طال غياب هنية فهل يعود من قريب لغزة ؟

الوضع الوبائيّ هادئ في غزّة هدوءًا نسبيّا، لا يعلم أحدٌ هل سيستمر الأمر على ما هو عليه أم أنّ الأيام والأسابيع المقبلة تُخفي كارثة صحّية لسكّان غزة، إذ يصعب استقراء مسار انتشار الفيروس، فكل المحاولات السابقة في الدول العظمى باءت بالفشل. في الأثناء، يواصل إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بقاءه خارج غزة، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة بين متساكني القطاع.

توقّع الكثير عودة إسماعيل هنيّة لموطنه من أجل الإشراف على إدارة أزمة فيروس الكورونا بصفة مباشرة في قطاع غزة. الآن توشك فلسطين على بلوغ سبع أسابيع منذ تسجيل أول مصاب بالفيروس ولمّا يحدث أيّ تغيير في برنامج

هنيّة خارج غزة، الأمر الذي دفع البعض للتعبير عن استغرابهم في مواقع التواصل الاجتماعي سواءً من داخل حماس أو خارجها.

إسماعيل هنيّة قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وهو مرشّح ذو حظوظ وافرة في الانتخابات القادمة. لكن يرى بعض المحلّلين أنّ بقاء هنيّة خارج البلاد في هذا الظرف الاقتصادي والصحّي الدقيق قد ينعكس سلبا على صورته أمام شعبه وبالتالي على حظوظه في الانتخابات القادمة، هذه الانتخابات التي شرع الجميع في الإعداد لها والتي يُزمع إجراؤها في العام المقبل.

يُشرف يحيى السنوار على ملف الكورونا في غزّة بصفة مباشرة، ويرى البعض أنّ أي نجاح في إدارة أزمة الكورونا في القطاع سيُنسب ليحيى ما لم يعد هنية لغزّة. في المُقابل قد يُحسب أيّ فشل أو انفلات للوضع الوبائي على هنيّة لأنّه لم يؤدّ دوره الذي من أجله انتُخب.

التحليل الذي يقول أنّ هنية قد تخلى عن قطاع غزة هو قطعا تحليل غير ناضج، لكن يُمكن القول أنّ هنية قد أخطأ التقدير في بقائه خارج غزة إذا تمادى في غيابه. يعتقد الكثير أنّ هنية لن يتأخر في عودته حاملا معه مساعدات مالية كبيرة لمواجهة الخطر الداهم. وفي النهاية، تظلّ كل التحليلات افتراضات إلى أن يؤيّدها الواقع أو يكذّبها.

مراد سامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here