نهاية الكاظمي لا تختلف عن نهاية عبد المهدي إلا اذا

عند التدقيق في اسباب ترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة لاتضح لنا بشكل واضح وجلي إنها نفس اسباب ترشيح عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة ومن الطبيعي ستكون نهاية مصطفى الكاظمي هي نفس نهاية عادل عبد المهدي اذا لم يغير الكاظمي طريقة عبد المهدي في تعامله مع من اختاره

المعروف ان السيد عادل عبد المهدي تخلى عن السياسة وجلس في بيته حتى انه لم يشترك في الانتخابات الأخيرة كما إن العراقيون يتطلعون الى إنهاء حكومة المحاصصة والتوجه الى حكومة الأغلبية السياسية الى الكتلة الأكبر اي الأغلبية تحكم والأقلية تعارض هذه هي الديمقراطية

ولأول مرة تنقسم الطبقة السياسية في العراق الى كتلتين كتلة برئاسة الفتح (هادي العامري) سميت كتلة البناء والكتلة الثانية برئاسة سائرون ( مقتدى الصدر) سميت كتلة الإصلاح وكانت كل

كتلة تضم أعضاء من كل العراقيين من كل الأطياف والأعراق وهذا يعني ان المرشح عراقي ويمثل كل العراقيين وان الحكومة حكومة عراقية في خدمة العراق والعراقيين جميعا وفجأة يعلن عن اتفاق بين الصدر والعامري اي بين سائرون والفتح على ترشيح عادل عبد المهدي كيف لماذا حقا كانت صدمة لكل عراقي حر يريد الخير للعراق والعراقيين فكان بمثابة مؤامرة على حلم العراقيين أي حكومة الأغلبية السياسية الوسيلة الوحيدة التي تساعد العراقيين على إنهاء الفتن و النزاعات الطائفية والقومية والعشائرية والقضاء على الفساد والفاسدين وبناء العراق الحر الديمقراطي التعددي عراق الدستور عراق القانون والمؤسسات الدستورية والقانونية

من المؤكد ان حكومة الأغلبية السياسية ستسحب البساط من تحت أقدام العامري والصدر لا بل ستكشف الكثير من الخبايا التي يجهلها الشعب وبالتالي هذه الهالات التي تحيط بهم ستتلاشى وتنكشف الحقيقة وبالتالي سيحاسبون ويعاقبون لهذا أسرعوا الى ترشيح عادل عبد المهدي رئيسا

للحكومة لا حبا به ولا حبا بالعراق و إنما حبا بأنفسهم حبا بمصالحهم الخاصة المعروف في كل العالم المجموعة التي تختار شخص لمنصب معين فإنها مسئولة عن فشله عن إخفاقاته عن فساده وإلا لماذا رشحته لماذا اختارته وهذا دليل واضح على إنها اختارته كي يغطي فسادها ويحميها ويحقق مصالحها وعندما لا تجد منه ذلك تتخلى عنه بعد ان ألقته في اليم مكتوفا وقالت له إياك ان تبتل بالماء وهكذا خسر المسكين سمعته نضاله لا يدري كيف سمح لنفسه ان ينزل الى هذا المستوى ويقبل بعرض مشبوه

قلت وأقول ان فساد واصلاح العراق والعراقيين يتوقف على فساد وإصلاح قادة الشيعة وحدهم فاذا صلحوا صلح العراق والعراقيين واذا فسدوا فسد العراق والعراقيين

وقلت وأقول وحدة العراق والعراقيين وتجزئة العراق والعراقيين تتوقف على وحدة وتجزئة ساسة الشيعة فإذا توحد ساسة الشيعة توحد العراق والعراقيين وإذا تجزئة ساسة الشيعة تجزأ العراق

والعراقيين لهذا عليهم ان يلوموا أنفسهم أولا اذا وجدوا فساد وسوء خدمات ووجدوا مجموعات حركات تدعوا الى النزعات والحروب العشائرية والطائفية والعرقية والى التجزئة والانفصال لأنهم السبب الأول في خلق مثل هذه السلبيات والمفاسد وسيطرت المجموعات الإرهابية وقوة الحركات الانفصالية وعصابات الفساد في البلاد حتى أصبح العراق بيد هذه المجموعات وساسة الشيعة مهمتهم تسهيل مهمة هذه المجموعات وحمايتهم ليس الا

نعود لعملية اختيار مصطفى الكاظمي المعروف عنه شخصية أمنية ليس له اهتمام كبير في السياسة والدليل أنه لم يرشح نفسه لعضوية البرلمان ولم يعقد مؤتمرات صحفية بهذا الشأن ربما ان منصبه المهم ومهمته الكبيرة لا تجعله يفكر بالسياسة وهذه حقيقة كثير من الناجحين بمهامهم الخاصة سواء في مجالات أمنية عسكرية علمية فكرية لأنهم يرون إبداعاتهم في مجالات اختصاصاتهم أكثر أهمية في التوجه الى السياسة

لو دققنا بعملية اختيار مصطفى الكاظمي هي نفس عملية اختيار عادل عبد المهدي اي نفس الأسباب والدوافع ونفس الجهات بعد استقالة عبد المهدي عجزت الطبقة السياسية وخاصة الطبقة الشيعية عن خلق البديل ومنذ 6 أشهر والعراق في فوضى عارمة مما سمح لأعداء العراق ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية و أسيادهم ال صهيون التدخل في شؤون العراق وسحب البساط من تحت أقدامهم اي من تحت أقدام ساسة الشيعة اي حرمان مكون الاغلبية من حقهم على أساس إنهم عاجزين عن الحكم

مما دفع رئيس الجمهورية الى اختيار رئيس حكومة بدون موافقة ساسة الشيعة لهذا أسرع ساسة الشيعة الى اختيار مصطفى الكاظمي رئيسا للحكومة حماية لمصالحهم الخاصة وحماية انفسهم

لهذا على السيد مصطفى الكاظمي ان يتحلى بالشجاعة والحكمة والرؤية الواضحة ويتخلى عن إغراءات الكرسي ومكاسبه وامتيازاته وينطلق من مصلحة العراق والعراقيين ويحقق وعده

للشعب ان يكون خادما للشعب وخادم الشعب يا سيد مصطفى ان يأكل يلبس يسكن أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الشعب وهذه صفة كل كابينته الحكومية وكل من رشحك واختارك ويصوت لك

كما يجب عليك ياسيد مصطفى ان تضع برنامج واضح وخطة عمل مبين فيه ما تقوم به خلال شهر خلال شهرين خلال سنة

كما يجب عليك ان تصدر عقوبات رادعة ضد الفاسدين والسارقين والمهملين والمقصرين أخفها الإعدام ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة

كما يجب عليك ان تأخذ تعهد خطي من كل من رشحك ان يكونوا معك ولن يتخلوا عنك في كل حركة وفي كل خطوة لأنهم يتحملون مسئولية ما يحدث فيها من فساد وسوء استخدام

ففي العراق مشاكل وفساد وإرهاب إضافة الى وباء كورونا لا يمكن حلها ومعالجتها بسهولة وانما يتطلب مسئولين موظفين تخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية تماما تخلوا عن عوائلهم وتوجهوا لخدمة الشعب لتحقيق مصلحة

الشعب لبناء الوطن يتطلب مسئولين يعملون في اليوم 48 ساعة في اليوم وليس 24 ساعة وهذا يفرض على كل مسئولي الدولة من رئيس الجمهورية الى البواب

والا يا سيد مصطفى سيكون مصيرك كمصير عادل عبد المهدي والضحية الشعب العراقي المسكين

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here