مع الشيعة في مصر (21)،

الدكتور صالح احمد الورداني
————
منذ ان بدأت الاحتكاك بواقع الشيعة في الخارج وانا ملتزم بمبدأ وهو اننى لا اطرق باب احد الا ان يتطوع هو بدعوتى..
وكان من هم على صلة بى يتطوعون للقيام باتصالات مع المرجعيات والمؤسسات دون تنسيق معى..
كان يجب بداية ان اوضح هذه النقطة..
وما يجب توضيحه ايضا هو انه منذ سقوط صدام لم تصلنى دعوة واحدة لزيارة العراق سواء كانت من مؤسسة او مرجعية او اية جهة اخرى..
وجميع سفرياتى للعراق كانت على نفقتى الخاصة..
اما رحلاتى لايران فكان جزء منها دعوات والجزء الاخر على نفقتى حين كنت اشارك في معرض الكتاب هناك..
وفي ايران كانت لى لقاءات مع قناة الكوثر والدعاء والثقلين وغيرها من القنوات..
ومع هذه القنوات كنت اعانى من ضعف الاداء وضعف المقدمين للبرامج وحتى ضعف الاسئلة التى كانت توجه لى..
وفي احدى رحلاتى لايران اتصل بى مسئول قناة الكوثر وطلب منى العمل معهم في القناة والاستفادة من خبرتى الاعلامية..
ووافقت على الطلب وكنت وقتها مقيما في سوريا..
وقمت بجولة في القناة كى اطلع على امكانياتها واتعرف على العاملين فيها..
وقال لى مسئول القناة ان امكانياتنا ضعيفة وهى لا تصل الى نصف امكانيات قناة العالم..
ولفت انتباهى هذا التصريح منه..
وتساءلت كيف تكون ميزانية قناة إخبارية اكبر من ميزانية قناة دعوية..
وكان الجواب هو: السياسة..
والسياسة اقتضت ان يكون من يقدمون البرامج في قناة العالم من السنة بل من النواصب احيانا..
وقد لاحظت سيطرة اللبنانيين على قناة الكوثر والقنوات الاخرى التي تمولها ايران كقناة الصراط وغيرها..
وهذا كله من باب السياسة والمصالح..
ولم اوفق للعمل بقناة الكوثر واحسست ان هناك من لا يرغب في وجودى بالقناة..
وعدت لسوريا..
وفي رحلة اخرى كانت قد تغيرت ادارة القناة وتسلمها الشيخ اسد قصير وهو لبناني ووكيل الخامنئي..
ودعانى اسد قصير للقناة وطلب منى المشاركة في تقديم برنامج فيها..
وقام بترتيب لقاء لى مع الخامنئي..
وتحدد موعد اللقاء وتحركنا من قم الى طهران ..
ودخلنا مقر القائد ومررنا على حواجز التفتيش ثم ادخلنا احدى الغرف في انتظار اللقاء..
ودخل علينا احد المعممين ممن يتولى الاستقبالات وتجهيز المقابلات وجلس معنا وحان وقت الصلاة فأمنا وصلينا المغرب والعشاء..
وكان ميعاد اللقاء الساعة الثامنة..
ومرت الثامنة واقتربنا من التاسعة وجاءنا المعمم واخبرنا ان اللقاء تم تأجيله للاسبوع القادم..
ولم يتحقق هذا اللقاء لا بعد اسبوع ولا بعد سنوات..
كما لم يتحقق العمل في الكوثر وتقديم برنامجى فيها..
الا انه القناة اجرت بعض اللقاءات معى..
واتصلت بى قناة الولاية التابعة للمرجع الشيخ ناصر مكارم الشيرازى ويديرها معمم يدعى القزوينى الذي رتب لى لقاء معه..
والتقيت بمكارم الشيرازى وقدمت له بعض كتبى ومنشورات دار الهدف واعداد من مجلة اهل البيت وبعض منشورات مجلس اهل البيت..
ومن الكتب التى قدمتها له كتاب من تأليفه باسم عقيدتنا كنا قد نشرناه في مصر في اواخر التسعينيات..
وابدى الشيخ تعجبه وقال : كل هذه الكتب والمجلات طبعت في مصر..؟
قلت : بلى .. لا توجد رقابة على المطبوعات عندنا ،كان هذا في ايام عبد الناصر..
واوصى القزوينى ان يهتم بأمرى وانتهى اللقاء..
واخبرنى القزوينى انهم يفكرون في فتح مكتب للقناة في القاهرة..
واتفق معى على تولي هذا الأمر..
ورتبت كل شئ واستاجرت المكان وبدأت في اعداده..
الا ان الاتصالات معه انقطعت..
ولما جئت لايران حاولت لقاءه لبحث الامر فلم اتمكن فقررت الذهاب للشيخ مكارم لاطلعه على الامر فلم يمكنونى من لقاءه..
وأحسست ان في الامر شئ وتأكد لى هذا..
وبرز القزوينى على شاشة القناة ممسكا بالبخارى ومحاولا تقليد الحيدرى لكنه فشل..
وانحرف بالقناة عن دورها ودخل في صدام مع السنة مما ادى بالشيخ مكارم ان يصدر قراره بعزله..
وخضت تجربة سلبية ايضا مع قناة الثقلين التابعة لمجمع اهل البيت..
وفى العراق حاولت احدى القنوات استثمارى في برنامج من ثلاثين حلقة من اعدادى وتقديمى كان عن تأريخ التيارات الاسلامية..
ولم اوفق مع هذه القناة ايضا..
الا ان تجاربى مع هذه القنوات اكدت لى ان الاعلام الشيعي فاشل وان الاعلام الوهابى قد تفوق عليه..
وسبب ذلك يعود الى ان الشيعة لم يستعينوا بالكفاءات والمتخصصين ليديروا هذه القنوات وانما استعانوا بمعممين لا يفقهون لغة الإعلام..
وعلى ايدى هؤلاء المعممين تحولت هذه القنوات الى حسينيات فضائية..
وهو ما ادى لحظر القنوات الشيعية في مصر وغيرها من البلدان..
بينما سلم الوهابيون قنواتهم للعديد من الكفاءات من المصريين والعراقيين والسوريين وغيرهم..
وقد ادى هؤلاء دورهم بنجاح في خدمة الوهابية والتصدى للشيعة..
ومثال ذلك قناة صفا وقناة وصال وقناة البرهان وغيرها..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here