حكايتي مع الأسقف الارمني

حكايتي مع
الأسقف الارمني:
د. عبدالحميد العباسي
—————
في السبعينيات ابلغت في مساء يوم عن مريض
أُدخلَ مركز الكلية الصناعية في مدينة الطب. ولمّا لم يكن اختصاصي آخر بمعيتي في المركز, فصار عليَّ ان اعود المريض بنفسي ذلك المساء.
كان في الخمسين, وسيماً وذا شخصية جذابة, عرفت انه اسقف الارمن في العراق والاردن. كان يتكلم الانكليزية بطلاقة. قال: * الذي اتمناه (عليكم) ان أصيرَ بحالٍ يوصُلني حيّاً الى ارمينيا (ذكر اسم العاصمة اريانا على ما اذكر) لادفن (في كاتدرائيتها) في وطني وبين قومي. قلت في نفسي * يا هذا تلكم هي امنية كل غيورٍ ذي جذور* . أهتزت لكلماته احاسيسٌ فيَّ, عميقة هي ما ينبغي ان يحسَها كل مَن يعتز بقوميته,أعني اخترامه لقوميات الآخرين وتطلعاتهم المشروعة وإلا كان اعتزازُه تعصباً مَقيتاً. قررت ان ابذُلَ اكثر مما هو مُعتمد عادة, ازوره الليل والنهار حتى صار قادرا على تحمُلِ اعباء السفر الى حيثُ أراد. جاءني زميلي الدكتور بوغوس بوغسيان وكان يرعاه ومن مِلَّته. قال ان الاتحاد السوفيبي ارسل طاءرة خاصة لنقله الى ارمينيا واريدك (يريدك) ان ترافقه, قلت *إن فعلت ذلك فلن استطيع ان احصل على تأشيرة دخول الى امريكا وربما اوربا, لحضور مؤتمر علمي ولكني على يقين انه سيصل ارمينيا حيا ويكون له ما تمنى*. وقد كان له ذلك. وسالني د. بوغوس: * هل انت من الديوانية (الجنوب)؟, ماذا هل الانسانية والإستجابة للنخوة خِلَّة عرب الجنوب وحَسْب؟ وهل لهذا خَصَّهم التطهير العِرقي *بأفضاله*. ثم جاءتني رسالةُ شكرٍ مِن كبير أساقفة الارمن في لندن (ما زالت لدَّي), يدعوا *العَلِيَّ القدير*, لي بالخير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here