رئيس الجمهورية: لا يمكن إجراء إصلاحات اقتصادية قبل معالجة مشكلة الفساد

ترجمة / حامد احمد

في مقابلة معه عبر دائرة تلفزيونية مع معهد آسيا بولسي للسياسة في واشنطن (ASPI) حذر رئيس الجمهورية برهم صالح من ان العراق يواجه مرحلة شاملة من التحديات تتراوح ما بين هبوط اسعار النفط الى تفشي وباء كورونا، في وقت يحاول فيه جاهدا تشكيل حكومة وذلك وسط اجواء من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وايران.

واعرب صالح عن أمله بتمكن رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، من تشكيل حكومة فاعلة بعد تنحي مرشحين اثنين قبله بسبب الاحتجاجات الشعبية وعدم اتفاق الكتل السياسية عليهما .

وقال صالح خلال المقابلة “نواجه ازمة اقتصادية حادة جدا مع انهيار اسعار النفط، وفي دول منتجة للنفط مثل العراق يكون الاعتماد على النفط اعتمادا كبيرا ولكن قدرة الدولة على العطاء هي محدودة ايضا خصوصا في سياق تراجع واردات النفط .”

وتشكل عوائد النفط نسبة تفوق الـ90% من ميزانية الحكومة المقدرة بحدود 100 مليار دولار. الميزانية الحالية استندت على توقع ان يبقى سعر النفط في السوق العالمية يتراوح عند 56 دولارا أو اكثر للبرميل على امتداد عام 2020 . ومع هبوط اسعار النفط العالمية بمعدلات قياسية تراجعت عوائد الحكومة المتوقعة الى النصف خلال الشهر الماضي، في وقت تواجه فيه البلاد تحديا في تعاملها مع وباء كورونا .

واشار صالح في مجمل حديثه الى موضوع الفساد المستشري، مؤكدا بان هناك حاجة لاصلاحات اقتصادية ضرورية في العراق ولا يمكن تحقيق ذلك ما لم تتم معالجة مشكلة الفساد.

وقال رئيس الجمهورية: “بدون محاربة الفساد لن تستطيع ان تغير من صراع الاقتصاد السياسي في مجتمعنا. الاقتصاد السياسي الحالي في العراق يسمح للمتطرفين، بضمنهم الارهابيين ان يزدهروا من جديد بعد هزيمتهم، فقط لان هذا التطرف يعتاش على حالة غياب فرص عمل بالنسبة للشباب واليأس لديهم وشعورهم بالغبن .”

من جانب آخر فان التوترات بين الولايات المتحدة وايران، اللذان لديهما نفوذ داخل العراق، هي امور غير مساعدة ايضا حيث شهدت الساحة العراقية بعد مقتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني بطائرة مسيرة اميركية قرب مطار بغداد هجمات بصواريخ ايرانية على قاعدة تضم قوات اميركية ورد اميركي على قواعد لفصائل مسلحة في البلد، وما تزال الاوضاع متوترة بين البلدين مع مطالبة البرلمان العراقي بانسحاب القوات الاجنبية من البلد . وكانت القوات الاميركية قد انسحبت مؤخرا من عدة قواعد عسكرية حول البلاد، بضمنها قواعد تعرضت لهجمات من قبل مجاميع مسلحة خلال الاشهر الاخيرة .

وخلال ملاحظاته حول هذا الموضوع، قال صالح ان “القادة العراقيين يحاولون جهد امكانهم التوافق والتوازن في علاقتهم مع كل من طهران وواشنطن .

وقال صالح “ايران جار مهم للعراق، لدينا حدود مشتركة معهم بطول 1,400 كم، وببساطة لا يمكننا تجاهل ايران”.

واضاف قائلا “اتمنا ان تتفق جميع الدول المجاورة، بضمنهم ايران على موضوع مشترك وهو دعمهم لدولة عراقية ذات سيادة، تمثل طموحات ورغبات الشعب العراقي بشكل حقيقي، لانه بنهاية المطاف هو المشروع الوحيد القابل للتحقيق”.

وقال ان نفس الرسالة تنطبق ايضا بالنسبة للعلاقات الاميركية العراقية، مؤكدا بانه “يتوجب على العراقيين ان يقرروا مصيرهم بانفسهم. لا بتدخل او املاء على العراق، هذا الامر لن ينجح. كثير حالوا ذلك ولم يؤد سوى لاضعاف العراق وزعزعة استقراره .”

وتخطط ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب “لحوار ستراتيجي” اميركي – عراقي في حزيران ستتناول فيه قضية تواجد القوات في البلاد .

وقال صالح “هناك قرار صادر عن البرلمان العراقي يخص انسحاب القوات الاميركية والقوات الاجنبية، نحتاج ان نجلس سوية ونتناقش بصراحة واضحة وبشكل مباشر عن طبيعة المهمة والطريقة التي تعمل بموجبها هذه القوات في العراق .”

معالجة هذه القضية هي من بين التحديات الصعبة التي تواجه رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي في حال قبلت حكومته في البرلمان، وهو رجل على اطلاع بالتجاذبات السياسية التي تحيط بالتوترات الاميركية – الايرانية في بغداد كونه شغل منصب رئيس جهاز المخابرات .

واعرب صالح عن تفاؤل بقوله ان “الكاظمي جاء ومعه كثير من الدعم السياسي من داخل العراق من ضمن الكتل الشيعية وكذلك الكتل السنية والكردية، ولدى الشعب آمال عالية في انه سيتمكن من تشكيل حكومته قريبا .” وقال صالح ان العراق تجاوز كثيرا من الازمات عبر السنوات القليلة الماضية، ولكن ما نعايشه الان استطيع ان اصفها بانها اعنف ازمة نمر بها .واضاف بقوله “تصور نحن في قلب العالم الاسلامي وفي قلب منطقة الشرق الاوسط، نعايش ازمة اقتصادية بسبب هبوط اسعار النفط، والان وباء كورونا، وتسارع الاحداث بين الولايات المتحدة وايران وكذلك العالم العربي. كل هذه الامور تحصل في وقت واحد.”

عن: واشنطن تايمز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here