عدنان الزرفي كأي سياسي في العراق يبحث عن مصالحه الخاصة القسم الاول

المعروف جيدا ان الطبقة السياسية التي استحوذت على الحكم بعد تحرير العراق في 2003 وقبر الطاغية وزمرته لا تملك خطة ولا برنامج في بناء العراق وسعادة العراقيين بل كل الذي تريده الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا ويمنحهم أكبر قوة اي تحقيق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية حتى لو كانت بالضد من مصلحة الشعب وعلى حسابها لهذا اندفعوا بقوة لتشجيع وتأييد الاختلافات والصراعات الطائفية والعنصرية والعشائرية واختراق القانون وإلغاء الدستور والعودة الى شيوخ العشيرة وأعرافها المختلفة والميل لهذه الدولة او تلك والغريب الذي مع هذه الدولة يعير الذي مع تلك الدولة ويتهمه بتهم مختلفة بالخيانة والعمالة

لا شك ان عدنان الزرفي شخصية لا يختلف عن اي سياسي أخر يبحث عن مصالحه ورغباته الخاصة وفي هذه الحالة فانه لا يهمه من يمد يده له طالما إنها توصله الى الغاية التي يريد الوصول

اليها لهذا يتغير من حال الى حال لكنه لا يدري انه في خدمة تلك اليد التي أوصلته والغريب انه ينتهي على نفس تلك اليد

لا أتهم الذين فروا الى مخيم رفحاء بعد فشل انتفاضة آذار 91 خوفا من بطش ووحشية الطاغية صدام لكني أشك في نوايا ال سعود ففتح هذا المخيم من قبل ال سعود لا يعني أنهم يريدون حماية الشيعة ابدأ بل ا ن ال سعود دفعت المليارات من الدولارات لصدام مقابل ذبح الشيعة وما الحرب التي أشعلها الطاغية صدام ضد الشيعة في العراق والتي استمرت أكثر من 8 سنوات الا بتحريض ودعم وتمويل من قبل ال سعود وهذه حقيقة أعترف بها الطاغية صدام أمام العالم

من هذا يمكننا القول ان الغاية من فتح هذا المخيم أمام العراقيين الشيعة الفارين من وحشية وجهنم صدام بل كان لها هدف آخر مثلا إغراء شراء بعض العناصر وتشكيل مجموعات تعمل لصالحهم في المستقبل حيث كان المخيم مفتوح أمام المخابرات التابعة لآل سعود وحتى لكلابهم الوهابية أمام عناصر الموساد الإسرائيلي وحتى

المخابرات المركزية الامريكية ومن الطبيعي لآل سعود مصالح وأهداف خاصة ولإسرائيل مصالح وأهداف خاصة ولأمريكا أهداف ومصالح خاصة ومن الممكن ان تجعل من هؤلاء أصدقاء لا نقول عملاء والدليل عندما قامت أمريكا بتحرير العراق من وباء البعث الصدامي كان الكثير من هؤلاء في مقدمة الجيوش المحررة

ومن هذا يمكننا القول ان المشكلة ليست عمالة وخيانة المسئول بل المشكلة هو اهتمام المسئول بمصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية لهذا فأنه يرمي نفسه في أحضان كل من يوصله لتحقيق تلك المصلحة مهما كان ويتجاهل مصلحة الشعب العراقي تماما ويصبح هدفه مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية ولا يرى اي شي غيره

وهذا هو السبب الذي أدى الى فشل العملية السياسية في العراق و التي أدت الى تفاقم الفساد وسيطرت الفاسدين على كل مرافق الدولة وانتشار الفساد في كل المجالات ومن القمة الى القاعدة وتفاقم سوء الخدمات مما أدى الى خلق الفوضى

واتساعها فلا قانون ولا مؤسسات قانونية وأصبح الحكم للأكثر قوة والأكثر وحشية

لا شك ان هذه الحالة سهل لأعداء العراق مثل ال سعود ال نهيان ال صهيون التدخل المباشر في شؤون العراق الداخلية وبواسطة المجموعات الخاصة بهم تمكنت بفرض أجندتها في العراق بحجج مختلفة وأساليب متنوعة وفي بعض الأحيان تفرضها بالقوة والحكومة في بغداد لا حول لها ولا قوة ليس أمامها الا السكوت والصمت وهكذا أصبح كل مسئول حكومة وكل شيخ عشيرة حكومة وكل رئيس حزب حكومة يفعل ما يريد وما يبتغي فكان كل رئيس كل حكومة يفرض ما يريد على حكومة بغداد في حين حكومة بغداد عاجزة عن فرض اي شي على اي من هذه الحكومات

فكانت حكومة مقتدى الصدر كان لها جيشا قويا وكان يملك سجون ويمكنه ان يسجن ويقتل ما يحلوا له وهو الذي يأمر وينهي والويل لمن يقول له على عينك حاجب وكانت حكومة البرزاني مستقلة لا تعترف بالعراق ولا بحكومة العراق بل يرى

العراق محتلا لأرضه وكان طارق الهاشمي ومجموعته يرى في حكومة بغداد حكومة محتلة وضعها ونصبها الاحتلال الفارسي الصفوي من الواجب عليه القضاء عليها وتحرير العراق من الاحتلال

الغريب مثل هكذا حكومة واقصد حكومة العراق التي في بغداد ضعيفة لا موقف لها سوى الخضوع وتلبية ما يفرض عليها من رؤساء الحكومات الأخرى لهذا نرى الجميع راضين بها لأنها تفتح الباب للفاسدين واللصوص وفي نفس الوقت تحميهم وتدافع عنهم لهذا فهم لا يخافون منها لكنهم يخافون من قيام حكومة قوية حرة تطبق القانون وتعاقب من يخترقه لهذا لا يرضون الا بحكومة المحاصصة الشراكة

لا شك ان اختيار عدنان الزرفي من قبل رئيس الجمهورية فشعر ساسة الشيعة بصدمة قوية أفقدتهم السيطرة على أنفسهم فكان رد فعلهم قويا وغير عقلاني ضد رئيس الجمهورية وضد عدنان الزرفي ولو دققنا في الأمر لأتضح لنا أن وراء ذلك هم ساسة الشيعة لأنهم لم يتفقوا على

ترشيح رئيسا للحكومة وعدم الاتفاق طيلة أربعة أشهر وهذا دليل على أنهم ينطلقون من مصالحهم الخاصة و أنهم شيوخ عشائر لا يؤمنون بالديمقراطية والتعددية التي تقر بالأغلبية لا بالإجماع فالأغلبية وسيلة البشر الأحرار أما الإجماع فهي وسيلة القطيع العبيد كما كان نظام صدام

لهذا على ساسة الشيعة ان يعودوا الى الهدوء الى العقل فالظروف حرجة جدا وغير واضحة والانفعالات لا تجدي نفعا ولا تعيد حقا

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here