يتوقع مراقبون ازدياد الهجمات المسلحة في كركوك خلال الأيام المقبلة، إذا لم تُسرع الحكومة باتخاذ إجراءات تتناسب مع الوضع الخطير في المدينة ذات التعدد القومي.
وكشفت الهجمات الأخيرة التي جرت في المحافظة، عن وجود ثغرات في بعض المناطق، ونقص في عدد القوات العسكرية، فضلاً عن استمرار تحصن مسلحين في مناطق لم تطهر منذ 3 سنوات.
أمس، أكدت قيادة العمليات المشتركة، إنها تبحث عن مسلحين أطلقوا الرصاص على موكب تابع لمسؤول في غرب كركوك، في هجوم هو الرابع من نوعه في غضون أسبوع.
وقال بيان للقيادة إن “القوات الأمنية في محافظة كركوك تجري عملية تفتيش بحثاً عن عناصر إرهابية أطلقت النار على رتل تابع لمديرية نفط الشمال في وادي زغيتون، مما أدى الى إصابة ضابط ومنتسبين اثنين”.
واعترفت وزارة الدفاع، بتصاعد نشاط داعش في الأيام القليلة الماضية، فيما طلبت بتكثيف الجهد الاستخباراتي واستخدام القوة الجوية لمتابعة تحرك المسلحين.
وقالت خلية الإعلام الأمني يوم الأحد الماضي، إن منتسباً أمنياً قُتل “بعد إطلاق نار من سلاح قناص لعصابات داعش الإرهابية على أحدى النقاط التابعة للفوج الأول باللواء الثاني عشر في الفرقة الثالثة بالشرطة الاتحادية، في منطقه منصورية الجبل بقضاء الحويجة في محافظة كركوك”.
بالمقابل قال وزير الدفاع نجاح الشمري خلال تفقده المديرية العامة للاستخبارات والأمن ومديرية الاستخبارات العسكرية قبل أيام، إن “هناك زيادة في العمليات الإرهابية مؤخراً وعمليات التسلل وهناك ضرورة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك”.
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو نصف مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، لكن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.
ثغرات أمنية
وقال مصدر أمني في كركوك لـ(المدى) إن “هناك مساحات واسعة في جنوب وغرب كركوك فيها ثغرات أمنية”.
واعتقلت القوات الأمنية في شباط الماضي، في زغيتون – الذي هوجم فيها أمس، مسؤول في النفط – 7 مسلحين مقربين من الزعيم السابق للتنظيم أبو بكر البغدادي، بحسب بيان عسكري.
وأضاف المصدر العسكري الذي طلب عدم نشر اسمه: “القوات الأمنية مشغولة بفرض حظر التجوال، كما أن تراجع عمل التحالف الدولي أثّر على متابعة حركات داعش”.
يوم الاثنين الماضي، اشتبكت القوات الأمنية مع عناصر من تنظيم داعش جنوبي محافظة كركوك، بعد هجوم شنه التنظيم على قرية “غيدة” في قضاء داقوق. وبحسب بعض المصادر، إن الهجوم أسفر عن خطف عدد من المنتسبين التابعين للشرطة الاتحادية ومقتل ضابط، وهو أمر نفته قيادة العمليات المشتركة.
تحذيرات من تصاعد الهجمات
من جهته حذّر جمال شكور، النائب عن كركوك في اتصال مع (المدى) أمس من “ارتفاع عدد الهجمات في المدنية إذا لم يتم معالجة الخروق الأمنية بشكل سريع”.
وأعلن تنظيم داعش، مسؤوليته عن تفجير آلية للشرطة الاتحادية في كركوك السبت الماضي.
ونقلت حسابات مقربة من التنظيم عن ما تسمى “ولاية العراق – كركوك” تبنيها استهداف آلية للشرطة الاتحادية بالقرب من الجسر الرابع في مدينة كركوك بعبوة لاصقة.
وأضافت أن العملية أسفرت عن تدمير الآلية وإصابة ضابط ومقتل أحد مرافقيه. والسبت الماضي، أصيب ضابط في الجيش برتبة عقيد يعمل في قسم شؤون السيطرات والطرق الخارجية بجروح جراء انفجار عبوة لاصقة قرب الجسر الرابع وسط مدينة كركوك.
ودشّن تنظيم داعش، بحسب مصادر، أسلوباً جديداً في مناطق شمال بغداد، لشن هجمات على القوات الأمنية، يتمثل بالمراقبة الطويلة للثكنات العسكرية، وانتظار لحظة “التراخي”.
ويقول شكور إن “بعض المناطق خاصة في داقوق والدبس، جنوب كركوك، والحويجة، الرياض، الرشاد، غربي المدينة، لم تُطهر بشكل دقيق من تنظيم داعش”.
وتحول قضاء الحويجة، بعد تحرير الموصل في تموز 2017، الى عاصمة الخلافة الإسلامية المزعومة.
وفي ذروة عمليات التحرير كان هناك 3 آلاف مسلح في القضاء، بحسب مسؤولين، قتل منهم ألفا عنصر على أعلى تقدير. ويؤكد جمال شكور، النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، أن نواب المحافظة أرسلوا عدة تحذيرات الى الحكومة ولجنة الأمن في البرلمان عن خطورة الأوضاع في كركوك “ولكن لم يستمع أحد”.
وأضاف النائب: “نحتاج الى قوات إضافية والى التنسيق مع قوات البيشمركة والأسايش لتعزيز الأمن في كركوك”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط