الخوف من القادم !

الخوف من القادم !

هناك الكثير من العلامات التي لا تم قرأتها وتجاهلها عما سوف يحدث ، فكل ظاهر ، قبل أن تحدث ترسل ، وتبدي علامات عن قدومها ، لأن الظواهر ، لا تقع فجاءةً وتحث بغته ، فالغيوم في السماء تنبئ عن احتمال المطر ، والدخان ، الخارج من فوهة جبل ينبأ في حدوث البركان ، والهزات الارضيّة علامة على قرب وقوع الزلزال . ، والامراض ، كذلك ، تبدي أعراضها قبل انتشارها ، فالطبيعة ، والعالم هما سلسلة من الأسباب المترابطة ، وهذا الأسباب ترسل أشارة عن قرب وقوع ظاهر ما . وظواهر الاجتماعية لا تشذ عن هذا القاعدة ، أي أنها ، أيضاً ، لا تحدث بدون أن تبدي وتظهر علامات عن قرب وقوعها . ولكن الانسان كثير ما يتجاهل هذا العلامات ولا يقرأها كما يجب ، أو يسيء تفسيرها ، لغايات شتى . وهذا التجاهل ، وسوء التفسير هو مصدر الكوارث التي تصيب الإنسان ، والبشر . فكم من الكوارث ، والحروب ، والاوباءة قد أرسلت علامات قبل وقوعها ، ولكن تجاهلت واسئ تفسيرها ، وهذا ، هو مصدرالشر ، الموجود في دنيا البشر ، وليس كما ، يقال ، ، أن الله هو المسؤول عنه ، بيد أنها مسؤولية البشر ، فالإنسان خلق أو وجد حر الأرادة ، وهو المسؤول عن كل ما يقع له ! فالمفروض ، أن يعرف قرأة العلامات ، حتى لا يباغت بها ، ولكن السؤال الذي يجب أن يثور في هذا الحال ، لماذا يتم تجاهل للعلامات والنذور التي ترسلها الظواهر لكي يمكن تفاديها ، ما هي الأسباب التي تقف خلف هذا التجاهل ، الذي يجلب الكوارث على الناس ، وهل يمكن فعلاً بالمكان تجنبهم لولا هذا ؟ الأجابة عن هذه الأسئلة لا بد أن تعيدنا لنفس الثيمة التي كثر فيها الحديث ، واستنفذت جهود المفكرين والفلاسفة دون جدوى ، التي هي أن البشر ما زالوا منقسمين على أنفسهم ، وأن ثمة مصالح تفرقهم ، وتجعلهم يتجاهلو العلامات ، وعدم فهمها ، لكون مصائب قوم عند قوم فوائد ، مما يضطر الفكر والفلسفة عن الاستقالة ، لبحث عن الأسباب ، في تجاهل قرأة العلامات التي تنذر بما هو أَت . وفِي مرحلتنا ، بعد أن تمكن احد طرفي الصراع أخضاع والهيمنة على الطرف الأخر ، بدون حل جذري لمشكلة الصراع ، الآزلي ، وجد في أيدلوجية النظرة العلمية ، والتي تسمى النظرة العلمية البحتة، التي قيل أنها تغني عن كل ملكات المعرفة الأخرى ، من فلسفة ، لفن ، وأدب ، والذين كانوا ، هم ما يفهم بهم ، الكون ، والعلاقات البشرية ، وتؤول به النوازل ، يجب التخلي عنهم ، وعن كل ما كان يفهم به الصراع ، من فلسفة وفن وعلوم إنسانية ، والقول ، وطلب أو التسليم حينما يعز وجود تفسير علمي لظاهرة ما ، أن يترك الإنسان لغرائزه وحدوسه لكي يجد طريقة وسط الشعاب الملتوية والمظلمة ، والتي ما نفكت تقوده من مأزق إلى مأزق بدل من استخدام الفلسفة ، والفن ، الذين أشاعوا الفوضى والاضطراب في وسط البشر ، وتم تسيود صفحة الفلسفة ، بأنها مجرد للغو ، وعليه تم الإستغناء عن الفلسفة في وسط العاصفة ، في قرأة العلامات التي ترسلها الظواهر قبل وقوعها ، لأنه ، كما كان يقول ماركس، لا يمكن الخلاص من الفلسفة إلا بتطبيقها ، والذي ، يعني تحقيق ، كل ما حلمت به يوطيويات ، وأحلام في عالم إنساني بحق .

(١) أن رمي البحار الى البوصلة في البحر في عز العاصفة ، جعل السفينة تتيه في عرض البحار . فقد تم رمي الفلسفة ، في وسط أشتداد أزمة النظام العلمي والعولمة ، والاقتصاد الواحدة ، ولم توجد أداة تقرأ بها الظواهر ، فقد أستبدلت الفلسفة ، بالنظرة ( العلمية ) والمشاريع الاقتصادية ، ورجل الاعمال المعصوب العينين ، والذين ، مثل هؤلاء ، لا يمكنهما قرأة الواقع ، فالعلم ، أداة جيدة في الفيزياء والعلوم الطبيعية والبيولوجية وغيرها من العلوم الدقيقة ، ولكن ليس هناك علم بالمعنى الحرفي لكلمة ، في العلوم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ، والذين هم يختصون في سلوك الإنسان وردة فعله عما حوله . فتعميم النزعة العلمية ، والقول بأن لا حاجة لنا ، فيما بعد ما يسمى بنهاية التاريخ ، وفي أنتصار الايبريالية على النزعة الشمولية ، في بيقية ملكات البشر الأخر ، من نزعات فلسفية ، وجمالية ، ونفسية ، فالعلوم البحته تغني عنهم ، ومثل هذا التصور ، والفهم ، في تفسير ظواهر الحياة والكون ، كان في الواقع ، حكم سياسي ، وأيدلوجي ، وليس حكم علمي ، وإنما أستغلال ما حققه العلم من أنتصارات في المجالات المذكورة ، للإجهاض على عقل الإنسان وجعله أحادي البعد .

(٢) وتلك النزعة العملية ، في جعل حتى الفلسفة علم تعود جذورها إلى أوغست كونت ، ولكنها وصلت لقمتها ، عند هوسرل ، فكونت ، فقط عده الفلسفة ، ما قبل المرحلة العلمية ، ويجب تجاوزها إلى العلم ، أما هوسرل ، فقد أراد ، جعل الفلسفة علم كبقية العلوم الآخرى . أشبه في الرياضيات ، فقد نادى ، في وضع العالم كله بين أقواس حتى بلوغ جوهره ، والتي تمرد عليها فلاسفة الوجود ولم يأخذو منه سوى منهجه الفيومنولوجي الوصفي ، وتمردو أيضاً على جعل العلوم الاجتماعية والإنسانية ذي نزعة علمية بحته وعلى شيوع النزعة التكنولوجية ، كما فعل هيدجر وسارتر . فهؤلاء استداروا لنظر من وجهة نظر الذات ، والإنسان في العالم . أنه التمرد الذي قاد كيركجارد ضد هيجل ، الذي أرادة ، أن يجعل الذات أو الفرد جزء من نسق شامل فيه الأولية لكل وعد الفرد مجرد جزء وملحق بهذا الكل لا أهمية له . وكل الفلسفات التي جأت بعد هيجل ، من ماركسية وغيرها ، أعطت الأسبقية لنظام والكل على حساب أعضاءه . فالماركسية ، هي أيضاً ، ألالهت النظام ، وأصبحت عبارة الإنسان أثمن رأسمال ، تفهم ، فقط حينما يكون جزء من النظام ، وليس وجود الفرد بحد ذاته . بيد أن فلاسفة الوجود والوجودية ، تمردوا على هذا التصور ، وطالبوا بقوة ، على أن يكون لفرد حضور ولا يلغى في سبيل النظام والكل . وعقب انتصار الايبربالية ، التي هي ، في نهاية التحليل ، تمثل ، النزعة الاقتصادية الفردية ، وعدم تتدخل الدولة في مسار العملية الاقتصادية ، لأن في النهاية ، سيكون هناك أنسجام وتوافق بين كل المشاريع الفردية . وفي مسار هذا التطور ، تبين ، كما وضح الاقتصاديون ، أدى إلى تكتلات وتقوية النظام الشمولي ، وعبودية من نوع جديد . ومن ثم ، تحتم الرجوع للفردية ، بعد أن لغت عملياً ، في كلا من النزعة الشمولية ، المتمثّلة في الماركسية ، والرأسمالية ، التي أكد في بداية مسيرتها ، تؤكد على مبدأ الفردية ، وأنتهت ، في مراحل سيرها ، إلى اللغاء مبدأ الفردية وعده جزء من الكل ولا قيمة له بحد ذاته . ومن هنا ، يأتي تمرد النزعة الوجودية على كلاهما ، وعلى النزعة العلمية البحته ، التي تطمح في جعل الإنسان ذي بعد واحد .

(٣) هذا العلامات التي ترسلها الظواهر ، قبل وقوعها ، لا يمكن أن تم قرأتها ، من قبل النظرة العلمية البحته ، كما قلنا ، ليس لأنها بات مسيسته ، وتخضع لجهاز كبير ، ونظام شمولي ، لا يهمه ما يصيب الافراد ، ما دام النظام قائم ، وأنما لكون العلم لا يهتم بقرأ الدلالة لظاهرة ، فهو ينفي ، بشكل مطلق أن يكون هناك ثمة قصد ومغزى لأي ظاهرة ، فالكون مجرد تكوين ظواهر وتفككها ، فلا غاية ، أو رسالة خلف حدوت الظواهر ، في ظواهر مادية خالصة . فالفلسفة ، والفن ، والآداب بشكل عام ، هم وحدهم ، من هذا المنظور ، من ينظرون لكون على انه كل عضوي ، يبدي اعتراض ، ويظهر علامات غضب ، حينما يعترض مجراه عائق ، فهو تطور خلاق حسب تعبير برغسون ، وفيه تتدفق حيوي . والفلاسفة ، والفنانون ، والأدباء ، هم وحدهم من يتحسسون هذا التدفق الحيوي . هكذا هو الحال ، الذي كانت تفهم الأمور قبل أن أزاحت الفلسفة ، والفن والأدب ، ويغدون جزء النظام الشمولي ، الذي أنتهت أليه حضارتنا أو هي في سبيلها أليه ، وتسيد النظرة العلمية الخالصة ، فلم يعد يفهم الكون مثلما كان في عهد التعدد وأختلاف النظرات والفلسفات ، قبل ، ما يعرف في نهاية التاريخ ، الذي بات فيه الكل واحد ، والغلت التعددية والاختلاف . لذلك ، نرى ، وقوع كثيرة من المأسي والاحداث ، والحروب ، بدون أن تثير حفيظة أحد ، أو تثير السخط والاحتجاج ، كما كنا نرى في السابق . فهذا التغير في المزاج العام ، هو أكبر العلامات التي تنذر بقرب وقوع كوارث عديدة بظل الصمت والنسيان .

(٤) ولعل ، ميشل فوكو ، الفيلسوف الفرنسي المعاصر ، أخر من عبر عن هذا الحدث ، فلقد عبر نيتشه من قبله ، عن ما يمكن أن يعد ، تمهيد لهذا الحدث ، حينما قال ، بأن الله مات ، وأن البشر هم من قتلوه ، ودمه لا يذهب هدر . والتفسير الذي قدم لقول نيتشه هذا ، بقتل الله ، هو الناس ، تخلوا كلياً عن القيم الاخلاقية ، ودخلو في مرحلة العدمية والتي ، فيها كل شيء مباح ، حسب عبارة دستويفسكي الشهيرة ، أذا الله غير موجود يصبح كل سيّء مباح . وجاء ميشل فوكو في فترتنا ، ليعلن هو الأخر عن موت الانسان ! فالإنسان ، لديها أختراع حديث ، وجد في عصر النهضة ، التي جعلت الانسان في المركز ، وتبنت مركزية الارض ، والشمس وكل الكواكب تدور حولها ، ففي هذا الفترة ، فقط ظهر الإنسان ، كفرد وشخصية ، وله كيان محدد ، بدل أن يكون جزء من أمه أو طائفة أو دين . ولكن ، ما الذي يعني موت الإنسان عند فوكو ، أهو أيضاً جريمة قتل مثل جريمة قتل الله ، ومن هو القاتل ؟ أن ما يعني ، لا يختلف بأي حال ، عن كل ما قال ، أو بشر الفلاسفة به من قبله ، منذ القرن الثامن ، وفلاسفة التنوير ، والذين خاب أملهم وطموحهم في بناء عالم إنساني وجنة على الارض بعد النهضة الصناعية ، فما بشريه التنوير ، والفلاسفة الاشتراكية من بعد ، بأن البشرية ، في المرحلة الرأسمالية أما تبني جنة على الارض أو تدخل مرحلة البربرية ، بشكل جديد ، وتقضي ، على كل القيم الإنسانية ، ولم يعد الإنسان هو أثمن رأسمال ، بل وسلية لخدم النظام ، المجرد من كل قيم إنسانية . ففي ، هذا اللحظة ، فقط ، أصبح من العسيرة قرأة العلامات ، والنذور ، لأنه لم تعد هناك أداة تقرأ فيه ، فالفلسفة ، والفن ، والأدب ، أدوات قرأت العلامات والنذور قد تلاشوا ، في عصر النظرة العلمية ، ومركزية الشمس ، وأن الارض مجرد كوكب صغير يدور حول الشمس. ، في كون يغص في المجرات والكواكب ، فالأنسان والأرض ، لا قيمة لهما ، ولذا جاء الإعلان عن موت الإنسان ، من قبل فوكو ، تعبير عن نهاية حقب طويلة احتل فيها الأهتمام بالإنسان المركز . فهو ، الآن مجرد ذرة ، في كون لا نهائي ، وغدت النظر للإنسان على مركز هذا الكون مرحلة ما قبل النظرة العلمية ، التي تحاول اللغاء كل ما هو ليس برغماتي ، ونفاع بشكل مباشر .

(٥) كثيرة هي العلامات ، التي نبئت بقر وقوع ، فايروس الكرونا ، أو كوفيد١٩ ، ولكن لا احد تمكن من قرأة ما هو أَت إلا بعد وقوعه ، لذلك يبدو أنه فاجأه الكل وأخذهم على حين غرة . والقادم ، والذي يمكن أن يكون أخطر بكثير من كوفيد١٩ ، هو الآخر ، تجاهل العلامات التي يرسلها ، ولعل من بين القليلون ، الذين تمكنوا من قرأوا تلك العلامات وفسرها ، هو الفيلسوف الامريكي نعوم جومسكي ، فقد قال في مقابلة تلفزيونية ، بأن ما هو قادم هو الأخطر على الإطلاق ، وهذا القادم ، كان يقصد به الحرب النووية ، التي يرى بأنها باتت وشيكته ! فيبدو أن تلك الحرب غدت هي الطريق لحل المأزق الذي فيه عالمنا اليوم من حرب تجارية ، وحرب على السيادة القطبية الوحيدة ! وسوف تفاجئ الحرب النوية الكل ، فهي ستقع في غفلت من الجميع ، فما عاد في عالم اليوم من قوى متعددة ، تعمل باتجاهات متعاكس ويعطل أحداهم عمل الأخر ، فنحن بتانا في عالم الأخر الكبير ، كما في رواية جورج أوريل عام ١٩٨٤. حيث كل القرارات بيد الأخ الكبير ، رغم متظاهر التعدد في الدول

الديمقراطية .

(٦) وفِي النهاية ، كيف لنا أن نقرأ العلامات ؟ فحقيقة ، أن البشر منذ فترة طويلة تعلموا ، من بين ما تعلوا ، هو قرأة العلامات ، والنذور ، والتي تظهرها أو تبديها الطبيعة . فالإنسان جزء الطبيعة ، والرحم الذي خرج منه ، وكان ، في أول عهده متصل بها وجزء منها ويعيش على ما تقدمه له ، وبنتيجة تطوره ، أخذ يستقل عنها شيء فشيء حتى تحقق له اخيراً الاستقلال ، وبات ينتج ما يحتاج أليه بنفسه ، والآن ، هو في سبيله إلى إخضاعها لسيطرته . ولكنهما ، مع ذلك ، ما نفك يتبادلان التأثير . فهي مازالت ترسل له الكثير من العلامات ، وتحذره من الغفلة . فالعلامات ، من طبيعتها ، سهلة القرأة ، وبعضها شاملة لكل البشر ، ولا تقتصر على بلد وأمة ، وعادة ما تكون تنذر من خطر ، فهي ، ليس مثل العلامات اللغوية اعتباطية ، والتي تخص شعب أو بلد محدد . فالعلامات ، بحسب ، ما يقوله علم السيميوطيقيا لها لغتها الخاصة ، فهي شاملة ، وليس أعتباطية مثل الكلمات اللغوية ، ولكل علامة دال ومدلول ، فالعلامة هي الدالة ، وما تشير أليه هو المدلول ، فالدال , عادة ما يكون شيء ما مادي ، والمدول هو المعنى والمفهوم لهذا العلامة ، والذي أحيان يصعب فهمه وتفسيره . ولو أخذنا مثال ، يخص ما نحن فيه من فهم العلامات وقرأتها ، لقلنا ، بأن فايروس الكرونا هي العلامة المادية على المرض ، الدال ، والمدلول لها ، هو الذي يمكن ، يفهم ، أو يسئ فهمه من قبل البعض ، أو يقرأ من وجهة نظر فلسفية . وهي أن هذا المرض ، ليس مجرد وباء ، وعلامة تشير لنفسها ، فقط ، وأنما له دلالة ، يجب تقرأ مثل لغة الحلم ، التي تدل على ابعد من الحلم ذاته . فيروس الكرونا ، يعد ، بحسب القرأة الفلسفية ، تعبير ، عما وصل الوضع البشري له ، فهذا المرض الذي الذي عزل الناس عن بعضها وقطع الصلة فيما بينهم ، يعبر عن حالة واقعية ، وضعية مرضيه بين البشر . فنظم حياتهم ، أخذ يهدد الوجود البشري بعامة ، القائم على التنافس الذي لا رحمة فيه ، والأنانية المفرطة . وقد قلنا أن الطبيعة ترسل علامات ، حينما يساء استخدامها ، فهذه الطبيعة التي أبدعت كل ما عليها من كائنات ونبات ليس غير قادر أن ترسل علامات تنذر بها من عليها ، فكما كان يقول غاليليو بأن لغة الطبيعة مكتوبة في المثلثاث ، والمكعبات ، والرموز الرياضية . لذلك ، علينا ، أن نتحرر ، بعض الأحيان من النظرة العلمية الضيقة التي تبحث فقط عن الأسباب والنتائج ، دون أن تلتف إلى القصد والغاية التي تمكن خلف تفشي بعض لأمراض وحدوث بعض الأحداث في فترة تاريخية ما ، بالقول بأن الطبيعة لا غاية لها ، فشلنج ، زميل ، هيجل ، كان يقول أن الطبيعة هي الروح متجسدة ، وهي أيضاً ، عند هيجل مرحلة من مراحل تطور الروح المطلقة ، والروح المطلقة ، عند هيجل ، هي الله في تطوره . فالطبيعة ليس مادة جامده ، كما تفهم من قبل العلم ، وأنما كلية عضوية تتطور وفقاً لقوانينها . وهكذا، نظرت الفلسفة لم حولنا ، وليس على أن ظواهر الطبيعة ، وأحداث الحياة مجرد ظواهر عرضية ، وأنما كانت تسبغ عليها من قبل الفلسفة الصفات الإنسانية ، وتشيع فيه الحيوية ، وليس كل ميكانيكي ، يتحرك بتأثير بعضه بعض ، فالفهم الفلسفي لكون يختلف عن النظرة العلمية التي تفهم الكون على أنه مجرد مادة في حالة حركة . فالكون بنظرها ، في النهاية ، هو أوديسا الروح .

هاني الحطاب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here