المصير!!

<center><font size=6>

المصير!!

مَصيرُ الخلقِ في أرْضٍ سَواءُ

رحابُ وجودهِ الأسْمى هَباءُ

ترابٌ صارَ حيّا مُستهاما

بواهيةٍ يُترْجِمُها الشَراءُ

تُداهِمُهُ الرغائبُ كيفَ مالتْ

ويَقتلهُ التأمّلُ والرَجاءُ

كأنّ الحيَّ مَنكوبٌ بحيٍّ

وأنّ شرابَها دفقٌ دماءُ

وأنّ الخلقَ بالدنيا تماهى

يُصاحبُها كما شاءتْ يَشاءُ

فتلقمهُ الخَطايا والرَزايا

وتوهِمُهُ فيغشاهُ البَهاءُ

ويًسعى في مَناقبها جَهولا

وإنْ ذَهبتْ سَيُرْعِبُهُ الجَفاءُ

أرانا في صَناديق انْتهاءٍ

يُعتّمُها التناحرُ والسَهاءُ

وما اتْضَحَتْ لمَوْجودٍ رُؤاها

مُغيّبةً يؤطرُها العَداءُ

سَرى موتٌ على الأمواتِ فيها

فهذا الإنْسُ مُرْتَقدٌ عَفاءُ

إذا نَفثتْ بألفاظٍ هَواها

يُزعْزع ذاتَها وَجعٌ بَلاءُ

تَرافدَتِ المَنايا واسْتدامتْ

ويُنكرها التشبثُ والبَقاءُ

بأكوانٍ على كوْنٍ أصالتْ

دوائرَها يُدوّرها ابْتداءُ

فتمْشي كلُّ واعدةٍ لحَتْفٍ

وقدْ خابَ الْتَشامُخُ والرَخاءُ

صَديقي جاءَ يُعْلمني بأمْرٍ

تبدّدَ بغتةً فنَمى انْطفاءُ

أصابَتهُ النوائبُ حينَ أوْجٍ

فأسْقطهُ التنكّرُ والذكاءُ

يُواجهُ نكسةً بلغتْ ذُراها

فيُطعِمُها التصبُّرُ والإباءُ

عَجائبُ إنّنا أنّتْ وكادَتْ

مُؤجَّجةً يؤمِّرُها الجزاءُ

مَوازينٌ بأفلاكٍ تساوَتْ

تقيّدنا ويَحْدونا الدَجاءُ

هيَ الدنيا بنا رَحُبَتْ وضاقتْ

وكمْ شقيَتْ بأجيالٍ أساؤا

تُبادِلُنا انْتقاما مُسْتعيرا

فيَصْدَعُنا التحارُبُ والوباءُ

تنبّهُنا الحوادثُ أيْنَ دارَتْ

فنُهْمِلها ويُغْرينا الثواءُ

وما انْقطعَ الزمانُ وما تَناسى

وإنَّ الأرضَ مَنهَجُها احْتواءُ

وليلُ البؤسِ مَبهورٌ بيأسٍ

ونعشُ نجومِه السبعُ البكاءُ

تَحومُ سِهامُها بين البَرايا

فترْدي مَنْ يُسيّرهُ الحُداءُ

بسامرّاءَ موْعِدُنا جَميعا

وإنّ مَصيرَنا حَتْمٌ فَناءُ

وأصْلُ الروح يَنبوعُ انْطلاقٍ

تَجلّى في تَدفّقهِ النقاءُ

ومِنْ طينٍ خُلقنا ثمَّ كنّا

بنفْخةِ صانِعٍ تمَّ البناءُ

وإنّا حينَ جِئْنا مِنْ ثَراها

توطّنَنا التباغُضُ والعَناءُ

أ عاشَ الطينُ طينا قبلَ روحٍ

وإنْ ذهبتْ كأنّ الطينَ داءُ؟

تَعفّرَ طينُها بشََرى نفوسٍ

لها في الْسوءِ صَولاتٌ ضِراءُ

تَمرّدَ خلقها وطغى فأرْدى

مؤملةً يُعانِقُها العَلاءُ

صَبَرْنا بينَ دائرةِ المآسي

ودُمْنا كيْفما شاءَ الشقاءُ

تُعللنا مَواجعُنا بيُسْرٍ

ويَغنمُنا التناسُلُ والعَفاءُ

فقلْ وَفدَتْ إلى بَدنٍ ترابٍ

كأنَّ الأمرَ مَحتومٌ قضاءُ

حقائقها الحياةُ لها غِطاءٌ

وكنْزُ وجودنا طينٌ وماءُ

نَتيهُ بها إلى أمَلٍ بَهيجٍ

فيَخْطِفنا التنعُمُ والعَطاءُ

على أفقٍ مِنَ الآهاتِ تَسْعى

مواكبها بما وجبَ الدَهاءُ

وفينا مِنْ مَواجعِها أليمٌ

يُهاجمنا فيصرعنا الطِواءُ

ومَن بلغَ الصُعودَ إلى ذُراها

سَيدْفعهُ لقيعانٍ شَناءُ

تَعاظمتِ الخُطوب لمُنْتهاها

وما فَتِأتْ يُعزّزها القِلاء

إرادةُ كلّها في بَعضِ كلٍّ

وضربةُ حَتْمِها أبداً مَضاءُ

ترافدتِ الحَوادثُ واسْتقامَتْ

يُوازنها التقاربُ والنَواءُ

فلا تَعْتَبْ على وَمَضٍ تَخابى

فأنّ وجودَنا خُدَعٌ سِحاءُ!!

وكورونا وما جَلبتْ إلينا

سَتوقظنا ليأتينا الدواءُ!!

د-صادق السامرائي

7\3\2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here