….” الزرفي”….

بقلم: محمد الصافي – صوت العراق

هكذا غرد السياسي المخضرم عزت الشابندر، ناصحاً المُكلّف برئاسة مجلس الوزراء عدنان الزرفي : (الاعتذار خير من الانتحار) أراني مضطرٌ لها بعد نصيحتي المخلصة له قبل عدة ايام بان ( الاعتذار خير من الانكسار ) واصراره على المضي رغم ما يواجهه يوميا من حقائق جديدة تؤكد ما نَعنيه ولا تُغنيه. وقد أزف الوقت.

هكذا ألحف الناصح في نصيحته و كررها بما يفزع المنصوح. مستبدلاً مفردة “الإنكسار” بالأخرى “الإنتحار”!. أي الجريمة الفردية التي يُلحقها الفرد بنفسه ليرمي بها في مهاوي الردى و نيران جنهم، و غالباً ما ينجم هذا الفعل عن فداحة اليأس و شدة الإضطرابات النفسية وعمق المشكلات في علاقة الشخص بمحيطه. فهل كان الناصح محيطاُ بهذا التوصيف وهو يتنقى الكلمات؟!

مواضع الخطر المحدق بالزرفي تكمن في الكمائن التي ينصبها له مناهضوه المتمرسون في المكائد و المتمترسون بسدة الحكم و البرلمان .و لكن.. زمنهم الذهبي قد ولى. وها هم اليوم يواجهون مصيرهم. مثل عتاة رجال المافيات و قد أحاطت بهم القوات المطاردة. هم الذين ينتحرون اذا ما أهدروا فرصة التفاوض أو خفة القفز من المركب قبل غرقه. الفرقاطات المخيفة تحس بتسلل المياه الى قيعانها وان واصلت الهزء بالزوارق الصغيرة الرشيقة المهاجمة و تحقيرها و رشقها بالأسلحة الخفيفة دون الثقيلة لحد الآن.

ما الذي يخافه الشابندر على الزرفي؟ ..هو أن تقف الكتل السياسية الشيعية المعترضة صفاً لتحول دون حيازته الأصوات الكافية في جلسة تصويت البرلمان على تنصيبه. وستهدده بكسر ذراعه اذا ما هددها بلي ذراعها. كما سيكون هدف ضرباتها اذا ما سعى لضرب مصالحها بلا روية. هذه هي الموانع، فهل سيتعثر بها الزرفي الذي نعرفه و يسقط؟. كلا. فليس هو اليابس ليكسر و لا الليّن ليُعصر. بل سيخوض المفاوضات مع الإخوة الأعداء كما لم يخضها سلفه الهادئ الزاهد محمد توفيق علاوي. سيتراجع خطوة هنا و خطوة هناك ما دامت المناورة تمهد طريقه. و سيكفى بعضهم هذا و هم يعرفون إنه في نهاية المطاف لن يكون مذعناً كسلفه الأسبق عادل عبد المهدي. التفاهم سيكون مقبولاً . و ليس منهم من أحدٍ يضمن حسم المعركة في كافة جبهاتها لصالحه، و إن لوح بهذا. سيكون الزرفي أمام أزمنة صعبة بلا شك. و ميادين الصعوبة هي التي يحوز بها الرجالُ الأشداءُ وسام النصر. و عدنان الزرفي هو السيف المجرب في الملمات . قوة القلب و صفاء الذهن و جسارة اليد. فما الذي يخشاه الشابندر على الزرفي المقاتل الذي يتقلب بين حياة تسر الصديق أو ممات يغيض العدى!. أيخشى على مستقبله السياسي لئلا يفقد فرصته القادمة؟ . هيهات أن تلوح في أفق مستقبل الزرفي مثل هذه الفرصة أبداً أبدا. فقد تلاقت شتى الوقائع غير المتوقعة ليحط طير السعد الرئاسي على رأسه. و عدنان الذي أعرفه نهاز فرص حاذق له عين صقر. لا شك في إنه يبتسم في سره المتأجج لنصح هذا الرجل الشائخ الشابندر وهو يرش الماء على جمر قلبه.

إنها فرصة عنق الزجاجة التي وصلها النظام السياسي العراقي و المكون الشيعي و الحراك الشعبي. و اذ ما استطاع الرفي أن يعبر بهم ، فسيعبرهو الى ضفة المجد زعيماً و طنياً متوجاً بإكليل الغار.

عدنان الزرفي كما عرفته شخصياً قُدَ من حديد صلب مطاوع ، يلتوي و لا ينكسر. القوة لله وحدة و لا توفيق إلا بالله. أخي عدنان الزرفي ، ضع الله نصب عينيك و أخلص له النية و استنهض همتك. لا تصغي لنصيحة ناصح ليثنيك عن معركةٍ أفنيت عمرك في جمع السلاح لها.

أمضِ قُدُماً أيها الفتى الزُرفي!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here