الى الرئيس ألسيد عبد الفتاح السيسي ألفكر قبل ألحجر

ان ما تقوم به من المشاريع الكبيرة في جمهورية مصر العربية مشهود والاعلام المصري ينشرها يوم بيوم ونحن نرى ان بناء القاهرة الجديدة مستمر وهذا العمل رائع والطرقات وغيرها من المشاريع التي تصب في مصلحة الشعب المصري .

كل هذه المشاريع المفيدة يجب ان لا تكون هي الهدف الوحيد في التطور والتقدم ، بالرغم من علمنا بأنكم تحاولون قدر المستطاع وضع الحلول بتأني وعدم الاستعجال .

البناء ووضع حجر على حجر لا يكون كافياً إن لم يكن معه الاهتمام بالثقافة والفكر والمفكرين ، ومصر المحروسة فيها من المثقفين والمفكرين الكثيرين ومنهم ممن لا يجدون المساحة الكافية لنشر أفكارهم ووضع النقاط على الحروف .

هذا لا يعني انكم لا تعيرون أية أهمية للثقافة ، لكن هنالك من المفكرين اللذين لا يجدون المساحة الكافية لطرح أفكارهم وآرائهم وتوعية الاخرين في وسائل الاعلام ومنها التلفزيون ، التلفزيون الذي يصل الى جميع المنازل ، هذا الجهاز الرهيب يمكنه ان ينشط وينشر الفكر ويجعل المشاهد ( المتلقي ) مستمتعاً بما يشاهده ، ومستفيداً من كم المعلومات المفيدة التي تصله وهو جالس في بيته ، إذا تم الاستفادة منه في نشر الأفكار الصحيحة .

هنالك مساحة كبيرة تعطى للبرامج التي يمكن ان تُقَلّص ساعات بثها ، والتي في اعتقادي ليست بالأهمية القصوى التي تجعلها تبث يومياً ، مثلاً برامج الطبخ ، وغيرها من البرامج التي يمكن ان تبث اسبوعياً .

التلفزيون المصري وبحلته الجديدة واستخدام التقنيات الحديثة ووضوح الصورة فيها والكادر الكبير الذي يعمل ليل نهار والبرامج المتعددة ، هو تقدم ملحوظ ومشكورين جميع العاملين فيها على جهودهم الجبارة .

لكن هنالك بعض الإشكالات التي يمكن ان تحل اذا ما تم الانتباه اليها ، ومنها عدم الالتزام بأوقات بث البرامج ، فالمشاهد يجب ان يتعود على ان يشاهد أي برنامج يريد ان يشاهده ويتابعه في نفس الوقت المحدد وخاصة اذا كانت شخصية مرموقة ومحترمة لها من المتابعين والمحبين الكثيرين .

هذا التأخير ليس في مصلحة المشاهد ولا في مصلحة الضيف المحترم ، حيث يتم تقليص وقت الضيف وإرباكه دون ان يوصل الفكرة التي يريد ان يوصلها لمتابعيه خاصة وللمشاهدين عامة .

والمثال البسيط هو برنامج الساعة التاسعة الذي يبث على القناة المصرية الأولى والذي يقدمه الإعلامي وائل الأبراشي ، حيث لا نرى أي التزام بالوقت وكأن البرنامج هو جلسة عادية في منزل وليس في قناة محترمة كالقناة المصرية ولا يؤخذ بالاعتبار احترام المشاهدين ، في الوقت الذي يمكن من فريق الاعداد أن يحدد فترة معينة للضيوف ، كل ضيف له وقت خاص به لا يمكن تجاوزه ، لا ان يكون الوقت رهن المزاج ، هذا بالإضافة الى التأجيل الغير مبرر حلقات ينتظرها المتابعين بفارغ الصبر .

خاصة إذا كان هناك ضيف محترم له وزنه وثقله كالمفكر والفيلسوف والكاتب الكبير يوسف زيدان .

الرجل مشكوراً يسافر من الإسكندرية الى القاهرة ويتحمل عناء الطريق ( بالإضافة الى التحضيرات ) ليصل الى القناة ليرى التأخير في الفترة التي يقدمها او تأجيل الحلقة برمتها بحجة الوقت .

ينتظر مشكوراً وفي الحصيلة النهائية تتم سرقة الوقت منه وتتقلص وتصبح الحلقة المهمة ليست أكثر من نصف ساعة ، ولا يمكن إيصال ما يريد ايصاله للمشاهدين من أفكار ومعلومات .

هذه الفترة المظلومة هي أسبوعية (كل اربعاء) الا يمكن الاعداد لها بالشكل الصحيح واللائق خلال أسبوع لتكون فترة يستفيد منها المشاهد ، وما أراه ان جميع المتابعين للمفكر والفيلسوف يوسف زيدان متذمرين من هذا الإهمال من قبل القناة .

المفكر والفيلسوف والكاتب الكبير يوسف زيدان يستحق الكثير ، دعني أقول وبكل صراحة يجب ان يخصص له برنامجاً يعده ويقدمه بنفسه ، وفي نفس القناة .

بالمناسبة انا لست ضد مقدم البرنامج الإعلامي وائل الابراشي بالرغم من بعض الملاحظات التي لا اريد الخوض فيها هنا في مقالي هذا ، فقط اريد ان يأخذ كل ذي حق حقه .

كلامي هذا من مواطن عراقي الى مواطن مصري وظيفته الرسمية رئيساً للجمهورية ، يحب بلده ويريد الخير له .

فالفكر قبل الحجر

بقلم

جلال باقر

‏26‏/03‏/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here