل الناس يعيشون في حالة توتر نفسي وعصبي .
ندرك جيدا اننا نمر بظرف عصيب ولا يجوز الاستهتار بخطورة وباء الكورونا وتداعياته ولكننا في نفس الوقت لا نريد لابناءنا ان يعيشوا حالة ذعر وتوتر وخوف ناتجة عن التهويل والشائعات والمعلومات الغير دقيقة التي تنشر هنا وهناك .
يجب ان نستعد لما قد يحدث خلال الايام او الساعات القادمة فقد يفرض حجر صحي ومنع للتجوال في مدينة القدس ولذلك وجب على الجميع ان يأخذوا ذلك على محمل الجد وان يستعدوا لذلك بعيدا عن التوتر والخوف المفرط فالاجراءات الوقائية لمحاصرة هذا الوباء مطلوبة وهي التي ستخرجنا من هذه الحالة التي وصلنا اليها.
نقول لابناءنا بأنه اذا ما فرض عليكم الحجر الصحي الالزامي ومنع التجوال في مدينة القدس يمكنكم ان تقيموا الصلوات في منازلكم وان تقرأوا خدمة المديح في بيوتكم وان تصلوا مع كافة المصلين من اجل ان يزيل عنا الرب الاله هذا الغضب وهذا الوباء الخبيث الذي عصف بعالمنا ونحن جزء من هذا العالم لا بل ان فلسطين هي قلب هذا العالم النابض بتاريخها وتراثها ومقدساتها .
استعدوا لما هو آت ولكن بعيدا عن التهويل والتخويف ولا تفقدوا الامل والرجاء فما نمر به انما هي مرحلة عابرة سوف تزول والبشرية عانت في الماضي من اوبئة كثيرة ولكنه تم القضاء عليها وان شاء الله سوف نقضي على وباء الكورونا لكي يعود الناس الى حياتهم الطبيعية .
يؤسفنا ويحزننا ان دخول الوباء الى بلادنا تزامن مع فترة الصوم الاربعيني المقدس بكل ما فيها من زخم روحي وصلوات وليتورجيات وعبادات تقوية .
يحزننا ان هنالك بعضا من ابناءنا لن يتمكنوا من الوصول الى كنائسهم ولكن لهؤلاء اقول بأن الله معكم وكما نقول في صلوات الصوم الكبير معنا هو الله فكونوا على يقين بأن الله سيبقى دائما معنا وابتعادنا الجسدي عن الكنيسة لظروف قسرية لا يعني على الاطلاق ان هنالك ابتعادا روحيا ووجدانيا وفكريا .
استعدوا للايام القادمة التي قد تكون قاسية ومؤلمة ولكنها فترة عابرة سوف نتجاوزها بالحكمة والمسؤولية والرصانة والدعاء والصلاة من اجل شفاء المرضى ومن اجل حفظ بلادنا وارضنا المقدسة والعالم بأسره من هذا الوباء الخبيث .
وفي هذا المكان المقدس نشعر بالالم والحزن ونحن نرى بأن هنالك اخوة لنا في الانسانية يموتون في هذا العالم نتيجة هذا الوباء ، انها مشاهد مروعة ومحزنة واننا نصلي من اجل عائلات واسر هؤلاء الاشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب هذا الوباء لكي يقويهم ويعزيهم الرب الاله ، كما ونصلي من اجل شفاء المرضى .
نعم هنالك دور للمستشفيات والاطباء والممرضين وكل المسؤولين عن القطاع الصحي ولكننا نؤمن بـأن الهنا القدوس هو الطبيب الشافي وامنا العذراء هي التي تتشفع بنا وكذلك القديسين الذين يصلون من اجل بلادنا وارضنا وشعبنا .
لا تقبلوا بأن يدخل الرعب والخوف الى نفوسكم حتى وان فرض عليكم الحجر الطبي والصحي لاعتبارات وقائية فهذه سحابة صيف سوف تزول ونتمنى ونسأل الله بان تزول سريعا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here