عدم الاتفاق على البديل يعني الفوضى

حذر الكثير من أهل الخبرة والوطنية من استقالة إقالة السيد عادل عبد المهدي لا لعدم وجود البديل بل لعدم الاتفاق على البديل وبالتالي يسير العراق الى الفوضى وفعلا منذ أكثر من 4 أشهر من استقالة عادل عبد المهدي والعراق يسير الى المجهول

لأن اختيار عادل عبد المهدي جاء وفق رغبات ونوايا خاصة غير صادقة وغير مخلصة كانت مفاجئة وغير متوقعة صدمت المواطن العراقي المخلص فكان يرى في الكتلة ألأكبر وحكومة الأغلبية السياسية الوسيلة الوحيدة للبدء في القضاء على حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة وبالتالي القضاء على الفتن والنزعات الطائفية والعنصرية والعشائرية في العراق والتوجه لبناء عراق ديمقراطي تعددي يحكمه القانون والمؤسسات القانونية

لكن الاتفاق المفاجئ والغير متوقع بين الصدر والعامري على ترشيح السيد عادل عبد المهدي

رئيسا للحكومة خيب آمال وأحلام الجماهير العراقية فلا الكتلة الأكبر ولا حكومة الأغلبية السياسية وبالتالي بقاء حكومة المحاصصة واستمرارها

لا ندري ما هو السر في اختيار عادل عبد المهدي رغم انه تخلى عن السياسة حتى انه لم يرشح نفسه للانتخابات نعم انه ذو اختصاص في مجال الاختصاص المالي ويكتب مقالات مهمة في هذا المجال لكنه لا يملك قدرة على إدارة البلاد والدليل مجرد طرح عليه المنصب وافق بسرعة وبدون اي شروط وهذا هو من أهم الأسباب التي دفعت العامري والصدر على اختيار عادل عبد المهدي كما أنهما لم يطلبا منه اي طلب ولا أي شرط

كان المفروض بالسيدين العامري والصدر ان يضعا خطة عملية للحكومة وتقدم الى السيد عادل عبد المهدي ويطلبا منه دراستها والسير بموجبها تحتوي على الطرق والوسائل في بناء العراق وسعادة العراقيين بما فيها أعضاء الحكومة ويضعان ما يملكان من قدرة وخبرة وإمكانية

الى جانب السيد عادل عبد المهدي وكذلك الذين حولهما من مناصرين ومؤيدين ويكونان معه في كل خطوة يخطوها وكل تصريح يطلقه لا يريدون شي الا خدمة الشعب وسعادته وبناء العراق وتقدمه

لكنهما للأسف لم يفعلا ذلك بل أنهما أخرجاه من عزلته ورشحا رئيسا للحكومة وتخليا عنه وقالا له أنت وربك يا موسى ألقاه في البحر مكتوفا وقال له إياك ان تبتل بالماء

السؤال لماذا اذن اتفقا الصدر والعامري على اختيار على ترشيح عادل عبد المهدي لا شك أنهما كان يخشيان شي يشكل خطرا على مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية فوجوده في الحكم في صالحهما وإقالته في صالحهما والضحية العراق وشعب العراق

من هذا يمكننا القول ان الذي يتحمل مسئولية ما يجري في العراق من فوضى من فساد من سوء خدمات وحتى عودة الإرهاب الداعشي الوهابي الصدامي هما الصدر والعامري

وهكذا استمر عادل عبد المهدي يواجه الفساد والفاسدين بمفرده الجميع تخلت عنه فزاد الشعب فقرا وجوعا وحرمان وزادت الطبقة السياسية ثروة وتخمة ورفاهية فخرج أبناء الجنوب والوسط وبغداد يصرخون من شدة الجوع والألم والحرمان يريدون عمل يريدون طعام يريدون دواء يريدون تعليم ويطلبون بمعاقبة كل من سرق حقهم ثروتهم تعبهم طعامهم دوائهم كتبهم كلكم لصوص لا يوجد واحد أمين لان الذي لم يسرق فهو يعرف السارق وشاهده عندما سرق

والشعب عندما اختاركم كي تحموا ماله وروحه وكرامته وتدافعوا عنها بأرواحكم ومالكم أليس كذلك

واستقال عادل عبد المهدي وبدأت لعبة اختيار البديل ومن أكثر من 4 أشهر واللعبة مستمرة بين ساسة الشيعة رغم الفوضى التي ضربت أطنابها في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة فلا دستور ولا مؤسسات دستورية ولا قانون ولا مؤسسات قانونية عودة داعش الوهابية والصدامية وتمكنت

من السيطرة على بعض المناطق في العراق وأصبح كل سياسي كل شيخ عشيرة حكومة

يا ترى لماذا لم يتفق ساسة الشيعة على اختيار شخص رئيسا للحكومة بديلا عن عادل عبد المهدي أعداء العراق ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية في حالة فرح وسرور ويعتبرون ذلك وسيلة لتحقيق هدفهم وهو إبعاد الشيعة عن الحكم بحجة عدم قدرتهم على إدارة الحكم وهذا ما دفع السيد برهم صالح الى ترشيح شخصية شيعية من خارج الطبقة السياسية الشيعية مشبوهة متهمة بالفساد وحتى العمالة مثل عدنان الزرفي

ليت ساسة الشيعة ينتبهوا لحالهم وحال العراقيين جميعا

ويعلموا ان صلاحهم هو صلاح العراق والعراقيين وفسادهم هو فساد العراق والعراقيين

وان وحدتهم هي وحدة العراق والعراقيين وان تجزئتهم هي تجزئة للعراق والعراقيين

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here