ذي قار / حسين العامل
أعلنت قيادة شرطة ذي قار يوم السبت ( 11 نيسان 2020 ) عن تبني عدد من المبادرات المجتمعية لردم الهوة وتجسير العلاقة بين الشرطة والمجتمع ، وفيما أكدت اتساع الهوة بعد التظاهرات وتطبيق حظر التجوال ، أشارت الى قيام دوريات الشرطة بتنظيم مواكب زفات لخمسة عرسان من الشباب في ظل حظر التجوال وتوزيع سلال غذائية والقيام بحملات تعفير للوقاية من الكورونا .
وقال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العقيد فؤاد كريم لـ(المدى) إن ” قيادة شرطة ذي قار تتلقى بين آونة وأخرى مناشدات من المواطنين عبر الموقع الرسمي للقيادة يطلبون فيها مساعدتهم بتنظيم زفة عرس في ظل حظر التجوال” وأضاف أن ” قائد الشرطة وجه جميع دوريات الشرطة بتقديم التسهيلات للشباب ومشاركتهم أفراحهم وقد تمكنا من تنظيم خمسة مواكب أعراس ( زفة ) خلال الأسبوعين “.
وأشار كريم الى أن ” مبادرات قيادة الشرطة في مجال التكافل الاجتماعي وتجسير العلاقة مع المجتمع متواصلة من خلال توزيع السلال الغذائية ومساعدة الشباب وتسهيل أمور زفافهم ناهيك عن حملات التعفير والتعقيم للوقاية من انتشار وباء الكورونا “، منوها الى ان توجيهات وزارة الداخلية وقيادة الشرطة في مجال التكافل الاجتماعي والرعاية الانسانية تتماشى مع التوجيهات الاخيرة للمرجعية الدينية الرشيدة “.
وعن مساعي الاجهزة الامنية لردم الهوة بين الشرطة والمجتمع والناجمة عن استخدام العنف المفرط في مواجهة المتظاهرين قال مدير قسم اعلام قيادة شرطة ذي قار إن ” أحداث الأشهر الماضية تسببت بفجوة واضحة بين المواطن والأجهزة الأمنية نتيجة التداعيات الأمنية التي رافقت التظاهرات وكذلك عقب فرض حظر التجوال “، مبيناً أن ” هذه الأحداث ما رافقها من عدم تفهم لواجبات الأجهزة الأمنية أدى الى نوع من التوتر والتشنج في العلاقة بين القوات الأمنية والمواطن “.
وأوضح كريم أن ” المواطن في الأشهر الماضية فقد الثقة بالأجهزة الامنية نتيجة الاعتقاد بأن القوات الأمنية تتبع للحكومة في حين الأجهزة والقوات الأمنية هي جزء من مؤسسات الدولة ودورها مشابه لدور أية دائرة خدمية تقوم بتقديم خدماتها للمواطنين “، لافتاً الى أن ” القوات الامنية لا ينبغي أن تحسب على أي طرف من أطراف الحكومة كونها مؤسسات دولة ولاؤها للوطن وإن مهمتها الاساسية هي حماية أمن المواطن “.
وأردف مدير قسم إعلام قيادة شرطة أن ” حصول بعض الأمور غير الموفقة أثناء تنفيذ الواجبات الامنية هو أمر وارد في عمل جميع المؤسسات التي تتعامل بصورة مباشرة وواسعة مع المواطنين وهذا لا ينبغي أن يفسد العلاقة بين القوات الأمنية والمجتمع”، مشيراً الى أن ” المبادرات التي تبنتها قيادة الشرطة مؤخراً والمتمثلة بتوزيع السلال الغذائية وحملات التعفير والتعقيم للوقاية من وباء الكورونا والتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمشاركة بالفعاليات المجتمعية تصب جميعها في ردم الفجوة وتجسير العلاقة المجتمعية “.
وكشف مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار عن مبادرات مجتمعية أخرى توثق العلاقة بين عناصر الشرطة والمجتمع “، منوهاً الى ” وجود الكثير من الأفكار في هذا المجال وإنها ستتجسد قريباً على أرض الواقع”.
وكان متظاهرو محافظة ذي قار حمّلوا يوم الاثنين ( 6 نيسان 2020 ) قائد شرطة المحافظة مسؤولية اغتيال الناشطة النسوية أنوار جاسم مهوس وأعمال العنف الأخرى التي تستهدف المتظاهرين ، وفيما أكدوا مواصلة تظاهراتهم بصورة أقوى بعد الخلاص من وباء الكورونا ، شدّدوا على التزامهم بحظر التجوال تفادياً لمخاطر انتشار والوباء .
وكان المحتجون في محافظة ذي قار، قد ندّدوا باستمرار عمليات الاغتيال للناشطين في تظاهرات ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، مطالبين بإيقاف مسلسل الاغتيالات ومحملين الأجهزة الأمنية مسؤولية تلك الحوادث، خاصة بعد اغتيال الناشطة أنوار جاسم مهوس وإصابة ولدها بجروح على يد مجموعة مسلحة .
وباستشهاد الناشطة أنوار جاسم مهوس ترتفع حصيلة ضحايا التظاهرات في محافظة ذي قار الى نحو 120 شهيداً منذ الأول من تشرين الأول 2019 لغاية 5 نيسان 2020 .
وكان ناشطون في محافظة ذي قار قد اعلنوا يوم السبت ( 4 نيسان 2020 )عودة الهدوء الحذر الى وسط مدينة الناصرية بعد ليلة دامية من المواجهات بين القوات الامنية والمحتجين على تجاهل مطالب أصحاب الدخل اليومي المتضررين من فرض حظر التجوال الذي أعلنته خلية الأزمة لتفادي مخاطر انتشار وباء كورونا، وفيما أكدت دائرة صحة ذي قار استشهاد شخصين أحدهما من المتظاهرين وآخر من القوات الأمنية وإصابة 13 جريحاً، أعلن غالبية المتظاهرين في ساحة الحبوبي عن تحفظهم على التصعيد ودعوات كسر حظر التجوال في الظروف الراهنة.
وكشف ناشطون ومواطنون في محافظة ذي قار يوم الاربعاء (الأول من نيسان 2020) عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأسر الفقيرة ومحدودة الدخل في ظل حظر التجوال الذي فرضته الحكومة العراقية لتفادي مخاطر انتشار وباء الكورونا، وفيما بينوا أن قرار حظر التجوال بات يفرض حصاراً اقتصادياً قاسياً على الشرائح المذكورة ويدفع بالكثير منها الى طلب المعونة والأغذية من الجيران، دعوا الى توزيع منحة مالية طارئة وحصص تموينية اضافية لكل أسرة عراقية لا تتقاضى راتباً من الدولة.
وكانت دائرة صحة ذي قار أعلنت يوم الاثنين (9 آذار 2020) عن اتخاذ جملة من الاجراءات الوقائية لمنع انتشار مرض كورونا، وذلك بعد تسجيل أول حالة إصابة بالمرض لرجل ستيني عائد من إيران قبل 20 يوماً، وفيما أكدت تخصيص ثلاثة مواقع للحجر والعزل الصحي، قررت منع دخول الأجانب الى المحافظة المذكورة.
وكشفت دائرة صحة ذي قار يوم الثلاثاء (31 آذار 2020) أن مستوى الالتزام بحظر التجوال المفروض لتفادي انتشار الإصابة بمرض الكورونا يشكل 80 بالمئة في المحافظة المذكورة التي تصنف ضمن المحافظات العراقية الأقل إصابات بالكورونا”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط