من مخيمات إلى لجان أبناء الدكلاوي عنوانٌ لقادة في التظاهرات

كثيرة هي مخرجات ثورة تشرين كما باتت تسمى بالوسط الشعبي، لكن رمزية الاحتجاجات قد سجلت باسم ساحة التحرير، ليس فقط كونها في قلب العاصمة بغداد، بل لما انتجته من متغيرات في واقع الجيل الحالي.

الجيل الذي لم يشهد قط حركة احتجاجية على منوال التي شهدها العراق منذ الأول من تشرين الأول، جيل لم يعاصر حركة تأسيس الجماعات المنظمة والأحزاب، لما شهده من احتكار للسلطة من قبل الطبقة الحاكمة منذ عام 2003 .

لتعود حركة الاحتجاجات بخلق الوعي الجمعي، وإعادة انبثاق فكرة إنشاء اللجان متعددة الأصناف وغيرها من التنظيمات، لتنتج التحرير كوكبة من التجمعات المهمة التي باتت تقود عجلة الاحتجاجات، والتأسيس للجانٍ سياسية يُرتب لها أن تكون ممثلة عن الشعب في قادم المرحلة السياسية.

رهانٌ خاسر!

جاء ذلك بالعكس مما توقعته الحكومة، حيث عملت على حصر حركة الاحتجاجات في أماكن مصرح لها في عموم المحافظات المنتفضة، والمراهنة على انتهائها مع الوقت بحسب مراقبين.

لكن استمرار الاحتجاجات لستة أشهر وعلى الرغم من ضعف المؤنة والزخم البشري والاغتيالات التي طالت الناشطين في عدة محافظات من قبل المليشيات واعتقال الكثير ممن ارتبطوا بحركة الاحتجاج من قبل قوات الأمن، إلا أنه أتاح للمحتجين تنظيم صفوفهم، والعمل من خلال تحويل مخيماتهم التي شكلوها منذ الـ25 من أكتوبر/ تشرين الأول إلى لجان وتنظيمات متخصصة.

ومن أبرز تلك التجمعات المؤثرة “مخيم أبناء الدكلاوي”، وغيره من التجمعات كاتحاد الطلبة، مخيم الحديقة، تجمع الجيل الإعلامي الحر، وتجمع “لبوات العراق”النسائي والكثير غيرها، إلا أن اسم أبناء الدكلاوي قد طفى بكل شاردة وواردة داخل التحرير منذ أوائل أيام الاحتجاجات، حتى تعزز نشاطهم في عدة محافظاتٍ أخرى.

أُنشئ المخيم منذ أوائل حركة الاحتجاج، في الجزء الخلفي من حديقة الأمة، من قبل مجموعة أصدقاء، حتى تحوّل إلى أكبر المخيمات في التحرير، حيث يحتوي على خليط من أبناء محافظات العراق كافة، وبمختلف أديانهم وقومياتهم، باستثناء محافظتي السليمانية ودهوك.

شاع اسم المخيم في أوساط الاحتجاجات، لما يقدمه من خدمة عامة داخل التحرير، من دعم لوجستي وطبي، وخلية منظمة تعمل على التصعيد بالاتفاق مع باقي الساحات، حيث يهتم بتنظيم المسيرات المليونية، وممارسة الضغط السياسي الذي يعمل عليه مجموعة من أبناء المخيم، الباحثين في مختلف الدراسات.

من هو الدكلاوي؟

أبناء الدكلاوي الاسم الذي شغل الكثيرين من داخل الساحة وخارجها، كما لا يفصح عنه أصحابه، حيث يكتفون بالإشارة إلى أنه اسم سومري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثورة، مؤكدين على أنه اسم يحمل معنىً كبيراً، يلتزم أبناء المخيم بعدم الحديث عنه إلى حين نجاح انتفاضتهم كمفاجئة، على حد قولهم.

تعدّى ذلك الاسم مفهوم أن يكون مخيم، ليمتد نشاطه لخمس محافظات أخرى تحت نفس الاسم،

حسب ما يقول مصطفى رائد أحد أبناء المخيم.

ليضيف في حديثهِ لـ(….)، إن: “المخيم أول من أسس لمشروع (معتصمو ساحة التحرير)، التجمع الذي يشمل أكثر من 80% من خيام ساحة التحرير، حيث يعمل على إصدار المواقف الرسمية بشأن الساحة، واتخاذ المواقف المضادة من الحكومة، وإجراء المفاوضات السياسية”.

وتابع أن “نشاطات المخيم لم تقتصر على عملٍ معين، لكن من نشاطاته المهمة هو انشاء أول مكتبة ثقافية بشارع السعدون، بالتعاون مع “تجمع لبوات العراق”، حيث يركز أبناء المخيم على خلق الوعي والنهوض بمستوى التفكير للشباب العراقي”.

رائد الذي لم يتمم عقده الثاني، يقول إن “أهداف المخيم هي رفع مطالب المتظاهرين الحقّة، وخدمة العراق، وبالرغم من أن غالبية أبناء المخيم قد تعرضوا للتهديد والملاحقة، إلا أننا ملتزمون بأن لا نخذل الثوار، مؤكداً على أن المخيم ‌‏قائم على أبنائه، ولا يرتبط بأي مسمى أو توجه آخر”.

تحمل أبناء المخيم الكثير من الأعباء، بعد أن سقط أحد رفاقهم قتيلاً إثر الصدامات المستمرة بين المحتجين وقوات الشغب، كما بات البعض منهم مفصولين من إكمال دراستهم، إلا أنهم عازمون على إعادة التظاهرات إلى رونقها الذي انطلقت به.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here