من أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها؟

من أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها؟

إن الذين سارعوا إلى إغلاق المساجد، ومنع المسلمين من صلاة الجمعة والجماعة، في معظم البلدان، أو كلها، بذريعة منع عدوى فيروس كورونا، لظالمون، ومخطئون، وجاهلون!!!
إنهم يستقوون على عبادة الله، التي لا يوجد لها سند بشري قوي، يدافع عنها!!!
إذا كانوا يزعمون أن هذا التصرف لأجل السلامة، والمصلحة العامة!!!
فماذا عن الأسواق، والمسارح، والنوادي الليلية، والسينما، والدوائر الحكومية، والمحلات التجارية، والنوادي الرياضية، وكل مناشط الحياة؟؟؟!!!
إن الزمن الذي يستغرقه المصلون في المساجد، لا تزيد عن عشرة دقائق، خمس مرات في اليوم!!!
وعشرين دقيقة في صلاة الجمعة، كل أسبوع!!!
بينما الناس يجتمعون في مرافق الحياة من 8-16 ساعة يومياً!!!
فهل احتمال انتقال العدوى في المساجد، أكثر أم في مناشط الحياة المختلفة؟؟؟!!!
فالمفروض، أن يتم أولاً إغلاق جميع مناشط الحياة، ثم إغلاق المساجد إذا تم منع التجول، وأخلد الناس إلى بيوتهم، قابعين فيها، لا يخرجون منها!!!
لا أن يكون العكس!!!
يعني حينما تصبح المدينة كلها مغلقة، خاوية على عروشها!!!
حينئذ قد يصح إغلاق المساجد..
ثم بدلاً من أن يبادر المسلمون، إلى الالتجاء إلى الله، كما كان يفعل رسولهم صلى الله عليه وسلم، في مثل هذه النوازل، ويحافظوا على صلاة الجماعة، في بيوت الله، التي تتنزل عليها الرحمات، من السماء، ويعتكفوا فيها، متضرعين، باكين، منيبين، أواهين، ساجدين، راكعين، مبتهلين، وجلين، مناشدين الله، رفع البلاء عن المسلمين!!!
يأتي مشايخ السوء، ومشايخ السلاطين، ليفتوا فتاوى مزيفة، مزورة، ليس أصل، ولا سند في شرع الله!
ليرضوا الطواغيت، الذين يكرهون سماع اسم الله تعالى.. ويودون إغلاق المساجد، متذرعين بمنع عدوى كورونا، الذي على الأغلب، لا يصيب المسلمين، الذين يتوضؤون خمس مرات يومياً، ويستنجون، ويتطهرون بالماء، على خلاف الذين لا يتوضؤون – من المسلمين، وغير المسلمين – ولا يستنجون من غائطهم بالماء!!!
وليسيروا على طريقة أحبار بني إسرائيل!!!
( فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلٞ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ ﴿٧٩﴾ البقرة .
علماً بأنه:
لم يأمر رسول الله صلى الله وسلم، ولا صحابته، بالتخلي عن صلاة الجماعة، تحت أي ظرف من الظروف، حتى أنه لم يعط رخصة بتركها، للأعمى الذي ليس معه دليل، ويقتضي أن يمش مسافات طويلة في أزقة المدينة، في الظلام الدامس!!!
بل كان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر، بادر إلى الصلاة فوراً..
فهل إذا حزبنا فيروس الكورونا نترك صلاة الجمعة والجماعة؟!!
وكان يقول صلى الله عليه وسلم:《من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله》
ألا يكفينا أننا في ذمة الله؟! 《أليس الله بكاف عبده》؟!!
ولم يسمح الله تعالى بتركها، حتى في ساحة الحرب، والأعداء يحيطون بالمسلمين من كل جانب!!!
( وَإِذَا كُنتَ فِیهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوۤا۟ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلۡیَكُونُوا۟ مِن وَرَاۤىِٕكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَاۤىِٕفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ یُصَلُّوا۟ فَلۡیُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلۡیَأۡخُذُوا۟ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ ) النساء 102 .

فكيف ستتنزل رحمات الله، على الناس، وهؤلاء العصاة، البغاة، يغلقون أبواب رحمة الله، وهي بيوت الله!!!
فليذوقوا العذاب، ولتأتهم قارعة من السماء، تسحقهم، وتمحقهم، غير مأسوف عليهم!!!
( وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ ) النحل 33 .

وإذا كان ترامب غير المسلم!!
دعا الأمريكيين إلى الدعاء، والاعتكاف في الكنائس، يوما كاملاً للابتهال إلى إلههم – حسبما يعتقدون – لكي يرفع عنهم البلاء!!!
وكتب ترامب “إنه لشرف عظيم لي أن أعلن يوم الأحد 15 مارس يوما وطنيا للصلاة. نحن بلد، طوال تاريخنا، نتطلع إلى الرب للحماية والقوة في مثل هذه الأوقات”.
المصدر: RT في 14-3-20
ويصدر الاحتياط الفدرالي أمراً بإلغاء الربا، وذلك بجعل الفائدة صفراً.. حسبما أوردته سي إن إن العربية!!!
أليس أولى بالمسلمين، أن يبادروا إلى التجمع في المساجد، للابتهال إلى الله لرفع البلاء عنهم؟؟؟!!!
والإقلاع عن الذنوب، والمعاصي، وأكل الحرام؟؟؟!!!
قال الله تعالى:
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن یُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِی خَرَابِهَاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن یَدۡخُلُوهَاۤ إِلَّا خَاۤىِٕفِینَۚ لَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡیࣱ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمࣱ﴾ [البقرة ١١٤] .
إن إغلاق المساجد، أو إبقائها مفتوحة، مع منع صلاة الجمعة والجماعة!!!
يُعتبر جريمة لا تُغتفر، سيبوء من أفتى، ونفذ، بإثمه وإثم جميع المسلمين، الذين حُرموا من الرحمات الربانية، التي تتنزل عليهم أثناء صلاة الجماعة والجمعة، وسيصيبه خزي شديد في الدنيا، وعذاب عظيم في الآخرة، كما توعد رب العالمين، وهدد، من منع مساجد الله، أن يُذكر فيها اسمه.
وإن الذين يمنعون إقامة صلاة الجمعة والجماعة، إنما يحاربون الله، الذي جعل بيوته، ليذكر فيها اسمه بالغدو والآصال..
﴿فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ﴾ [النور ٣٦] .
﴿رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِیهِمۡ تِجَـٰرَةࣱ وَلَا بَیۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءِ ٱلزَّكَوٰةِ یَخَافُونَ یَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِیهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَـٰرُ﴾ [النور ٣٧] .
إنهم يستعدون الله عليهم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بالوقاية من مرض تافه، صغير، لا يضر إلا بإذن الله.. وسيأتيهم الموت في ميعاده، لا يتقدم ولا يتأخر ثانية واحدة، ولو حشروا أنفسهم في بروج مشيدة!!!
( أَیۡنَمَا تَكُونُوا۟ یُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِی بُرُوجࣲ مُّشَیَّدَةࣲۗ ) آل عمران 78 .
وهناك أمراض أخرى، تقتل يومياً، عشرات أضعاف، ما قتله هذا المرض حتى الآن، ولا يكترثون لها، ولا يعملون لها الوقاية المطلوبة!!!
لأن العم سام، يتشوق إلى مثل هذا الحدث، فيشغل آلته الإعلامية المسيطرة على الكرة الأرضية بأكملها، ليبث الرعب، والهلع، والخوف المضخم ملايين المرات!!!
وليخرب على الناس، بيوتهم، وأعمالهم، وتجارتهم، ويحشرهم سجناء بيوتهم، ويسرق أموالهم، مقابل تقديم لقاح مزيف، يضرهم ولا ينفعهم، ويقضي عليهم في المستقبل!!!
وليحقق حلمه، ومخططه، في التخلص من ثلثي البشرية، كما صرحت بذلك، وزيرة الصحة الفنلندية.
“إن أمريكا تهدف لتقليص سكان العالم بنسبة الثلثين دون أن يتكبدوا بل يجنون المليارات، وأن أمريكا أجبرت منظمة الصحة العالمية على تصنيف انفلوانزا الخنازير بدرجة كوباء كي يجعلوا التلقيح إجبارياً لا خيارياً !!! ).
المصدر: خبر في 3-2- 20
وهكذا غدت مساجد المسلمين في كل أنحاء العالم، أو في معظمه، خاوية على عروشها، فارغة من صلاة الجماعة، عن رضا وطواعية، تشكو إلى ربها، ظلم العباد، الذين يأتمرون بأوامر الشيطان، الذي يحضهم على معصية الله!!!
ولم يحدث في التاريخ، منذ فرضت الصلاة منذ أكثر من 1444 سنة، أن مُنعت صلاة الجماعة في المساجد، وأغلقت المساجد..
الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي، والذى قال: إنه لا يوجد واقعة محددة، ذكرت منع صلاة الجمعة عبر التاريخ!!!.
المصدر: اليوم السابع في 11-3-20
ماذا سيكون عاقبة الذين منعوا صلاة الجماعة، وغلقوا المساجد؟؟؟!!!
والله أعلم.. ستكون عاقبتهم وخيمة، سيصابون إن شاء الله تعالى، بما لأجله منعوا الصلاة، وسيمنعون من دخول الجنة، إن كانوا من أهلها، وسيأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون!!!
الثلاثاء في 22 رجب 1441
17 آذار 2020
د. موفق السباعي
المصادر:
1- القرآن الكريم
2- اليوم السابع في 11-3-20
3- خبر في 3-2- 20
4- RT في 14-3-20
5- سي إن إن العربية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here