إمامة الإمام الكاظم عليه السلام وسبب سجنه وقتله،

مروان خليفات

قال أبو نصر البخاري النسابة ( كان حيا سنة 341هـ) في ترجمة محمد بن إسماعيل بن جعفر: (كان محمد بن إسماعيل بن جعفر مع عمه موسى الكاظم عليه السلام يكتب له كتب السر إلى شيعته من الآفاق فلما ورد الرشيد الحجاز سعى محمد بن إسماعيل بعمه إلى الرشيد فقال : ما علمت ان في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ، فقال الرشيد ويلك أنا ومن ؟ قال موسى بن جعفر وأظهر اسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم عليه السلام وحبسه وكان سبب هلاكه ، وحظي محمد ابن إسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق ومات ببغداد ، ودعا عليه أبو الحسن موسى عليه السلام بدعاء استجاب الله ذلك فيه)
سر السلسلة العلوية ، ص 35 – 36، وذكره ابن عنبة الحسني صاحب عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، ص 233 – 234

ممن ذكر وشاية محمد بن إسماعيل الشيخ محمد الزرندي الحنفي ( ت 750هـ) قال : (وقيل : كان محمد بن إسماعيل بن جعفر مع عمه موسى بن جعفر يكتب له كتب السير إلى شيعته في الآفاق ، فلما ورد الرشيد إلى بغداد أتاه محمد بن إسماعيل وقال له : ما علمت في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ؟ فقال له الرشيد : ويلك أنا ومن ! قال : موسى بن جعفر . وأظهر سره فقبض عليه وحبسه ، وحظي محمد بن إسماعيل عند الرشيد ، فدعى عليه موسى بن جعفر بدعاء استجاب الله ذلك فيه وفي أولاده
معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول ( ع ) ، ص 144 – 145

والفخر الرازي في الكتاب المنسوب إليه ( الشجرة المباركة في أنساب الطالبية)
قال : ( أما محمد وكنيته أبو الحسن ، فكان مع عمه موسى بن جعفر يكتب له كتب السر إلى شيعته في الأفاق . فلما ورد الرشيد الحجاز سعى محمد بعمه إلى الرشيد فقال : أما علمت أن في الأرض خليفتين يجيء إليهما الخراج ، فقال الرشيد : ومن هذا ؟ . قال : موسى بن جعفر ، وأظهر أسراره فقبض عليه وحبسه ، وكان سبب هلاكه ، وحظي محمد بن إسماعيل عنده ، وخرج معه إلى العراق ع ومات ببغداد ، ودعا عليه موسى بن جعفر عليه السلام )
الشجرة المباركة في أنساب الطالبية ، فخر الدين الرازي ، ص 101

يشهد لما ذكره البخاري النسابة وغيره من أعلام الجمهور ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح : ( علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر قال : جاء ني محمد بن إسماعيل وقد اعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة ، فقال : يا عم إني أريد بغداد وقد أحببت أن أودع عمي أبا الحسن – يعني موسى بن جعفر عليه السلام – وأحببت أن تذهب معي إليه ، فخرجت معه نحو أخي وهو في داره التي بالحوبة وذلك بعد المغرب بقليل ، فضربت الباب فأجابني أخي فقال : من هذا فقلت : علي ، فقال : هوذا أخرج – وكان بطئ الوضوء – فقلت : العجل قال : وأعجل ، فخرج وعليه إزار ممشق قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب ، فقال علي بن جعفر : فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت : قد جئتك في أمر إن تره صوابا فالله وفق له ، وإن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطي قال : وما هو ؟ قلت : هذا ابن أخيك يريد أن يودعك ويخرج إلى بغداد ، فقال لي : ادعه فدعوته وكان متنحيا ، فدنا منه فقبل رأسه وقال : جعلت فداك أوصني فقال : أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال مجيبا له : من أرادك بسوء فعل الله به وجعل يدعو على من يريده بسوء ، ثم عاد فقبل رأسه ، فقال : يا عم أوصني فقال : أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال : من أرادك بسوء فعل الله به وفعل ، ثم عاد فقبل رأسه ، ثم قال : يا عم أوصني ، فقال : أوصيك أن تتقي الله في دمي فدعا على من أراده بسوء ، ثم تنحى عنه ومضيت معه فقال لي أخي : يا علي مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ، ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مائة دينار فأعطانيها وقال : قل لابن أخيك يستعين بها على سره قال علي : فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مائة أخرى وقال : أعطه أيضا ، ثم ناولني صرة أخرى وقال : أعطه أيضا فقلت : جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت ، فلم تعينه على نفسك ؟ فقال : إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله ، ثم تناول مخدة أدم ، فيها ثلاثة آلاف درهم وضح وقال : أعطه هذه أيضا قال : فخرجت إليه فأعطيته المائة الأولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه ، ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح بها حتى ظننت أنه سيرجع ولا يخرج ، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال : ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه فالخلافة ، فأرسل هارون إليه بمائة ألف درهم فرماه الله بالذبحة فما نظر منها إلى درهم ولا مسه )
الكافي ،ج 1 – ص 485 – 486، ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ( ع ) ، ج 1 – ص72 – 73 والكشي في اختيار معرفة الرجال للشيخ الطوسي ، ج 2 – ص 540 – 541

قال ابن شهر آشوب : ( كان محمد بن إسماعيل بن الصادق ( ع ) عمه موسى الكاظم ( ع ) يكتب له الكتب إلى شيعته في الآفاق ، فلما ورد الرشيد إلى الحجاز سعى بعمه إلى الرشيد ، فقال : أما علمت أن في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ؟ فقال الرشيد : ويلك أنا ومن ؟ قال : موسى بن جعفر . وأظهر أسراره ، فقبض عليه وحظي محمد عند الرشيد ، ودعا عليه موسى الكاظم بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده )
مناقب آل أبي طالب ، ج 3 – ص 439 – 440، وانظر : مستدركات علم رجال الحديث للشيخ علي النمازي الشاهرودي ، ج 6 – ص 460

وقال ابن شهرآشوب : ( وفي كتاب اخبار الخلفاء : ان هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر : خذ فدكا حتى أردها إليك ، فيأبى حتى ألح عليه فقال ( ع ) : لا آخذها إلا بحدودها قال : وما حدودها ؟ قال : ان حددتها لم تردها ؟ قال : بحق جدك إلا فعلت ، قال اما الحد الأول فعدن ، فتغير وجه الرشيد وقال : أيها ، قال : والحد الثاني سمرقند ، فأربد وجهه . والحد الثالث إفريقية ، فاسود وجهه وقال : هيه . قال : والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية ، قال الرشيد : فلم يبق لنا شئ ، فتحول إلى مجلسي قال موسى : قد أعلمتك انني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله . وفي رواية ابن أسباط أنه قال : اما الحد الأول فعريش مصر ، والثاني دومة الجندل ، والثالث أحد ، والرابع سيف البحر . فقال : هذا كله هذه الدنيا ، فقال : هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبى هالة فأفاءه الله على رسوله بلا خيل ولا ركاب فأمره الله ان يدفعه إلى فاطمة ( ع ) )
مناقب آل أبي طالب ، ج 3 – ص 435، ومثله في: التذكرة الحمدونية، ج9 ص 289، وربيع الأبرار للزمخشري، ج1 ص 260

شواهد أخرى

تحت عنوان : ذكر السبب في أخذه وحبسه، روى أبو الفرج الأصفهاني بأكثر من ثلاثة طرق سبب حبس الإمام الكاظم ع ، قال : ( حدثني بذلك أحمد بن عبيد الله بن عمار ، قال : حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه وحدثني أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن العلوي ، وحدثني غيرهما ببعض قصته ، فجمعت ذلك بعضه إلى بعض . قالوا : كان السبب في اخذ موسى بن جعفر ان الرشيد جعل ابنه محمدا في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث ، فحسده يحيى بن خالد بن برمك على ذلك وقال : إن أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولة ولدي . فاحتال على جعفر بن محمد ، وكان يقول بالإمامة ،
حتى داخله وانس به ، واسر إليه ، وكان يكثر غشيانه في منزله فيقف على امره ويرفعه إلى الرشيد ويزيد عليه في ذلك بما يقدح في قلبه .
ثم قال يوما لبعض ثقاته : أتعرفون لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما احتاج إليه من اخبار موسى بن جعفر ؟ فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، فحمل إليه يحيى بن خالد البرمكي ، وكان موسى يأنس إليه ويصله وربما أفضى إليه بأسراره ، فلما طلب ليشخص به أحس موسى بذلك ، فدعاه : إلى أين يا بن أخي ؟ قال : إلى بغداد قال : علي دين وانا مملق ، قال : فأنا اقضي دينك وافعل بك واصنع ، فلم يلتفت إلى ذلك ، فعمل على الخروج ، فاستدعاه أبو الحسن موسى فقال له : أنت خارج ؟ فقال له : نعم لابد لي من ذلك فقال له : انظر يا بن أخي واتق الله لا تؤتم أولادي ! وأمر له بثلاثمائة دينار ، وأربعة آلاف درهم . قالوا : فخرج علي بن إسماعيل حتى اتى يحيى بن خالد البرمكي ، فتعرف منه خبر موسى بن جعفر ، فعرفه إلى الرشيد وزاد فيه ، ثم أوصله إلى الرشيد فسأله عن عمه فسعى به إليه ، فعرف يحيى جميع خبره وزاد عليه وقال له : إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب . وإن له بيوت أموال ، وانه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها اليسيرة ، وقال له صاحبها وقد أحضره المال : لا آخذ هذا النقد ولا آخذ إلا نقدا كذا وكذا ، فأمر بذلك المال فرد وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه ، فسمع ذلك منه الرشيد وامر له بمائتي ألف درهم …)
مقاتل الطالبيين ، ص 333 – 336

روى الشيخ الصدوق رواية أكثر بيانا تتشابه كثيرا مع رواية أبي الفرج، مما يزيدها قوة. قال الصدوق : ( حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي عن صالح بن علي بن عطيه قال : كان السبب في وقوع موسى بن جعفر عليهما السلام إلى بغداد : ان هارون الرشيد أراد ان يقعد الامر لابنه محمد بن زبيدة …
قال علي بن محمد النوفلي : فحدثني أبي انه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر عليهما السلام وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد ابن الأشعث فساء ذلك يحيى وقال : إذا مات الرشيد وأفضى الامر إلى محمد انقضت دولتي ودوله ولدي وتحول الامر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث وولده وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع فاظهر له انه على مذهبه فسر جعفر وأفضى إليه بجميع أموره وذكر له ما عليه في موسى بن جعفر عليه السلام فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد وكان الرشيد يرعى له موضعه وموضع من نصرة الخلافة فكان يقدم في امره ويؤخر ويحيى لا يألو ان يخطب عليه إلى أن دخل يوما إلى الرشيد فاظهر له اكراما وجرى بينهما كلام مزية جعفر لحرمته وحرمه أبيه فامر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار فامسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى امسى ثم قال للرشيد : يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرتك عن جعفر ومذهبه فتكذب عنه وهيهنا أمر فيه الفيصل قال : وما هو ؟ قال : إنه لا يصل إليه مال من جهة الجهات إلا اخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر ولست أشك انه قد فعل ذلك في العشرين الألف دينار التي أمرت بها له فقال هارون : ان في هذا لفيصلا فأرسل إلى جعفر ليلا وقد كان عرف سعاية يحيى به فتباينا وأظهر كل واحد منهما لصاحبه العداوة فلما طرق جعفر رسول الرشيد بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى وانه إنما دعاه ليقتله فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما ولبس برده فوق ثيابه واقبل إلى الرشيد فلما وقعت عليه عينه وشم رائحة الكافور ورأي البردة عليه قال : يا جعفر ما هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين قد علمت أنه ( 2 ) سعى بي عندك فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكون قد قرح في قلبك ما يقول على فأرسلت إلى لتقتلني قال : كلا ولكن قد خبرت انك تبعث إلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه وانك فعلت بذلك في العشرين الألف دينار فأحببت ان اعلم ذلك فقال جعفر : الله أكبر يا أمير المؤمنين تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها فقال الرشيد لخادم له : خذ خاتم جعفر وانطلق به تأتيني بهذا المال وسمى له جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدر بخواتيمها فاتى بها الرشيد فقال له جعفر : هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك قال : صدقت يا جعفر انصرف آمنا فانى لا اقبل فيك قول أحد قال وجعل يحيى يحتال في اسقاط جعفر .
قال النوفلي : فحدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي عن بعض مشايخه وذلك حجه الرشيد قبل هذه الحجة قال : لقيني علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فقال لي : ما لك قد أخملت نفسك ؟ ! ما لك لا تدبر أمور الوزير ؟ فقد ارسل إلى فعادلته وطلبت الحوائج إليه وكان سبب ذلك ان يحيى خالد قال ليحيى بن أبي مريم : الا تدلني على رجل من آل أبي طالب له رغبه في الدنيا فأوسع له منها قال : بلى أدلك على رجل بهذه الصفة وهو علي بن إسماعيل بن جعفر فأرسل إليه يحيى فقال : اخبرني عن عمك وعن شيعته والمال الذي يحمل إليه فقال له : عندي الخبر وسعى بعمه فكان من سعايته ان قال : من كثره المال عنده انه اشترى ضيعه تسمى البشرية بثلاثين ألف دينار فلما أحضر المال قال البايع : لا أريد هذا النقد أريد نقدا كذا وكذا فامر بها فصبت في بيت ماله واخرج منه ثلاثين ألف دينار من ذلك النقد ووزنه في ثمن الضيعة.
قال النوفلي : قال أبي : وكان موسى بن جعفر عليهما السلام يأمر لعلي بن إسماعيل ويثق به حتى ربما خرج الكتاب منه بعض شيعته بخط علي بن إسماعيل ثم استوحش منه فلما أراد الرشيد الرحلة إلى العراق بلغ موسى بن جعفر ان عليا ابن أخيه يريد الخروج مع السلطان إلى العراق فأرسل إليه مالك والخروج مع السلطان ؟ ! قال : لأن على دينا فقال : دينك على قال : فتدبير عيالي ؟ ! قال : انا أكفيهم فأبى إلا الخروج فأرسل إليه مع أخيه محمد بن إسماعيل بن جعفر بثلاثمأة دينار وأربعة آلاف درهم فقال له : اجعل هذا في جهازك ولا تؤتم ولدي) عيون أخبار الرضا ( ع ) ، ج 1 – ص 70 – 72
إن قول يحيى البرمكي : (: إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب) قد أخذه من علي بن إسماعيل بن جعفر المطلع على أسرار الإمام الكاظم ع، وليس هو من زيادات البرمكي، فهو مما اتفقت عليه الرويات من أكثر من طرف.
عودة لنص أبي نصر البخاري

وهو الذي اعتمدته وما ذكرته عن غيره إنماهي شواهد تقويه، فمضمون ذاك النص أن محمد بن إسماعيل مطلعا على أسرار عمه الإمام الكاظم ع، وما يكتبه لشيعته، وهذا يدل على التواصل بين الإمام والشيعة الإمامية، على عكس ما يقوله المهرجون، ثم يعترف محمد بن إسماعيل للرشيد بجباية الخراج للإمام الكاظم، حيث قال : (ما علمت ان في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ) ولا شك أنه اطلع على ذلك ولاحظه عدة مرات، لكونه قريبا من الإمام عالما بأسراره، فكان سببا لسجن الإمام ثم سمه في السجن.

من المعلوم أن الإمام الكاظم ع لم يقم بالسيف ولم يدع الناس لنفسه، ومع ذلك كان يتلقى أموال الخمس من الناس كما بينتُ، وهنا لا يتبقى إلا تبرير واحد مقنع يفسر تلقيه تلك الاموال، وهو أنه كان يرى نفسه إماما شرعيا، وهو ما يتوافق مع قول الإمامية، كما أن أباه الصادق ع كان يجبى إليه الخراج باعتراف بعض أعلام الجمهور .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here