موقع بريطاني: انتقال الشبك للعيش في مناطق سهل نينوى يثير مخاوف من تغيير ديموغرافي

ترجمة / حامد احمد

خلال السنوات الاخيرة شهدت بعض مناطق سهل نينوى المسيحية، مثل برطلة وبلدة قرة قوش القريبة منها، التي يقطنها مسيحيون من السريان الكاثوليك والارثذوكس، تزايدا بأعداد اهالي الشبك من المسلمين الشيعة الذين تركوا قراهم وجاءوا ليسكنوا المدينة مما اثار ذلك بعض التوترات وشعور بالإحباط لدى مسيحيي المنطقة .

جون هدايا، رئيس حركة تجمع السريان، قال لموقع مدل ايست آي البريطاني: “المشكلة هي ان ابناء السنة لهم الخليج والشيعة لهم ايران، اما نحن المسيحيين فليس لدينا أحد يدعمنا .”

تواجد ابناء اهالي الشبك في بلدة برطلة وقرة قوش والبلدات المسيحية الاخرى في سهل نينوى ازداد بشكل ملحوظ في مرحلة ما بعد الحرب على داعش، الذي هجر سكانا كثيرين ثم عادوا الى اراضيهم أو انتقلوا من قرى مدمرة الى مدن وبلدات أكبر .

أهالي سهل نينوى لا يتفقون على فكرة ان تغييرا ديموغرافيا يحصل في منطقتهم بشكل قسري او لا. المشكلة جعلت الناس الذين عانوا كثيرا على يد داعش، الذي سيطر على اغلب مناطق سهل نينوى بين عامي 2014 و2017، يتنازعون فيما بينهم .

ناشط شبكي، تحدث لموقع مدل ايست آي، دون ان يكشف عن اسمه، قال ان الشبك تركوا قراهم وذهبوا الى المدن وذلك بسبب سوء اوضاع المعيشة هناك .

واضاف الناشط قائلا “ليس في القرى ماء ولا مدارس، اين يمكن لنا ان نعيش؟ اضطررنا لان ننتقل الى مراكز المدن والبلدات .”

منطقة سهل نينوى هي منطقة ذات تنوع عرقي وديني وطائفي إلى حد كبير. المنطقة التي تقع الى الشمال من الموصل تضم تجمعات عرقية كردية وتركمانية وعربية وايزيدية فضلا عن المسيحيين والشبك .

فصائل الحشد الشعبي لعبت دورا جوهريا في الحاق الهزيمة بداعش بضمنها مناطق مثل سهل نينوى التي يقطنها المسيحيون. تواجد فصائل الحشد واضح في نينوى. نقطة التفتيش الرسمية المؤدية للمحافظة من جهة اقليم كردستان تضم العديد من افراد الحشد من الشبك وكذلك في الطريق المؤدي الى بلدة برطلة .

يتواجد في سهل نينوى اللواء 30 من فصائل الحشد واغلب منتسبيه من ابناء الشبك. ويقول الناشط الشبكي انه قبل مجيء داعش لم يكن للشبك هكذا قوة عسكرية.

آلاف المسيحيين فروا من سهل نينوى قبيل مجيء داعش، في حين تم استعباد أو قتل الاخرين منهم. هذا شجع لموجة هجرة كبيرة للمسيحيين بمغادرة العراق .

ويقول الناشط الشبكي ان هذا الوضع شجع الكثير من ابناء الشبك على الانتقال من قراهم الى بلدات ومدن المسيحيين، مشيرا الى انه ليست هناك خطة لفعل ذلك بل رغبة منهم للعيش في مناطق ذات ظروف معيشية افضل، ملقيا باللائمة على الحكومة بسبب تلك الاوضاع .

واضاف الناشط بقوله “انها نتيجة حاصلة وليست خطة معدة مسبقا. نحن فقط نريد الحصول على ماء وخدمات ومدارس لاطفالنا. لو كانت الحكومة وفرت لنا وسائل العيش لما اضطررنا الى ترك مناطقنا وقرانا .”

حتى منذ تحرير منطقة سهل نينوى من سيطرة داعش، لم يكن عدد المسيحيين العائدين بنفس اعدادهم السابقة. ويعود سبب ذلك الى الدمار الذي لحق ببيوتهم وغياب الخدمات الاساسية مما جعل المنطقة من الصعب العيش فيها، في حين حصل آخرون على فرصة عمل في مناطق اخرى .

قسم من وجهاء الطائفة المسيحية في المنطقة يعزون سبب تناقص اعداد المسيحيين الى عامل الهجرة .

عصام دعبول، قائممقام قضاء الحمدانية والتي تضم بلدة قرة قوش ايضا، قال: “مسيحيون غادروا العراق وقبلوا بهذا الخيار لانهم ليست لديهم موارد يعيشون منها”.

كثير من مسيحيي المنطقة يشعرون ان هناك تغييرا ديموغرافي يحصل. وقال هدايا، رئيس حركة تجمع السريان إن المسيحيين تركوا مناطقهم لمخاوف امنية ايضا وان اعدادهم ستتناقص اكثر اذا لم يحصل هناك تغيير للوضع، مشيرا الى ان الشبك يساهمون بتغيير التشكيلة السكانية لسهل نينوى .

واضاف قائلا “هناك جهود كبيرة تبذل لتغيير الطبيعة الديموغرافية، الشبك لديهم سيطرة ومدعومون من الحكومة ايضا .”

ليس جميع المسيحيين يصدقون بشائعات ان الشبك يقومون بالسيطرة على املاكهم. سلوى الياس، مسيحية من بلدة برطلة قالت: “هذا لم يحصل ابدا. المسيحيون والشبك يعيشون حياة طبيعية كجيران .”

جون الصباغ، شخص آخر من برطلة، قال ان الشبك انتقلوا الى مناطق المسيحيين لاسباب اقتصادية وبسبب هجرة المسيحيين للمنطقة.

وقال الصباغ “مشكلتنا هي أننا نحن بحاجة الى نقود ونقوم ببيع بيوتنا. وفي بعض الاحيان لا يستطيع مسيحيون آخرون شراء هذه البيوت، ويأتي شخص من المسلمين الشبك ويشتري البيت .”

من جانب آخر نفى كثير من اهالي الشبك قيام اي احد من طائفتهم بالاستحواذ على بيوت بضمنها تلك التي هجرها اهلها المسيحيون .

هادي الياس، قال لموقع مدل ايست آي “ليس لدينا اهتمام بأخذ بيوت تابعة لمسيحيين. هناك كثير من البيوت الخالية لا نريد تملكها .”

مروة حسين، ناشطة من الشبك، في برطلة نفت بشدة وجود اي شخص استحوذ على بيوت بشكل غير شرعي .وقالت حسين “استحواذ على بيوت مسيحيين من قبل الشبك او افراد الحشد لا اساس له من الصحة. على النقيض من ذلك هناك عوائل مسيحية باعت بيوتها من اجل الهجرة الى اوروبا .”

قيس عباس، عضو برلمان عن سهل نينوى من الشبك، قال انه لا يعتقد بوجود اي مشكلة بين طائفة الشبك والمسيحيين من اهالي سهل نينوى.

واضاف بقوله “ليست هناك اية مشاكل بين الشبك والمسيحيين ومع اي طائفة اخرى.”

عن: مدل ايست آي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here