رمضان شهر الاقتراب الى الله سبحانه

كم نحتاج الى فعل الخير طوال العام الكامل اما ونحن نقترب من شهر البركة والرحمة شهر رمضان المبارك فعلينا مضاعفة الرحمة والخير والتقارب بالعطاءات النبيلة وفرصة للإنسان كي يلجأ إالى الله سبحانه وتعالى ويعاود بناء ذاته وشخصيته الإيمانية الإنسانية التي سوف تحمل معها الزاد إلى السفر الطويل بعد الرحيل من الدنيا الفانية ، فالنفس البشرية عليها ان تسعى دائماً نحو الرضا والإطمئنان والسكينة حتى تشعر بالراحة والإستقرار، والإنسان بطبيعته كذلك يميل إلى حب الشهوات. وفي كثير من الأحيان تسيطر الشهوة عليه إن لم يمنعها أو يقيم حاجزاً أمامها حتى لا تتعدّى حدودها المشروعة. من هنا، نعلم أنه لا بدَّ من إعطاء هذه النفس فرصاً ‏عدة لكي تساعد صاحبها في تخطّي مراحل الخطر الدنيوي، وحتى تكون هذه الحياة محطة جميلة نكون قد قطعنا بها فاصلة من الحياة وبعدها السفر إلى عالم الإستقرار فنأخذ ما إكتسبناه وحصّلناه من الخير في عالم الدنيا. وفعل الخير مقصداً إنسانياً هاماً أعلت من شأنه القيم السامية بدافع الانسانية ، قول الله -تعالى- في مُحكم التنزيل: (وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ) التوبة 105
والديانات السماوية كذلك تشجع هذه الاعمال ، والإنسان الخير لا يوصف فقط بالغني قد يكون هناك من يشارك المعوز بما يملك حتى لو كانت قطعة من رغيف الخبز حين يصنع او يعمل بالخير وفاعل الخير الحقيقي لا يحتاج الى افشاء ذلك وقال رسولنا الكريم سلام الله علية واله ( أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ )
وهي صفة حميدة من الخلق الرشيدة وخوفاً بعدم الافراط بعزة وكرامة المحتاج اولا يتحول الى رياء… قال الله -تعالى-: (أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )ال عمران 126
وقد يراه الشرير الذى لا يقدر على صناعة الخير فتولد فى نفس الشرير حفيظة وحقد وغضب على فاعل الخير . قال سبحانه وتعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:

وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا)، في شهر رمضان كما تعودنا ينشط التكافل الإجتماعي بين طبقات المجتمع وأن نسأل عن بعضنا البعض فيسأل الغني عن الفقير يقول النبي(ص): “مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ”، فإن عمل الخير لا يكون بالكثرة إنما بصدق النية والهدف السامي من ذلك العمل.

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here