المطران عطا الله حنا :هنالك دول عظمى انهارت امام وباء الكورونا ونتمنى من قادة هذه الدول …


سيادة المطران عطا الله حنا : ” هنالك دول عظمى انهارت امام وباء الكورونا ونتمنى من قادة هذه الدول ان يستخلصوا العبر وان يعملوا معا وسويا من اجل تغيير وجه هذا العالم نحو الافضل ”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بـأن وباء الكورونا الذي اجتاح عالمنا اماط اللثام عن كثير من الوجوه القبيحة في عالمنا والمظاهر السلبية اللانسانية واللاخلاقية واللاحضارية فهنالك زعماء جشعون في هذا العالم استثمروا اموالهم على الاسلحة النووية والغواصات وعلى كافة انواع الاسلحة بكافة انواعها واشكالها وتجاهلوا صحة الانسان التي هي اهم من هذا وذاك.

هنالك دول عظمى في هذا العالم تغنت في وقت من الاوقات بوصولها الى القمر وبالاسلحة النووية التي تملكها والاسلحة المتطورة التي تصنعها ولكنها وصلت اليوم في مرحلة الكورونا الى انها تفتش عن كمامة ولا تجدها ، فأي مفارقة هذه تدل على فشل هذه الدول في ان تحصن نفسها وشعوبها من الاوبئة والامراض .

بذلوا اموالهم على التسليح ومصانع الاسلحة وينهبون الثروات العربية ويسرقونها ولكنهم في المقابل لم يقدموا شيئا لشعوبهم ولشعوب العالم امام هذه المحنة الكبرى التي نعيشها بسبب هذا الوباء الخطير الذي ألم بعالمنا .

لقد تباهى ترامب في وقت من الاوقات بسرقته ونهبه للاموال النفطية الخليجية التي استثمرها في بلاده على التسليح وعلى غيرها من المصانع التي تصدر اسلحة الموت الى منطقتنا هذه الاسلحة التي يدفع فاتورتها الفقراء والمنكوبون والمظلومون والمهمشون في مشرقنا .

اين هذه الدول العظمى اليوم من هذا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة “فأمريكا العظمى” كما وغيرها من الدول التي تسير في فلكها انهارت وبشكل كلي فالمصانع اغلقت والمطارات توقفت وكل شيء توقف حتى اشعار اخر ونحن وان كنا انطلاقا من قيمنا الاخلاقية والانسانية لا نشمت بأحد بل نتمنى الخير لكل البشر الا ان ما نتمناه هو ان يستنتج هؤلاء الكبار والزعماء العبر من الكورونا لعلها تكون درسا لهم لكي يعودوا الى انسانيتهم وبدلا من ان يسخروا اموالهم على اسلحة الدمار والخراب والموت ان يستثمروها في خدمة الانسان ورفاهيته وصحته وعافيته .

أما الدول الخليجية النفطية والتي تملك المال وتملك النفط وتملك امكانيات مالية هائلة نقول لهم لا تقبلوا بأن يسرق احد اموالكم فهذه الثروات الطبيعية التي اعطيت لكم سخروها في خدمة شعوبكم وشعوب منطقتنا العربية ونحن قادرون على ان نصنع من هذا المشرق العربي مشرقا تسوده ثقافة التآلف والمحبة والسلام والتضامن بعيدا عن البطالة والفقر وغيرها من مظاهر التخلف والرجعية والكراهية والتعصب .

استخدموا اموالكم في خدمة الانسان واستثمروها في خدمة بلدانكم وشعوب هذه المنطقة العربية ولا تقبلوا بأن تُستغل اموالكم كما تم استغلالها حتى اليوم في تمرير مشاريع الاعداء فوق ارضنا العربية .

مئات المليارات من الدولارات النفطية صُرفت حتى اليوم من اجل تدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الاقطار العربية الشقيقة ، ونتمنى ان تتوقف هذه المهزلة وان يستعمل المال العربي من اجل تطور العرب ورقيهم وليس من اجل تدميرهم وتمرير مشاريع اعدائهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here