ساحات الاحتجاج تعلق على أنباء ترشيح الشابندر: لن يمر

رغم قلة اعدادهم بسبب حجر فايروس كورونا، فان السلطات لم تتوقف عن محاولات مضايقة المتظاهرين في بغداد وبعض مدن الجنوب، ومحاولة فض الاحتجاجات.

ومنذ فرض حظر التجوال في البلاد، قبل اكثر من اسبوعين، والمحتجون اعلنوا بانهم سيطبقون “الحجر الصحي” داخل ساحات الاحتجاج، ولن يكسروا قرارات الحكومة بهذا الخصوص.

ويقول علي سامي، احد المرابطين منذ اشهر في ساحة التحرير لـ(المدى): “لن نخرج من الساحة الا ونحن جثث”. تعليق سامي جاء بعد يومين من احدث هجوم، شنته قوات امنية على المتظاهرين في محيط ساحة التحرير.

ويضيف قائلا: “اصيب من زملائنا 8 في ذلك الهجوم، بالرصاص الحي والعبوات الدخانية”.

وكشفت جهات حقوقية، في وقت سابق، عن احصائيات جديدة وتفاصيل عن ضحايا الاحتجاجات، خلال الستة اشهر الماضية، من بينها اكثر من 30 حالة قتل لمتظاهرين نفذتها جماعات مسلحة.

واكدت الاحصائية، مقتل المئات من المحتجين برصاص الامن ومسلحين آخرين، في 10 محافظات، اكثر من نصفهم في بغداد، فيما حلت الناصرية في المرتبة الثانية بعدد القتلى والاغتيالات. كما سجلت الاحصائية، التي اطلعت عليها (المدى)، عمليات قتل لمتظاهرين، باستخدام اساليب غير الرصاص، من بينها الطعن بالسكاكين.

ولم تكشف السلطات حتى الآن، عن الجهة المسؤولة عن مقتل المئات من المتظاهرين بشكل واضح، على الرغم من تشكيل نحو 9 لجان تحقيقية بهذا الشأن. وشهدت البلاد احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع تشرين الأول 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، حسب كل من رئيس الجمهورية برهم صالح، ومنظمة العفو الدولية. ويقول المتظاهر: “خرجنا بعد الهجوم الاخير من الخيم وهتفنا ضد السلطة واكدنا اننا لن نترك الساحات”.

ومنذ آذار الماضي، بدأت الحكومة بتضييق حركة السكان خوفا من انتشار وباء كورونا، مع ايقاف كل النشاطات الاجتماعية والرياضية، واغلاق المقاهي. ومنذ اعلان الحكومة، نهاية شباط الماضي، تسجيل اول حالة مصابة بالفايروس، بدأت بعض الجهات المعارضة للتظاهرات، بالتلميح الى ضرورة فض الاحتجاجات خوفا من تزايد الاصابات. ويلفت سامي الى ان المتظاهرين “قرروا التزام الحجر الصحي داخل الخيم في ساحات الاحتجاج”. ونفذت جهات صحية واخرى تابعة لوزارة الداخلية حملات متكررة لتعقيم الخيم داخل ساحة التحرير في بغداد، ومدن اخرى. ونشر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تم بثها من ساحات الاحتجاج، تدعو السكان الى التزام المنازل بسبب انتشار الفايروس، فيما اكدوا انهم لن يغادروا الساحات من اجل العراقيين.

ويقول علي سامي: “قريبا سنعود بقوة الى الساحات، بعد انحسار المرض ورفع حظر التجوال”.

ودشن ناشطون قبل يومين، وسم “وعد ترجع الثورة” في اشارة الى ان انحسار التظاهرات هو امر مؤقت.

وخلال هذه الفترة بدأ المتظاهرون، بتغيير بوصلة عملهم باتجاه مساعدة العوائل المحتاجة في توفير بعض المستلزمات الاساسية بسبب حظر التجوال وتوقف عدد من الاعمال.

وتقول زينب علي، احدى الناشطات في اتصال مع (المدى) امس: “بدأنا بحملات جمع تبرعات ومواد غذائية اساسية وقمنا بتوزيعها على بعض العوائل”. وتشير الناشطة الى انهم يواجهون صعوبة في التنقل، بسبب عدم حصولهم على موافقات امنية.

ودخلت التظاهرات شهرها السابع، منذ انطلاق الموجة الاولى للاحتجاجات في الاول من تشرين الاول الماضي، في حين مازالت القوى السياسية مختلفة فيما بينها على كيفية ادارة الازمة.

ومررت رئاسة الجمهورية المكلف بتشكيل الحكومة عدنان الزرفي، في الايام الاولى لحظر التجوال، ما صرف الانظار عن موقف ساحات التحرير، لانشغال الجميع بفايروس “كورونا”.

يقول الناشط مهند البغدادي لـ(المدى): “هناك شبه ارتياح لاختيار الزرفي، ليس لانه على وفق شروط المتظاهرين، لكنه قد اغضب الفصائل المسلحة”.

ويواجه الزرفي، رفضا كبيرا من قوى شيعية، وخاصة تحالف الفتح الذي يضم الجزء الاكبر من فصائل الحشد الشعبي. ويضيف البغدادي: “رفضنا الزرفي في ساحات الاحتجاج سابقاُ، ومازلنا نرفضه لكننا نخشى بقاء القوى السياسية في عملية المماطلة واستمرار عادل عبد المهدي”.

بالمقابل استفز، امس، الناشطون تسجيل صوتي منسوب للسياسي والنائب السابق عزت الشابندر، يقول فيه بانه مرشح قوي لرئاسة الوزراء. ويقول مهند البغدادي: “كلام الشابندر اذا صح، فيعني نحن امام لعبة واضحة لإضاعة الوقت وبقاء حكومة تصريف الاعمال”.

وقال الشابندر في تسجيل الصوتي، إن السُنة والكرد وكل القوى الشيعية باستثناء “سائرون” تدعمه لرئاسة الحكومة بدلا عن الزرفي.

وكان الشابندر قد وصف المتظاهرين في وقت سابق بـ”القرود” و”المخمورين” على اثر رفضهم ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، وتعليق صورته على مبنى المطعم التركي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here