مقاربة ثقافية لمواجهة الوباء في رمضان ؟

مراد سامي

رمضان والكورونا كالزّيت والماء، لا يجتمعان ولا يختلطان. النّاس يحبّون الاجتماعيّات في رمضان والكورونا تمنعهم من ذلك ولا تُبقي لهم سوى اجتماع العائلة الواحدة على مائدة الإفطار، مع أخذ الحيطة طبعا وعدم تشارك الأواني.

لن يكون من السّهل قطعا الالتزام التام بمبدأ التباعد الاجتماعي خلال شهر رمضان. من جهتها ستسعى الحكومات لفرض النظام وتضييق المنافذ المحتملة لانتشار الفيروس، إذ فرض أغلبها حظر تجوّل كلّي أو جزئي، كما لم تسمح بإعادة فتح المساجد خلال هذا الشهر مع بعض الاستثناءات القليلة.

لكنّ المقاربة الأمنيّة وحدها غير كافية، سيكون من الجيّد منح النّاس أسبابا مقنعة للبقاء في منازلهم، وهنا تحديدا يأتي دور المقاربة الثقافية في التعامل مع الوضع الوبائي.

في رمضان بالذات، تُعرض عشرات البرامج التلفزيّة قُبيل الإفطار وبعده، هذه البرامج من وسعها إعطاء الناس سببا وجيها للبقاء في منازلهم عوض الخروج في نزهة قصيرة أو زيارة أحدهم.

إلا أنّ كثيرا من الحكومات العربية قد حالت دون إتمام إنتاج جزء كبير من هذه البرامج مخافة انتشار العدوى أثناء التصوير، لكن بعض الدول الأخرى صرّحت بمواصلة التصوير. في تونس مثلا، أعطت الحكومة الجديدة ترخيصا لشركات الإنتاج بمواصلة عملهم، وحين سُأل رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ أجاب أنّ الحكومة ارتأت ذلك بهدف دفع الناس للبقاء في بيوتهم.

تتنوّع سُبل مواجهة جائحة الكورونا لكنّ الهدف واحد: الحفاظ على حياة النّاس واستئناف النشاط الطبيعي للشعوب في أقرب وقت. سيناريو كهذا لن يكون ممكنا في وقت قريب إلا بالالتزام التامّ بإجراءات الحجر الصحّي، وإلا سنصل للحظة يندم فيها كلّ إنسان سوّلت له نفسه الاستهانة بالوباء واللعب مع الموت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here