من هو رجل الدولة العميقة في العراق؟

احمد صادق.

رئيس مجلس الوزراء لولايتين بين عامي 2006 و 2014، ونائب رئيس الجمهورية من 9 أيلول 2014 إلى 11 آب 2015. معروف بمهارته في الخطابة السياسية بفضل قدرته على استحضار أفكاره وطرحها بلغة سليمة، بلا تعثر ولا تردد ولا تلعثم في المؤتمرات الصحفية وفي المقابلات الفضائية، ومعروف بقدرته على إيراد الحجة وإلقاءها على الخصوم، ومعروف في تقريبه واحتضانه وتبنيه مجموعة من القادة المدنيين والعسكريين البعثيين من رموز النظام السابق بحجة توبتهم وإعلان براءتهم من حزب البعث وبثهم في الجيش وفي مكتبه. والعراقيون يعرفون ماذا فعل هؤلاء بعد استلامهم لمناصب مدنية وعسكرية مهمة في حكومته وما حدث في هزيمة الجيش العراقي أمام 300 أو 400 من إرهابي داعش قدموا من سوريا ودخلوا مدينة (الموصل) واحتلوها وفيما بعد احتلوا مدنا عراقية في غرب ووسط العراق في حزيران من عام 2014 وكادوا أن يصلوا إلى بغداد. بعدها فشل الرجل في الحصول على ولاية ثالثة بسبب تزايد الضغوط عليه من خصومه في الداخل والخارج وتحميله تبعات فشله في إدارة الحكومة في ولايتين متتاليتين. أنسحب الرجل من المشهد السياسي واعتزل وانكفأ واعتكف، هكذا رأى أو اعتقد أو خُيِّلَ للبعض من المتابعين السياسيين، ولكن الرجل، في حقيقة الأمر، لم يعتزل ولم ينكفأ ولم يعتكف، وبدا بعد فترة من الوقت أنه بدأ من جديد ومن خلف الستار يمسك بخيوط العملية السياسية التي دافع عنها أمام خصومه، الشيعة والسنة والكورد. صحيح أنه لم يعد يظهر في الفضائيات كما كان في عهده إلا نادرا، ولم نعد نسمع له تصريحات يرد فيها على خصومه فيما يخص الشأن السياسي ومجرى الأحداث فيه إلا ما ندر من تصريحات مقتضبة غير ذات أهمية للوهلة الأولى ولكنها تحمل دلالات على أن الرجل يؤدي دورا أساسيا ورئيسيا في التأثير على وتوجيه مجرى الأحداث، وظهر هذا واضحا في تصدره لآخر اجتماع للكتل الشيعية لبحث الاتفاق على مرشح مناسب لرئاسة الوزارة، بعد فشل ترشيح محمد علاوي وعدنان الزرفي في الفوز بهذا المنصب وفوز المرشح الثالث الكاظمي بموافقة أغلبية الكتل الشيعية وفي مقدمتهم الرجل الذي نتحدث عنه هنا…… هذا الرجل يمكن ويحتمل أن يكون هو رئيس الدولة العميقة في العراق وعلى أساس هذا الإمكان والاحتمال الواردين جدا تثبت الحقيقة القديمة التي تقول أن هذا الرجل هو الواجهة السياسية الأساسية لحكومة إيران في العراق. فالرجل معروف في الأوساط السياسية العراقية وحتى العربية وربما الأجنبية أيضا، أنه (رجل إيران) في العراق فإن له في إيران مكانة وأهمية سياسية أكثر من أي سياسي، مدني او معمم، يزور إيران بين حين وحين، ويُحتفى بهذا الرجل سياسيا وإعلاميا أكثر مما يُحتفى بغيره من السياسيين العراقيين المدنيين والمعممين. معنى هذا أن الحكومة الإيرانية هي التي تدير الوضع السياسي في العراق فعلا، وهذا مُتفق عليه داخليا وخارجيا، وان رجل الدولة العميقة هذا هو من يدير ويوجه الأوضاع السياسية في العراق بالوكالة أو بالنيابة، سمها ما شئت ويؤثر فيها….

…… وفي كلام سابق قلنا أن العراق بلد يحتله بلدان: أمريكا وإيران لأنه بلد مستصغر ومستضعف وإن ولاءات حكامه متوزعة على هذا البلد وذاك في الشرق والغرب والشمال والجنوب والنادر منهم ولاءه للعراق. الآن نعرف، ربما، من هو رئيس الدولة العميقة الذي يحكم العراق المحتل بالنيابة عن إيران، ولكن نريد أن نعرف أيضا من هو رجل الدولة العميقة الثاني الذي يحكم العراق المحتل بالنيابة عن أمريكا ……

….. ربما نعرفه في كلام سيأتي!

16/4/2020 بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here