التكافل الاجتماعي يعود للواجهة بعد تفشي فايروس كورونا

عامر مؤيد

لم ينتظر العراقيون كثيراً لإطلاق مبادرات تكافلية في مختلف المحافظات بعد إعلان حظر التجوال بسبب تفشي مرض كورونا.

مبادرات عدة انطلقت في المناطق المختلفة، بغية مساعدة العوائل المتعففة لاسيما مع فقدان الكثير لمصدر قوتهم اليومي جراء هذا الحظر.أغلب المساعدات التي وصلت لهذه العوائل كانت تضم المواد الغذائية الأساسية مثل الرز والزيت والطحين فضلاً عن خضراوات مختارة.

هذه المبادرات لاقت استحسان كثيرين فقاموا بدورهم بتنظيم حملات جديدة وكل شخص بحسب المنطقة المنتمي إليها.

أغلب الحملات تركزت في الأحياء الفقيرة من العاصمة بغداد، التي تعاني من الفقر والذي يصعب عليهم جلب غذائهم في هذه الأوقات العصيبة

جمانة حمدان- إحدى المساهمات في هذه الحملات تقول في حديثها ل”المدى” إن هذه الحملات كان من المفترض أن تقوم بها الحكومة أولاً بالاتفاق مع وزارة التجارة ويتم توزيع الحصص الغذائية على العوائل يتم توزيع وذلك لمساعدة العوائل المتعففة

وأضافت بالقول “كالعادة لم نرَ أي خطوة من الحكومة بهذا الاتجاه وقام المواطنون بهذه الحملات وهذا ليس بجديد على العراقيين”٠

وبينت أن كل شخص ميسور الحال تبرع بمبلغ بسيط من المال وقمنا بتجهيز أكثر من سلة غدائية وتكفل أحد الأشخاص بتوزيعها على المواطنين وطالبت حمدان أصحاب المحال التجارية في كل منطقة بتوزيع المواد العذائية على العوائل الفقيرة تحديداً وأن يكون هذا الأمر بمساعدة مختار المنطقة”٠

وأشارت الى أن هذه الحملات تتطلب أيضاً تعاون القوات الأمنية للمساعدة في توزيع هذه المؤن على الفقراء”٠

ورغم الحملات الكثيرة التي انطلقت مع إعلان اليوم الأول من حظر التجوال وبعدها تمديد هذا الحظر، فإن بعض العوائل لازالت الى الآن تعاني من نقص في المواد الغذائية.

مبادرات عديدة في المحافظات انطلقت كذلك، وكان لناشطي الاحتجاجات دور كبير فيها خاصة في محافظة المثنى.

وكتب الشاعر عقيل العرب الذي نظم حملة مع زملائه إن أكثر من 150 يوماً قضاها المتظاهرون في ساحات الاعتصام ضد الفساد والآن يرفضون أن يأخذوا قسطاً من الراحة بعد إخلاء ساحة رفضهم لإجراءات وقائية، بل تطوعوا على شكل فرق طوعية

وأضاف “منهم من يسهر الليل والنهار لصناعة الكمامات وتزويد المستشفيات بها ومنهم من شكّل فريقاً لتعقيم وتعفير المدينة”٠

وزاد العود أن البعض يعمل على خدمة توصيل الغذاء للعوائل التي حال حظر التجول بينها وبين مصدر أرزاقها وأكد أن هؤلاء أبطال مدينة الرميثة التابعة لمحافظة المثنى وبهم يبنى المجتمع وبهم تفتخر المدينة تحملوا ما تحملوه من الأوصاف ولكنهم كالذهب كلما قدحته يزداد لمعاناً

وبدوره قارن العرد بين ما قام به شباب الاحتجاج وبين السلطة حيث قال أكثر من 600 شاب مثلهم ومثل روحهم تم قتلهم وخطفهم من قبل أحزاب العار والفساد ومنهم من تعرض للاعاقة

وأعلنت قيادة عمليات بغداد، في وقت سابق القبض على أكثر من 3 آلاف مخالف لحظر التجوال وفرض أكثر من 22 ألف غرامة خلال 10 أيام.

وقالت القيادة في بيان إنه “تم القاء القبض على ٣٠٤٠ مخالفاً، فيما جرى حجز ٦١٢ عجلة ودراجة نارية مختلفة، وبلغ عدد الغرامات ٢٢٩٥٠ غرامة، منذ يوم ١٧ آذار الحالي ولغاية ٢٧ من الشهر ذاته”.

ودعت القيادة، مواطني بغداد، إلى “أهمية الالتزام التام بالحظر الوقائي للحفاظ على سلامتهم وعدم إضافة أعباء على الأجهزة الأمنية التي لن تتهاون مع أي شخص يحاول تجاهل التعليمات الصادرة من الجهات المختصة في تطبيق الحظر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here