مبروك للعالم : ” تفلة السيد ”  و اكتشاف لقاح عراقي جديد ضد كورونا !!

 بقلم مهدي قاسم

ما أن انتشر فيروس كورونا  على نطاق عالمي حتى أقدم أشخاص و جهات عراقية على  إعلان عن اكتشاف اللقاح المضاد لفيروس كورونا !! ،

 تصوروا الوقت القياسي و السرعة الخارقة كأنهم وجدوا فطرا في الغابة بعد أمطار غزيرة !!..

أعلنوا ذلك بدون أي خجل أو حياء متصورين أن الآخرين أغبياء وبلهاء سيصدقونهم  فورا ، على أساس أن العراق يعيش وضعا استثنائيا من علل ومظاهر الفشل والفساد والتقية الكاذبة والزائفة ، وبالتالي يمكن ممارسة شتى أساليب الكذب والدجل والتضليل على الشارع العراقي بكل سهولة و بساطة ، وذلك بسبب غياب القيم و الأخلاق الحميدة و الصادقة والنزيهة بعد هيمنة ” ثقافة و قيم ” أحزاب الإسلام السياسي الشيعي ـــ السني على الشارع العراقي ، دون أن يدركوا أن عصرنا الحالي غير عصر الكهف والسراديب المعتمة والعطنة حيث جرت و تجري صناعة فنون الخزعبلات والخرافات والأساطير للإنتاج والتسويق الجماهيري بهدف تضليل الناس  و خداعهم بأمور و آباطيل وهمية لغرض السيطرة عليهم ذهنيا و تسهيل قيادتهم كقطعان من خراف مدجنة و مطيعة حسب مقتضيات المصالح الشخصية والفئوية والعقائدية المتخلفة و المظلمة ..

نقول كل هذا لأنه من المعروف  للمتابعين والمهتمين بالأمر أن عملية اكتشاف أي دواء أو لقاح جديد مضاد لمرض أو وباء طارئ ، تحتاج إلى أبحاث ودراسات وتجارب مختبرية  طويلة ومكثفة ومجهدة ومتواصلة قد تستغرق شهورا طويلة جدا ، وربما سنوات أيضا ، طبعا بعد توفر كل الإمكانيات التخصصية والمهنية العالية والأجهزة المختبرية المتطورة من أجل ضمان اكتشاف  العلاج الجديد ذاته سيما للتأكد من عدم أعراضها أو مضاعفاتها الصحية الجانبية ثانيا ـ( من خلال إجراء تجارب على فئران أو قرود ) و بعد ذلك تجري عملية الإقدام على إجراء تجارب على بشر متطوعين  للتأكد مدى فعاليتها العلاجية الناجحة ، لكي تقوم بعد ذلك الشركة المنتِجة بعملية تسويقه تجاريا في معظم أنحاء العالم ..

طيب  إذا كل هذا الوقت الطويل تستغرقه عمليات الأبحاث والتجارب في بلدان غربية متقدمة طبيا  جدا ، فكيف الأمر بدولة متخلفة و فاشلة طبيا مثل العراق حيث الافتقار إلى ابسط تقنيات و أجهزة مختبرية متطورة ، حتى يستطيع بعض الأشخاص أو الجهات اكتشاف لقاء جديد  مضاد لفيروس كورونا خلال أسبوع واحد مثلما أعلنوا بكل وقاحة وسفاهة ؟!..

أم أن هذا اللقاح العراقي الجديد المكتشف  لم يكن يحتاج سوى إلى” تفلة السيد ” ليكون علاجا  شافيا لفيروس كورونا ، و بالتالي فأن المسألة لا تحتاج سوى إلى ثوان ــ مدة التفلة ــ ليكون الدواء داويا ومشافيا ..

بينما لو عرفنا  أن” تفلة السيد ” هي نوع آخر وأخطر حتى من فيروس كورونا ينخر في الأذهان و الأدمغة الجماهيرية الواسعة لأدركنا  أنها أخطر حتى من فيروس كورونا لأن هذا الأخير يمكن اكتشاف علاجه عاجلا أم آجلا ولكن فيروس الأذهان المتخلفة ليس لها أي علاج شاف  يُذكر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here