من المقرر أن يبدأ وفد عسكري عراقي زيارة إلى أربيل الأسبوع المقبل لبحث تكثيف التنسيق المشترك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة في تعقب تنظيم داعش الذي تصاعدت هجماته في الآونة الأخيرة في الكثير من المناطق ، منها الكوردستانية الخارجة عن ادارة اقليم كوردستان او ماتسمى بـ(المتنازع عليها) بسبب الفراغ الامني الذي تركه انسحاب قوات البيشمركة منها بعد احداث 16 اكتوبر / تشرين الاول 2017 وعدم قدرة القوات الامنية العراقية على ضبط الاوضاع في تلك المناطق ، ماسمح بعودة العمليات الارهابية لتنظيم داعش الذي بدأ يعيد تنظيم صفوفه بعد الهزيمة العسكرية التي لحقت به في العراق .
وشهدت (المتنازع عليها) في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك هجمات متصاعدة خلال الفترة الماضية خلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين وقوات الأمن ، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها .
وسبق أن أبرم الجيش العراقي والبيشمركة اتفاقاً للتنسيق المشترك، إلا أنه لم يترجم على ارض الواقع ، وهو ما أكده أيضاً مسؤولون كورد من بينهم
رئيس إقليم كوردستان الذي جدّد في 20 ابريل / نيسان تحذيره من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل “خطراً كبيراً” على العراق بشكل عام ، داعياً إلى إيجاد آلية مشتركة لضمان الاستقرار في المناطق التي تشهد نشاطاً لداعش.
موضحاً ، إن إقليم كوردستان ومن خلال تقييمه ، رصد تصاعداً في الهجمات التي يشنها تنظيم داعش ، بدءاً من مناطق ديالى وصولاً إلى نينوى . وقال “داعش لا يزال خطراً كبيراً على العراق عموماً… ما يهمنا هو التنسيق والمساعدة بين أربيل وبغداد وقمنا بمحاولات عديدة بشأن هذا الملف”.
مبيناً ” لكن مع الاسف بغداد لم تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد” ، مردفاً أن “مستوى التنسيق مع إقليم كوردستان بهذا الشأن ليس بالمستوى المطلوب”.
مشدداً ، بالقول “نسعى لإيجاد آلية للعمل المشترك يضمن عدم زيادة خطورة داعش بالتعاون مع بغداد والتحالف الدولي ” .
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية ، النائب عن الديمقراطي الكوردستاني ، ناصر الهركي ، قال “سيتوجه نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير يار الله إلى أربيل الأسبوع المقبل للقاء قادة البيشمركة”، مشيراً إلى أن زيارة يار الله على رأس وفد عسكري ” تهدف لتفعيل التنسيق بين قوات البيشمركة والجيش “.
مضيفاً ، أن الاجتماع الأمني الذي عقد مؤخراً في بغداد تطرق إلى أنه يتعين التنسيق مع إقليم كوردستان لإيجاد حل جذري لمناطق الفراغ الأمني.
والثلاثاء الماضي دعا نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي إلى تفعيل مراكز التنسيق الأمني بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان “لتأمين الحدود”.
وجاءت دعوة الكعبي بعد اجتماع أمني موسع حضره الفريق الركن يار الله والفريق الركن سعد العلاق مدير الاستخبارات العسكرية وقادة عمليات محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين وعدد من كبار قادة وضباط المحافظات الثلاث.
وحذر الكعبي خلال الاجتماع من خطورة أي تراخي أمنى في مواجهة الإرهاب، ودعا الى تعزيز الجهد الجوي والقطعات الأمنية الموجودة في بغداد وديالى وكركوك وصلاح الدين “وتكثيف عمليات تعقب الإرهابيين”، حسبما أفاد بيان لمكتبه الإعلامي.
وقال إنه يتعين تفعيل عمل مراكز التنسيق الأمني المشترك بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان وبين مختلف صنوف القوات الأمنية والبيشمركة والتعاون في تقديم المعلومات الاستخبارية لسد “الثغرات الأمنية ومنع تسلل الإرهابيين وضبط الحدود”.
وتشدد حكومة إقليم كوردستان على ان هناك ثمة حاجة ملحة لإيجاد آلية موحدة بين البيشمركة والجيش العراقي، وبإسناد من التحالف الدولي، لضمان الاستقرار في المناطق المتنازع عليها.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط