حب في زمن الكرونا

نقضي هذه الايام في زنزانتنا الانفرادية تحت اسقف بيوتنا مرعوبين لاننا لا نعرف مدة محكومياتنا ومصيرنا وبعكس محكوميات السجناء العاديين اللذين يقضون مدد حبسهم في سجون الدولة وهم على علم بالفترة الزمنية لاحتجازهم وهؤلاء كانوا يسمونهم سجناء ماقبل سونامي الكرونا، سجناء كانوا يقضون محكومياتهم في سجون الدوله وهي التي تطعمهم وتكسيهم وتحرسهم
وها انا اجد نفسي وحيدا وحبيس داري واصنف نفسي بسجين ما بعد الكرونا ووسيلتي الوحيدة للتسلية هي جهاز التلفاز الذى ما انفك يذكرنا ليل نهار بالكرونا التى كادت ان تكون الكلمة الوحيدة والغالبة على برامجها وكأن احدا ينبهك بإن ملك الموت يحوم حولك ويتحين الفرصة لأخذك لمكان ليس بأحسن من الزنزانة المنزلية . وللهروب من هذا الواقع المرير الذي أعيشه نتيجة لحكم صدر من كائن متناهي الصغر وهو غير حي. بعد يوم واحد من حجزي بدأ الملل يدب في أعضائي ثم بدأ الملل يدب بإتجاه عقلي وتفكيري ولكن الله منحنا مضاد لهذا الملل فتتحفز مليارات المعلومات وصغائر الذكريات السيئة والجيدة بذاكرتنا. ان هذه النعمة الربانية تساعدنا على الاحتفاظ بقوانا العقليه وبهذه الطريقة يحفظ المساجين الانفراديين اللذين يقضون فترات محكومية طويلة لوحدهم . هؤلاء يجترون ما ترسب بأدمغتهم وهذا ما يجعلهم يحتفظون بقواهم العقلية. هذا يذكرني ايضا بالحيوانات المجترة مثل الابقار والجاموس
التي تهدأ بعد فترة رعي على المرعى وتتجه لجهة آمنه لتجتر ما تناولته على عجل فالاجترار هي عملية دفاع عن النفس في الحيوانات المجترة التي تفتقر الى وسائل جسديه تساعدها على الدفاع عن أنفسها من الكواسر والوحوش. هذا مايفعله السجين الانفرادي اذ يجتر ما في ذاكرته وهذه هي وسيلة للدفاع عن صحته النفسية وها انا اجلس وحيدا في مكتبي اجتر رواسب اكثر من سبعة عقود من الزمن ومن الطبيعي ان اختار ماهو جميل من مصنفات صندوق عقلي وما هو اجمل ما فى ذاكرتى وأعرض اهم شريط من الاشرطه المخزونه في عقلى وهو قصة حب
ويلز
طالب مراد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here