الهدوء يعود للناصرية بعد ليلة دامية أسفرت عن شهيدين و 13 جريحاً

ذي قار / حسين العامل

عاد الهدوء الحذر الى وسط مدينة الناصرية يوم السبت ( 4 نيسان 2020 ) بعد ليلة دامية من المواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين على تجاهل مطالب أصحاب الدخل اليومي المتضررين من فرض حظر التجوال الذي أعلنته خلية الأزمة لتفادي مخاطر انتشار وباء الكورونا ،

وفيما اكدت دائرة صحة ذي قار استشهاد شخصين أحدهما من المتظاهرين وآخر من القوات الأمنية وإصابة 13 جريحاً ، أعلن غالبية المتظاهرين في ساحة الحبوبي عن تحفظهم على التصعيد ودعوات كسر حظر التجوال في الظروف الراهنة.

وقال مدير عام دائرة صحة ذي قار الدكتور عبد الحسين الجابري للمدى إن ” طبابة الطب العدلي استقبلت شهيدين أحدهما من المتظاهرين والآخر من القوات الأمنية ، فيما استقبل المستشفى الجمهوري 13 جريحاً”، مبيناً أن ” إصابة الشهداء في المواجهات التي دارت بين المتظاهرين والقوات الأمنية كانت بالرصاص الحي فيما كانت إصابات الكثير من المتظاهرين الآخرين بالكرات الحديدية ( الصجم ).

وفي حديث للمدى يروي الناشط في مجال التظاهرات أحمد التميمي ما حدث في تظاهرات كسر حظر التجوال وموقف ساحة تظاهرات الحبوبي منها قائلاً إن ” مجموعتين من المتظاهرين تظاهرتا مساء أول أمس ( الجمعة ) وسط الناصرية ، كانت إحداها تطالب بالافراج عن احد المتظاهرين المعتقلين المدعو سيد محمد البطاط والأخرى للاحتجاج على التجاهل الحكومي لمطالب أصحاب الدخل اليومي وإهمال الشرائح المتضررين من حظر التجوال “، وأضاف إن ” التظاهرة وحال وصولها الى تقاطع بهو البلدية اصطدمت مع قوات من الشرطة ومكافحة الشغب ودارت مواجهات كر وفر تواصلت حتى ما بعد منتصف ليل الجمعة / السبت “.

وأوضح التميمي أن ” المواجهات التي دارت في مناطق تقاطع البهو وجسر النصر أسفرت عن استشهاد شخصين وإصابة عدد آخر من المتظاهرين تم نقلهم الى المستشفى الجمهوري “، مؤكداً ” استخدام الذخيرة الحية وقنابل الدخان المسيلة للدموع في مواجهة المتظاهرين”.

وأشار الناشط المدني الى أن ” معظم سيطرات القوات الأمنية انسحبت من مواقعها في صوب الجزيرة الى صوب الشامية عقب المواجهات لكنها عادت صباح أمس السبت للانتشار وبكثافة في مواقعها السابقة ومواقع أخرى”، لافتاً الى أن ” الهدوء الحذر يسود مركز مدينة الناصرية حالياً “.

وعن موقف ساحة تظاهرات الحبوبي من تظاهرات كسر حظر التجوال قال التميمي إن ” معظم المتظاهرين في ساحة الحبوبي كانوا يتحفظون على التصعيد وكسر حظر التجوال في ظل الظروف الراهنة كون ذلك يعرض حياة المتظاهرين والمجتمع لمخاطر انتشار وباء الكورونا “، مبيناً أن ” مطالب المشاركين بالتظاهرة وإن كانت حقّة وتدعو الى الاحتجاج على الإهمال الحكومي للشرائح المتضررة من حظر التجوال والذين بمعظمهم من عمال الاجور وذوي الدخل المحدود والباعة المتجولين وأصحاب البسطيات لكنها لم تكن في الوقت المناسب”.

ولم يستبعد التميمي ” وجود دوافع خفية لتصعيد الموقف في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة”، منوهاً الى أن ” التحشيد لتظاهرة كسر حظر التجوال تم الترويج له من قبل مجموعة قليلة من المتظاهرين منذ يومين “.

وبدوره قال مدير قسم العلاقات والإعلام في قيادة شرطة ذي قار العقيد فؤاد كريم للمدى إن ” مجموعة من المدنيين حاولت كسر حظر التجوال بالتزامن مع صدور توجيهات من خلية الأزمة تشدد على فرض الحظر على خلفية تسجيل 12 إصابة مؤكدة بفايروس الكورونا بالناصرية “، وأردف أن ” ذلك استدعى تدخل القوات الامنية واتخاذ الإجراءات الأمنية بحق المخالفين وإحالتهم للقضاء”.

وأضاف كريم أن ” الموقف تطور الى مواجهات بين القوات الأمنية والمجموعة التي حاولت كسر حظر التجوال وشهد أعمال عنف واشتباكات وأعمال حرق وأسفر عن استشهاد شخصين أحدهم من القوات الأمنية وإصابة آخرين “، مؤكداً أن ” القوات الأمنية متمثلة بقوات النجدة وأفواج الشرطة قامت باعتقال عدد من المخالفين لقرار خلية الأزمة المتمثل بفرض حظر التجوال “.

وأشار مدير قسم العلاقات والإعلام الى أن ” القوات الأمنية عادت صباح أمس ( السبت ) الى تعزيز قواتها ونشرها بصورة واسعة لتطبيق حظر التجوال واتخاذ اجراءات بغلق محطات الوقود وقطع الشوارع والتقاطعات بكتل كونكريتية على خلفية التوتر الحاصل”، مؤكداً أن ” الإجراءات المذكورة لا تشمل ساحة التظاهرات في ميدان الحبوبي “.

وكان مركز مدينة الناصرية قد شهد مساء يوم الجمعة ( 3 نيسان 2020 ) اشتباكات دامية ومعارك كر وفر بين القوات الامنية والمتظاهرين تواصلت حتى الساعات الأولى من ليلة الجمعة / السبت ، فيما اتهم محافظ ذي قار وكالة اباذر العمر جهات حزبية بالتصعيد ، ملمحاً في حديث للمدى الى ارتباط أحد الداعين للتظاهرة بتنظيمات الصرخي.

وكان ناشطون ومواطنون في محافظة ذي قار كشفوا الاربعاء الماضي ( الاول من نيسان 2020 ) عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل في ظل حظر التجوال الذي فرضته الحكومة العراقية لتفادي مخاطر انتشار وباء الكورونا ، وفيما بينوا أن قرار حظر التجوال بات يفرض حصاراً اقتصادياً قاسياً على الشرائح المذكورة ويدفع بالكثير منها الى طلب المعونة والأغذية من الجيران ، دعوا الى توزيع منحة مالية طارئة وحصص تموينية إضافية لكل أسرة عراقية لا تتقاضى راتباً من الدولة.

وكانت دائرة صحة ذي قار أعلنت يوم الاثنين (9 آذار 2020) عن اتخاذ جملة من الاجراءات الوقائية لمنع انتشار مرض كورونا، وذلك بعد تسجيل أول حالة إصابة بالمرض لرجل ستيني عائد من إيران قبل 20 يوماً، وفيما أكدت تخصيص ثلاثة مواقع للحجر والعزل الصحي، قررت منع دخول الأجانب الى المحافظة المذكورة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here