الدراجات الهوائية تعود إلى الشوارع في زمن الكورونا

أكثم سيف الدين

أقبل العراقيون بنحو واسع على الدراجات الهوائية واعتمادها وسيلةً للتنقل خلال الأسابيع الماضية، التي فُرضت فيها إجراءات حظر التجول، ومُنع التنقل بالسيارات والحافلات ووسائل النقل العام بين المدن والأحياء السكنية، ضمن خطة محاصرة انتشار وباء كورونا.

وبات الإقبال على شراء الدراجات أو إصلاح القديمة والمُهملة بغية استخدامها، ظاهرة في أغلب مدن العراق، شملت حتى كبار السن، وقد اعتبرها البعض رياضة، وعدها آخرون حلاً اقتصادياً سهلاً للتنقل وجلب الحاجات الضرورية للمنزل.

ويقول أبو علاء، وهو في عقده الخامس، إن الدراجة أعادته عشرين عاماً أو أكثر إلى الوراء، ويشعر بأنها تجربة مهمة وينصح الآخرين بها. ويضيف “الأسواق التي أتبضع منها بعيدة عن المنزل، وأشعر بالإرهاق عند حمل الأكياس والعودة إلى البيت سيراً على القدمين”، مبيناً: “فكرت في اقتناء دراجة هوائية، وبدأت أتنقل بها بشكل مستمر للتبضع وقضاء حاجات البيت”.

ويتابع أبو علاء: “لاحظت خلال الأيام الأخيرة أن أغلب العوائل اشترت دراجات، ومعظم المتبضعين من الأسواق يتنقلون بها ويحملون مشترياتهم عليها”، مؤكداً أنها “كانت خطوة جيدة سهلت علينا التبضع، وأكسبتنا حركة خلال فترة حظر التجول الذي يصيب الجسد بالخمول أحياناً”.

تجربة الاعتماد على الدراجات الهوائية لم تنحصر بين المتبضعين فقط، بل اعتمدها حتى موظفو وزارة الصحة والدوائر الخدمية التي لم تشمل قرار الحظر.

ويقول سلام العزي وهو موظف في أحد مستشفيات بغداد، ويبعد عن منزله نحو 8 كيلومترات، إن “الدراجة الهوائية أنقذتني من معاناة التنقل من البيت إلى المستشفى والعكس”، مبيناً “أنا لا أملك سيارة خاصة، وكنت أعتمد خلال الدوام على التنقل عبر الباصات، لكن حظر التجول منع خروجها، ما عطّل من وصولي إلى الدوام بشكل اعتيادي”.

وأكد أنه “مع تلك المعاناة وجدنا نحن مجموعة من الموظفين، أن الدراجة الهوائية أفضل حل لنا”، مبيناً أنه “بالفعل، كانت وسيلة نقل ممتازة، إذ أسهمت بالتخفيف عنا وقطع المسافات الطويلة بسهولة”. وأضاف أن “التجربة اتسعت كثيراً داخل مؤسسات وزارة الصحة، وحتى بالدوائر الخدمية، وأن أغلب الموظفين اليوم اعتمدوها في النقل”. ويؤكد أصحاب محال لبيع الدراجات الهوائية أنّ أغلب الدراجات نفدت من السوق، بعد مرور نحو 10 أيام من حظر التجول.

ويقول جاسم العامري، وهو أحد تجار الدراجات الهوائية، إنّ “الطلب على الدراجات كان مقتصراً على الأطفال والشباب والصغار فقط، مبيناً أن “الحال اختلف اليوم، وأصبح الطلب من قبل الكبار والموظفين عليها، لذا استهلكنا أغلب البضاعة التي لدينا من الأحجام الكبيرة للدراجات، وبقيت الأحجام الصغيرة”.

ويشير إلى أن “تجارة الدراجات أصبحت رائجة كثيراً مع كورونا”.

أطباء ومختصون دعوا، من جهتهم، إلى استمرار اعتماد التنقل على الدراجات، لما له من تأثيرات إيجابية بصحة الإنسان، وخاصة الكبار في السن.

الدكتور خالد الهاشمي، “أنصح الجميع باعتماد الدراجات يومياً، وحتى بالوصول إلى الدوائر وأماكن العمل. استخدام الدراجة سيكون له تأثير واضح بلياقة الإنسان وصحته وتنشيط دورته الدموية، وتخفيف نسبة الكولسترول بالدم، وغيرها من الفوائد الصحية الأخرى”.

ويؤكد “أهمية ألّا ينحصر استخدامها خلال فترة الحظر فقط، بل يستمر في كل الأوقات، حفاظاً على الصحة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here