صراعٌ مثابر لا إنتحار يائس، إمضِ قُدُماً أيُها الفتى الزُرفي!

صراعٌ مثابر لا إنتحار يائس، إمضِ قُدُماً أيُها الفتى الزُرفي!

بقلم: محمد الصافي

غرد السياسي المخضرم عزت الشابندر، ناصحاً المُكلّف برئاسة مجلس الوزراء عدنان الزرفي : (الاعتذار خير من الانتحار) أراني مضطرٌ لها بعد نصيحتي المخلصة له قبل عدة ايام بان ( الاعتذار خير من الانكسار ) واصراره على المضي رغم ما يواجهه يوميا من حقائق جديدة تؤكد ما نَعنيه ولا تُغنيه. وقد أزف الوقت.

هكذا ألحف الناصح في نصيحته و كررها بما يفزع المنصوح. مستبدلاً مفردة “الإنكسار” بالأخرى “الإنتحار”!. أي الجريمة الفردية التي يُلحقها الفرد بنفسه ليرمي بها في مهاوي الردى و نيران جنهم، و غالباً ما ينجم هذا الفعل عن فداحة اليأس و شدة الإضطرابات النفسية وعمق المشكلات في علاقة الشخص بمحيطه. فهل كان الناصح محيطاُ بهذا التوصيف وهو يتنقى الكلمات؟!

مواضع الخطر المحدق بالزرفي تكمن في الكمائن التي ينصبها له مناهضوه المتمرسون في المكائد و المتمترسون بسدة الحكم و البرلمان .و لكن.. زمنهم الذهبي قد ولى. و ليس نفس الماء يجري من تحت الجسر.

ما الذي يخافه الشابندر على الزرفي؟ ..هو أن تقف الكتل السياسية الشيعية المعترضة صفاً لتحول دون حيازته الأصوات الكافية في جلسة تصويت البرلمان على تنصيبه. وستهدده بكسر ذراعه اذا ما هددها بلي ذراعها بالقوة . كما سيكون هدفاً لضرباتها اذا ما سعى هو لضرب مصالحها بلا روية. هذه هي الموانع إجمالاً، فهل سيتعثر بها الزرفي الذي نعرفه و يسقط؟. كلا. فليس هو اليابس ليكسر و لا الليّن ليُعصر. بل سيخوض المفاوضات مع الإخوة الأعداء كما لم يخضها سلفه الهادئ الزاهد محمد توفيق علاوي.و لن يستسلم لها كما فعل عادل عبد المهدي. بل، سيتراجع خطوة هنا و خطوة هناك، ما دامت المناورة تمهد طريقه. و سيكفى بعضهم هذا و هم يعرفون إنه في نهاية المطاف لن يكون مذعناً كسلفه الأسبق عادل عبد المهدي ، و لا متنحياً كسلفه الأقرب محمد علاوي. التفاهم سيكون مقبولاً للجميع و خصوصاً إنه يجيد فن الغزل مع أكثر الدول تأثيرإيران و أمريكا و سيكسب ود كل منهما. لا أحد يريد إطلاقة رصاصة معركة مصير.هو أو الكتل السياسيةو ليس من أحدٍ يضمن حسم المعركة في كافة جبهاتها لصالحه، و إن لوح بقدرته على الحسم. سيكون الزرفي أمام أزمنة صعبة بلا شك. و لكن ميادين الصعوبة هي التي يحوز بها الرجالُ الأشداءُ وسام النصر. و عدنان الزرفي هو السيف المجرب في الملمات . قوة القلب و صفاء الذهن و جسارة اليد. فما الذي يخشاه الشابندر على الزرفي المقاتل الذي يتقلب بين حياة تسر الصديق أو ممات يغيض العدى!. أيخشى على مستقبله السياسي لئلا يفقد فرصته القادمة؟ . هيهات أن تلوح في أفق مستقبل الزرفي مثل هذه الفرصة أبداً أبدا. فقد تلاقت شتى الوقائع غير المتوقعة ليحط طير السعد الرئاسي على رأسه. و عدنان الذي أعرفه هادئ الطبع دون برود وهو نهاز فرص حاذق له عين صقر. لا شك في إن الزرفي يبتسم في سره المتأجج من نصحائح هذا الرجل الحكيم الشائخ الشابندر وهو يرش الماء على جمر قلب الزرفي المتوقد.

إنها فرصة عنق الزجاجة التي وصلها النظام السياسي العراقي و المكون الشيعي و الحراك الشعبي. و اذ ما استطاع الزرفي أن يعبر بالجميع ، فسيعبرهو الى ضفة المجد زعيماً و طنياً متوجاً بإكليل الغار.

عدنان الزرفي كما عرفته شخصياً قُدَ من حديد صلب مطاوع ، يلتوي و لا ينكسر. القوة لله وحدة و لا توفيق إلا بالله. أخي عدنان الزرفي ، ضع الله نصب عينيك و أخلص له النية و استنهض همتك. لا تصغي لنصيحة ناصح ليثنيك عن معركةٍ أفنيت عمرك في جمع السلاح لها.

أمضِ قُدُماً أيها الفتى الزُرفي!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here