من يقف وراء اختيار ( الزرفي ) رئيس وزراء للعراق !

د . خالد القرة غولي :
الغبار المتعمد الذي أثير حول اختيار ( رئيس وزراء للعراق ) لم يأت من فراغ بل تقف وراءه سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه واجندات خارجية متعددة , بل وصل الأمر الى إشراك الامم المتحدة والدول الكبرى امريكا و ( دول الجوار) في تحديد هويته و (عشيرته ) وقبيلته ، المواطن العراقي على معرفة تامة بمن يحق له الترشيح أولا وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة , ويشاركني الجميع بان طريق االاختيار لم يكن شائكا كثيرا لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشوروأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع ، وأتذكر جيدا ويتذكر معي العراقيون اخوتي، ما حدث بعد الاختيار المفاجئ للجميع , وسط صمت ودهشة واستغراب الجميع ، وحدث الذي حدث وإذا بربان سفينة ( العراق الجديد ) وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث , عشيرة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات رئيس للامم المتحدة اكبر من اختيار رئيس للوزراء في العراق اليوم , أجيب والحسرة لا تفارقني كوني عراقي انباري لي اخوة اصدقاء اعزاء من اهلي في كافة محافظات العراق لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي ، بعد حدوث خروقات كبيرة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة , وانتقلت من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة العشائرية المقيتة ، وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة الاتهامات ويمكن ان تعود نفس الوجوه الى مقاعد مجلس البرلمان العراق ، وخلت من الوجوه الجديده من أصحاب الشهادات العليا والخبراء وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه السيد رئيس الوزراء العراقي بعد إن تحولت الاختيارات المتعددة إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعات مغلقة ومضايف عشائر تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا ، والايام المقبلة تشهد من يفوز وينتصر، ويهرب من يريد ان يهرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة االعراقية بعد أن تمزقت سياسيا وها هي الآن تتمزق اجتماعيا وثقافيا أقولها وبلا خوف أن ( وحدة العراق ) هي الهدف الأسمى من الفوز بمنصب رئيس الوزراء أو تسلق فوق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا ، أن ما حدث قبل اختيار رئيس وزراء العراق الجديد ، ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز ، ولا اريد أن أقصد أو أسمي أحدا ما , وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني أنصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل ( العراق ) العراق الموحد العزيز والحفاظ علــــــى ارواح المواطــــنين المـــــساكين من الوباء القادم الينا من دول الجوار ، وعــــــودة المهجرين والنازحين والمشردين الى منازلهم بأقـــــرب وقت ممــــــكن .. ومن الله التوفيق ، ودمتم سالمين
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here