(( ألخير كُله في العزله ))

العُزله : اسم ، الجمع ، عُزلات ، والعُزله ، الانعزال والابتعاد عن ألاخرين وهي وحدة الانقطاع عن العالم ، وقد فُرضت علينا العُزله بقرار ألهي من السماء بعد أن تغيرت الحياة في هذا الكون بشكل مريب ، وعزل الشيء عن غيره فصله عن أتحاده مع ألاخر ، فأنعزلت القارات عن بعضها والبلدان والعوائل والأحباب والاصدقاء وكل شيء أصبح في فترة وجيزه منقطع عن المحيط الذي يعيش فيه ، والعزله أنواع ، مثل : عزل الشخص عن منصبه ، وعزل المريض عن الاصحاء ، وأعتزال بعض الطرق الاسلاميه عن الناس حتى أطلق عليهم المعتزلة ، وأعتقد ان الاعتزال فيه الخير والسلامه من شرور الناس خاصة في هذا الزمان الذي تكون فيه العُزله خير وبركه ، وترك الناس السيئين الذين ينعقون مع كل ناعق وتركهم نعمه ورحمه ورزق ، غالباً مايكون مثل هؤلاء الناس من الاشرار الذين يرتدون ثوب الحسد والحقد والكراهيه وغالباً مايُخفون حسناتك ويظهرون سيئاتك التي يلفقونها عنك ، ولسوء خُلقهم تراهم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة بين الناس ، لذلك علينا أن نفوض آمرنا لله ونؤمن به أيماناً مطلقاً لأنه هو الذي ينجينا من شرور هؤلاء الناس ، فعلينا أن نصبر على هؤلاء ونتركهم لأن الله أمرَ رسولنا الكريم بذلك ( وأصبر على مايقولون وأهجرهم هجراً جميلا ) ورسولنا الكريم يقول ( مَن آذى مؤمناً لم يدخل حضرة القدس ) وأنا هنا أعتقد أن النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم قد خص علي أبن ابي طالب في هذا الحديث لانه هو رأس الإيمان بل هو الإيمان كله ولمعرفة الرسول الكريم بما سيحل بعلي من مصائب بعد رحيله قال هذا الحديث ، ويقول النبي في حديث أخر ( أعرفكم بالله سلمان ) وكان سلمان أعرف الناس بعلي أبن ابي طالب فمن كانت معرفته ( بعلي ) أكثر كان لله أعرف وأليه أقرب ، فليس الإيمان إلا معرفة علي وحبه والتمسك به وبأهل بيته وبولايته ، لأن من عرف علياً عرف الله ، اللهم أنت قررت أن تعزلنا عن الناس كي نتدبر مافي كتابك العظيم ونتمسك بعروتك الوثقى الذين جعلتهم القدوه الحسنه لنا وأمرتنا بالسير على نهجهم ، فتعالوا كي نطبق ونلتزم بالعزله كي نتدبر ونتفكر ماحَل بِنَا لأن الله هو الذي قرر أن نعتزل ….

جابر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here