هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق …ووولكن ؟!

احمد الحاج

الدكتورة جيسيكا مير، واسمها الحقيقي ” جيسيكا مائير ” هي رائدة فضاء أمريكية والدها إسرائيلي من أصل يهودي عراقي يعمل طبيباً وأمها سويدية مسيحية ، وجهت قبل أيام رسالة لأطفال العراق من محطة الفضاء الدولية حيث تقضي هناك 7 اشهر في اول رحلة فضائية نسائية قبل عودتها الى الارض داعية اياهم لأن يجتهدوا في دراستهم لتحقيق أحلامهم “، مضيفة بالقول “سأرى أضواء بغداد الكثيفة من الفضاء، عندما أكون فوقكم بـ 350 كم وربما سأرى ابتسامة أطفال العراق اللامعة من الفضاء، وأنهم سيرون ابتسامتي لهم”.
جميل جدا ومؤثر للغاية +دموع ومخاطين = أفلام هندية ومدبلجات مكسيكية ” وماريا واليخاندرو والكوادة لوبي+ حب وغرام الكل مع الكل في فراش الكل نكاية بالكل بصرف النظر عن درجة قرابة هذا الكل من ذاك الكل ، ودك إصبعيتن وفساد وخيانات زوجية وشذوذ جنسي منقطع النظير للصبح ” المهم لايهمنا هنا ديانة والدها ولا أمها بقدر إهتمامنا بما تفضلت به رائدة الفضاء وهي عالمة أحياء وفيزيائية من – انسانيات ورومانسيات – مع سوء في التوقيتات ولا أظنه عفويا ولطالما إستفزتني التوقيتات الخاطئة حتى في المجاهرة ضد الباطل والصدع بقول الحق وإن كان مُراً ..جيسيكا قالت ما قالته ولما تجف دماء العراقيين بعد ولما تكفكف دموعهم المنهمرة على خدودهم لمرورالذكرى 17 لإحتلال العراق بعد حصار غاشم إستمر 13 عاما متتالية قتل مليون وربع المليون عراقي وعراقية معظمهم من النساء والشيوخ والاطفال، وصرحت جيسيكا تصريحها هذا تحديدا بعد مرور ستة أيام فقط على ذكرى إحتلال بغداد أميركيا في 9/ 4/ 2003 بما يسميه رعاة البقر ذكرى ” سقوط بغداد ” وبغداد وكما يعلم الجميع لن ولم تسقط ابدا !
هنا يسأل الطفل العراقي محمد (13سنة ) : شكرا جيسيكا ولكن كيف يتسنى لي ان ابتسم وقد قتلتم ابي المدني برصاص “بلاك ووتر”عندما كانت تجوب قطعانها شوارع بغداد وتطلق الرصاص عشوائيا على المارة والسائقين مزاجيا على انغام الراب والبوب والروك اند رول والهافي ميتال وتتركهم جثثا هامدة على قارعة الطرق ظلما وعدوانا بما هو موثق بالصوت والصورة ، ولعل اليوتيوب وغوغل خير معين لك في ذلك إن أحببت المتابعة وإن وددت المشاهدة على أن يحظر الاطفال والمراهقون دون 18 عاما عن الرؤية لأن ما ستشاهدينه يبعث على الرعب والغثيان لهول وبشاعة الجرائم المرتكبة بدم بارد ضد الانسانية !
– الطفل علي ( 12سنة ) يسأل : شكرا جيسيكا ولكن ماذا عن جدي وجدتي وقد ماتا من جراء نقص الادوية بسبب حصاركم الظالم وصورتهما المعلقة على جدارغرفة الاستقبال تدفعني للعنكم في كل يوم تشرق فيه شمس وينير في سمائه قمر ..لقد حرمتموني من جدي وجدتي الحبيبين ، الله يحرمكم من احبابكم كما حرمتمونا من احبابنا يا أحفاد رينكو ورامبو وجانكو !
– الطفل عمر (14سنة ) : شكرا جيسيكا ولكن ماذا عن أمي التي ترملت بعد مقتل ابي حين دهسته ارتالكم على الطريق الخارجي وماذا عني وشقيقاتي وقد يتمنا ونحن في عمر الزهور ؟ !
– الطفلة زينب (11) سنة : هاي جيسيكا نتمنى ان تري بغداد من السماء مضيئة ولكن ارجو أن تتصلي بالجهات المعنية قبل ذلك بيوم او يومين لضمان عدم انقطاع الكهرباء الوطنية وانت فوق العاصمة أو أن تتكرمي بدفع حساب مولدات الكهرباء اللاوطنية لأن معظم العراقيين لم يدفعوا حسابها بسبب البطالة الخانقة على خلفية الحظر والحجر الصحي خوفا من كورونا، ادفعي حتى تري بغداد جميلة كما هي من فوق ، وتظلي دايما فوق ..منصورة يابغداد ، لأن الـ 40 مليار دولار التي انفقت على الكهرباء لم تنجح في اعادتها الينا ولن تنجح وارجو ان تسألي البووول بريمر فهو خبير – بهاي السوالف – وبالاخص في ما يتعلق بملف الكهرباء !
– الطفلة عائشة (10 سنين ) : هاي جيسيكا نعدك بأن نهتم بدراستنا ولكن أضمني لنا اولا العودة الى مدننا ومحافظاتنا وأقضيتنا ونواحينا لأننا اليوم نعيش مع اهلنا في خيام النازحين حيث لامدارس ، لامستشفيات ،لادواء ، لاماء ، لاكهرباء ، لاغذاء ولا معين ..مع قبلاتي الحارة مشفوعة بورود الياسمين ..الصناعية طبعا لأن الحقيقية منها ضاعت وإختفت بفعل التلوث واليورانيوم المنضب والفسفور الابيض الذي القيتموه فوق رؤوسنا اطنانا منذ سنين !
– الطفلة العراقية المسيحية جانيت (13 سنة ) : مرحبا جيسيكا ، لماذا سرقتم أرضنا ،وأخرستم أجراس كنائسنا ، وصادرتم منازلنا وأملاكنا ، ألتهجيرنا عنوة الى شيكاغو وميشيغان املا بإفراغ العراق من سكانه الاصلاء ..لقد كنا نعيش هاهنا بأمان وسلام متحابين ومتآخين مع اخوتنا المسلمين قبل ظهوركم المشؤوم في أرضنا الغارقة بالحضارة والقدم ، لتستبدلوا آثارنا وحضارتنا العريقة بـ ..الدم ؟!
– الطفل الصابئي العراقي ادريس (15سنة ) : هاي جيسيكا هل تعلمين اننا كنا على قلب رجل واحد ، لقد كنا نمارس شعائرنا وطقوسنا آمنين مطمئنين قبلكم بحرية تشهد على ذلك ضفاف دجلة ولكن وبعد ان جئمتونا بقطعانكم هاجر منا من هاجر ، مات من مات ، انزوى من انزوى ، اعتكف من اعتكف ، حتى خوت ديارنا على عروشها وصارت اطلالا ينعب فيها البوم وينعق فوقها الغراب ، وأذكركم برائعة الصابئي عبد الرزاق عبد الواحد ” لا تطرُق ِالبابَ.. تَدري أنَّهُم رَحَلوا …خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ، أيُّها الرَّجل ” فهي خير دليل على ما ألم بنا أسوة بكل العراقيين على اختلاف مكوناتهم بسببكم من مصاب جلل !
الطفلة الايزيدية باري (10 سنين) : هاي جيسيكا لقد كنا قبل مجيئكم نعيش بسلام وأمان ولكن وبعد ظهوركم انقلبت حياتنا رأسا على عقب وما لحق بنا يعلمه الجميع !
– الطفل التركماني جودت (9سنين ): هاي جيسيكا ، لقد كنا اخوة متحابين في كركوك الحبيبة نحن والكرد والعرب ، كنا متآلفين نحن المسلمين والمسيحيين ، حتى جئمتونا فحاولتم تفريقنا وتمزيقنا وبث روح العداوة والبغضاء والفرقة بيننا ..الا اننا افشلنا مخططاتكم وسنظل متحابين ومتآلفين ما تعاقب ليل ونهار ..اخبري ترامب بذلك لطفا !
– اطفال المناطق الشعبية والقرى والارياف وبصوت واحد : هااااااااي جيسيكا نعدك بالدراسة والاجتهاد في طلب العلم ولكن اعيدوا الينا أولا مدارسنا الاحادية بدلا من الرباعية والثلاثية ، اعيدوا لنا مدارسنا الطابوقية بدلا من الطينية والكرفانية ، اعيدوا لنا عامنا الدراسي الذي صار في خبر كان واخواتها ,,اعيدوا لنا مستقبلنا الذي سرقتموه ..حلمنا الذي بددتموه ..وطننا الذي استدمرتموه ..شعبنا الذي مزقتموه ..تأريخنا الذي اختطفتموه !
– اطفال الوسط والجنوب :شلونج جيسيكا نعدك بالدراسة ولكن اضمنوا لنا مستقبلا زاهرا وحاضرا آمنا يجعلنا لانتسرب من المدارس بغية العمل مع ابائنا في سن الطفولة بما يعرف بعمالة الاطفال لكسب اللقمة الحلال التي لاتكاد تكفي لسد احتياجات الحياة ، عن مكبات النفايات والبحيرات والبرك الاسنة وغياب فرص العمل ونقص الخدمات وشح المياه وإنقطاع الكهرباء لاتسأليننا رجاء ..بل سلي بوش عضو جمعية “الجمجمة والعظام” الماسونية فإنه عراب الصفقة من ألفها الى يائها !
– اطفال الغربية : الله محييك جيسيكا هل مر بك وانت في المحطة الفضائية مع زميلتك رائدة الفضاء، كريستينا كوخ، فيل عراقي طائر بسرعة الضوء ؟ ان مر بكن فإحذروه فهذا الفيل الطائر هو خلاصة اكاذيب الساسة التي تتضخم يوما بعد آخر حتى قيل في احدهم ” فلان يطير فيالة ” وسماؤنا اليوم جلها فيالة ، ونصيحة اخوية اياكن ان يصطدم بكن هذا الفيل الطائر لأنه سيهوي بمحطتكن الفضائية الى اقرب حقل عراقي للالغام حيث يوجد 25 مليون لغم لم ترفع من ارضنا كلها بل واضيف اليها من جديد الالغام والمقذوفات الحربية منذ 17 عاما ما يكفي لمحو بلد كامل من الخارطة الجغرافية !
مس جيسيكا ربما تكونين فعلا إنسانة طيبة وعلى نياتك ولاشأن لك بما جرى للعراق على يد أسيادك ، وربما تعبرين واقعا وبصدق عن نبل مشاعرك ورقيق أحساسك تجاه بلد عاش فيه من قبل أجدادك ، بعيدا عن مشاعر وأحاسيس حكوماتك ، أقول جيسيكا اذا ما مررت بسماء بغداد يوما ( وارجو أن تكون مهمتك تلك علمية – فضائية بحتة وليست حربية ولا استخبارية ) فأخبري رؤساء قومك وكلهم كمزرعة البصل ، رؤوس ، فورا بأن لايشعلوا في بغداد بعد اليوم حطبا ، ولا ان يصبوا فوق النيران زيتا ، وان لا يزيدوا الاحقاد حقدا ، ولا الفقراء فقرا ، ولا الثكالى حزنا ، ولا اليتامى ألما ، ولا النازحين كربا ، ولا كبار السن مرضا ، ولا الآمنين خوفا وتذكري ماقيل في بغداد قبل ان تر النور اميركا ومن عليها وقبل ان تبيدوا الهنود الحمر عن بكرة ابيهم طمعا بالذهب والفراء ، وما أكثرها من شهادات واقوال واشعار بحق بغداد التي حكمت العالم يوما حتى اسوار الصين ، ففيها قال الامام الشافعي ( ما دخلت بلدا الاّ عددته سـفرا ، الاّ بغداد فأني متى دخلتها عددتها وطنا) وفيها قال علي الجارم ( بغداد يا بلد الرشيد ومنارة المجد التليد….يا بسـمة لما تزل زهراء في دنيا الوجود) وفيها قال ابوبكر الخطيب ( دخلنا كارهين لها فلما الفناها خرجنا منها مكرهين) ولله درك ياشوقي وانت القائل في بغداد :
دع عنكَ روما وأثينا وماحوتا …كل اليواقيت في بغداد والتؤمِ

اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here