تقسيط خيرات البلد بالتساوي

هل أمرنا الله سبحانه بالفساد فأطعناه، أم نهانا عنه فعصيناه، هناك أناس تدعو لهم بالقول: كثَّر الله من أمثالكم، وقرّب الله عليكم خطواتكم ومسعاكم، وهناك من لايسعك إلا القول له: لاكثر الله من أمثالك، ولا أراك ما تسعى إليه، فأي القول ترميه بوجه سياسيينا، وهم يبذلون ما في وسعهم من جهد لإحقاق العدل وبسط نفوذ ميزان القسط، ولكن رويدك… أيّ عدل وقسط يسعون من أجله أعني؟!، إنه العدل في اقتسام خيرات البلد، والمساواة في نهب قوت الشعب وموارده، وفق ميزان حساس لصالح أحزابهم ..ذلك ما أعنيه، فإذا كانت المفاهيم تتطور، والكلمات تتوسع في مداليل ماتعنيه ألفاظها، فإن للعدالة في بلدي أضحى معنىً جديدا، ليس كمثله في أي بلد آخر، وفحواه … من يرشح لمنصب رئاسة الوزراء، وكيما يضمن نجاح ترشيحه، عليه أن يراعي تقسيط خيرات البلد بين القوى السياسية المتنازعة، فيقسم الوزارات بين الفرقاء بالتساوي، لتصبح بالنتيجة متاجر يحققون من خلالها الأرباح بفعل تسلط أحزابها عليها، ففي نهاية المطاف هي تلك القوى المتسلطة مَن تقرّ ترشيحه، وتصوت له للجلوس على كرسي الرئاسة، ولكن على أساس مفهوم العدالة الذي يجب أن يحسن تجسيده، فيقدمه لهم بصورة يرتضونها، ليس مهما برنامج حكومي أو خطط إصلاح يزمع القيام بها، لا.. ولا شعارات نزاهة وكفاءة وغيرها من مصطلحات نبيلة لاسوق لها في منظومتنا الحاكمة، فهي مجرد ذرّ رماد في العيون، بفعل تجربة انحدار متواصل للأداء السياسي طيلة 17 سنة.

الأديب: كاظم جويد المحمداوي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here