114 + 15 وقصة نجاح وزير التخطيط

114 + 15

وقصة نجاح وزير التخطيط

بقلم: إياد السامرائي

ظاهرة غريبة ونادرة حصلت في الأداء السياسي العراقي، عندما اتفق 114 نائباً و15 محافظاً ( من مختلف الانتماءات السياسية والمناطقية ) على مطالبتهم للسيد مصطفى الكاظمي بأن يبقي وزير التخطيط الدكتور نوري الدليمي في موقعه ضمن كابينته الوزارية.

فمن جهة لم يحظى أي وزير عراقي بشرف الحصول على هذا التأييد الساحق من قبل، ومن ناحية أخرى لم يتطرق أي نائب أو جهة سياسية بطعنٍ على الوزير الدليمي، أو بيانٍ لقصور في أداءه.

ولأول مرة تحظى وزارة التخطيط بهذا التقدير الواسع، فغالباً ما كانت الوزارة تعمل في الظل وخلف الأبواب المغلقة، لكن ولأول مرة يحولها الوزير الدليمي إلى منظومة فاعلة للعمل الميداني الذي يتابع وفي عموم المحافظات المشاريع المتعثرة، ومن خلال اجتماعاته المباشرة يقوم بتحديد معوقات العمل واعتماد الحلول والإجراءات المناسبة، فخلال المدة المنصرمة من عمر تولي الدكتور الدليمي الوزارة تحركت كل المشاريع الراكدة.

وامام المعضلة الكبيرة المتمثلة بالبطالة تبنت وزارة التخطيط مشروعاً رائداً وطموحاً درس بشكل علمي إيجاد فرص عمل لمليون شاب، وكانت الالتفاتة المهمة أن هذه المشاريع لن تكون مجرد تشغيل للشباب في مشاريع شخصية، ولكن جعلها مشاريع إنتاجية قابلة للتوسع والنمو وبدعم الدولة للإنتاج، فكم تحملت موازنة الدولة لقاء هذا المشروع ؟ تقريباً لم يحملها شيئاً، لأنه ذهب إلى مصادر التمويل الأخرى المتمثلة بالمصارف ومواردها الخاصة وبدعم البنك المركزي.

الوظيفة الحكومية استنزاف لموارد الدولة لعشرات السنين، ومشروع تشغيل الشباب إنتاج وعطاء وإضافة لموارد الدولة يستمر لعشرات السنين، وهنا المفارقة.

ولأول مرة يحظى القطاع الخاص باهتمام حقيقي وجهد ليأخذ دوره في عملية البناء الاقتصادي عبر لقاءات مستمرة لتحديد كيف يكون العلاج، فالدولة المرهقة أصبحت عاجزة عن تحريك عجلة الاقتصاد والدور اليوم على القطاع الخاص وبدعم الدولة وتسهيلاتها له .

لا ننكر أن الفساد ضرب أركان الدولة، ولكن إيجاد ساحة للعمل بعيداً عنه ودون تقاطع معه كانت هي الالتفاتة الذكية، والتي تركت محاربة الفساد للهيئات القضائية ومجلس النواب.

سواءً استجاب الكاظمي أو لم يستجب، أو أراد أن يقتدي برئيس الجمهورية عندما رشح عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة بناء على ترشيح 76 نائباً أم لم يرد الاقتداء، فإن الوزير الدليمي سجل ظاهرة مميزة في الحياة السياسية: شاب متسلح بمعرفة وإرادة وتصميم على تحقيق النجاح متعالياً على كل الخلافات السياسية، لأن الوطن أكبر من الجميع، فشكره نواب هذا الوطن بمؤازرة ( وطنية ) قل ظهور مثلها.

ونحن في قيادة الحزب الإسلامي إذ نعتز بهذه الثقة العالية التي حازها مرشحنا للوزارة، نعد ذلك حصيلة الجهد الكبير الذي يبذله الحزب في خدمة العراق، فقد تجاوزنا كل من تعرض لنا بإساءة، وقلنا سنرد على من استهدفنا بالأداء الجيد، ثقة منا ان شعبنا لن يخذل من يخدمه بنزاهة وإخلاص.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here