قوى الاعتدال تجهض أول مهام وريث سليماني في العراق

فشل على مايبدو وريث قاسم سليماني، اسماعيل قاآني القائد الجديد لقوة القدس الايرانية، في ثني القوى الشيعية على استبدال “جندي امريكا”، وهي التسمية التي تطلقها جهات عراقية مقربة من طهران على عدنان الزرفي، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وعوضا عن الحوارات، التي وصلت الى طريق مسدود، بحسب بعض المصادر، بدأت اطراف مسلحة معروفة بقربها من ايران، بالتلويح باستخدام القوة لفرض ارادتها، وتسمية رئيس وزراء من ضمن دائرة مايعرف بـ”قوى الحشد الشعبي” او مدعوم منها في اقل تقدير.

ومساء السبت، قال مكتب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، انه استلم البرنامج الحكومي المقدم من المكلف بتشكيل الحكومة عدنان الزرفي.

وكان الزرفي، اعلن صباح السبت الماضي، انه اكمل برنامجه، الذي يتضمن 3 محاور رئيسة، وهي الاقتصاد، الانتخابات والتظاهرات، والعلاقات الخارجية.

وقال الزرفي في تصريحات اعقبت نشر البرنامج القصير المكون من 8 صفحات، انه ينتظر رد البرلمان لتحديد موعد جلسة التصويت على وزارته، وبان حكومته ستشكل من “كفاءات من داخل العراق”.

وخلال الاسبوع الماضي، شن تحالف الفتح بزعامة هادي العامري، هجوماً غير مسبوق على الزرفي ورئيس الجمهورية برهم صالح.

وطالب محمد الغبان، رئيس كتلة الفتح في بيانين منفصلين، البرلمان والقوى السياسية، بمحاسبة واقالة رئيس الجمهورية، بسبب ماقال انه “تجاوز الاغلبية”، في اشارة الى التحالف الشيعي الذي يضم قوى الحشد الشعبي ودولة القانون.

وهدد الغبان، وهو وزير الداخلية السابق في عهد حيدر العبادي، بـ”كشف المستور”، اذا استمر رئيس الجمهورية والقوى السياسية، بدعم عدنان الزرفي.

وكان السياسي والنائب السابق، عزت الشابندر، كشف في وقت سابق انه مرشح قوي بدلا عن الزرفي.

واكد في تسجيل مسرب نسب الى الشابندر، بان الى جانبه مرشحين اثنين اقل حظوظا منه، وهما قاسم الاعرجي، والنائب محمد شياع السوداني.

وقال الشابندر، في التسجيل الاخير قبل اعلان الزرفي تسليم برنامجه الحكومي الى البرلمان، انه يعمل باتجاهين: اما اقناع المكلف بتشكيل الحكومة بالاعتذار عن المهمة، او القوى السياسية بتشكيل جبهة معارضة كبيرة للايقاع بالزرفي اثناء جلسة البرلمان.

ووفق ذلك، فان “سيناريو” افشال حكومة الزرفي المرتبقة، مازالت قائمة، حيث لم يحدد حتى الان موعداً لجلسة البرلمان، كما لم تتضح مواقف القوى السياسية من حكومة الاخير بشكل جلي.

لغة التهديد

وتقول مصادر سياسية عليمة، ان استخدام “لغة التهديد” من بعض القوى السياسية، تجاه عدنان الزرفي، جاء بعد فشل مهمة اسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني، في ايجاد خارطة طريق جديدة للقوى الشيعية بعد مقتل القائد السابق.

ووفق وسائل اعلام مقربة من طهران، ان قاآني وصل الى بغداد، قبل ايام، والتقى بزعيم تحالف الفتح هادي العامري، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة. وقالت تلك الجهات، حينها، ان قاآني، قد يلتقي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وآخرين، في مدينة النجف.

وبحسب مصادر (المدى)، فان ايران دفعت بكل ثقلها هذه المرة باتجاه الازمة في العراق، لان ملف العراق، وفق تحليل المصادر، اهم من “حزب الله” في لبنان، او سوريا، او اليمن، وان بغداد هي “ورقة الضغط ” الاهم ضد الولايات المتحدة، وطهران غير مستعدة لخسارتها.

وبدا امس، مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، اول المنسحين من عقد الشراكة الجديد الذي جاء قاآني لابرامه في بغداد.

ودعا حساب الكتروني تابع للصدر، فصائل مسلحة لـ”التوبة”، وذلك بعد ساعات من إصدار ثمانٍ منها بياناً يتوعد القوات الأميركية ويرفض تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة.

وقال حساب وزير الصدر “محمد صالح العراقي”، ليلة السبت الماضي: “أما بعد اعلموا أن الكثير من السياسيين وبعض ما يسمّون بفصائل المقاومة، لا تتعظ من البلاء والوباء. وما زالت تنتظر المكاسب”.

وتابع “فعجبي من تقديم المقاولة على المقاومة. كفاكم حباً للدنيا. فشعبكم يصارع الموت والحرب المرتقبة – لا سمح الله – والوباء، فتوبوا إلى الله تعالى عسى أن تغفر ذنوبكم. ويكون من أمركم وأمرنا فرجاً ومخرجاً”.

واظهر موقف الفصائل الثمانية، التابعة للحشد الشعبي، الانشقاق العلني لبعض الجهات داخل الهيئة عقب مقتل ابو مهدي المهندس (نائب رئيس الهيئة) في غارة اميركية قرب مطار بغداد، والتي تتهم (تلك الفصائل) بانها مقربة من طهران.

وأكد رياض المسعودي، نائب عن “سائرون”، في تصريح للوكالة العراقية “دعمهم لتشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن برئاسة عدنان الزرفي”، لافتا الى ان الأخير “سيمضي بإجراءات تشكيل حكومته على الرغم من اعتراض بعض الكتل السياسية الشيعية عليه”.

الى ذلك، قال باسل الكاظمي، المحلل السياسي، إن رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي يحاول أن يكون مع الجميع على مسافة واحدة، ويحاول إقناع جميع الأطراف بتمرير التشكيلة إلا أن بعض الأطراف تتخوف من مسائل بعينها وبالتالي تطلب ضمانات.

وأوضح، أن من أهم الملفات التي تثير الخوف لدى جهات معينة هو ملف الجماعات المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، لافتا إلى أن بعض الأطراف لا تريد التعامل بشكل وسطي مع القضايا المهمة.

وأضاف أنه بمرور الوقت تقل حظوظ الزرفي في إقناع الأحزاب السياسية بتمرير التشكيلة الوزارية.

وأضاف أنه تتردد الآن في الأوساط السياسية، أسماء بديلة للزرفي، مشيرا إلى أن الزرفي يعارض بشكل قوي الأحزاب الإسلامية التي تمتلك فصائل مسلحة، ما يعني أن القوى السياسية تبحث عمن يحفظ مصالحها فقط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here