الحكم الشيعي في العراق …بداية النهاية.

احمد صادق

أوصى الشاعر العربي أبو العلاء المعري أن يُكتَب على قبره بعد موته:

” هذا جَناهُ أبي عليَّ

وما جَنيتُ على احدٍ.”

ربما لسان حال شيعة أهل البيت (ع) في العراق يردد هذه الوصية بعد الذي حدث من مفاوضات بين الكتل السياسية والمرشح (مصطفى الكاظمي) لتشكيل حكومة تخلف حكومة عادل عبد المهدي المستقيلة. هذه المفاوضات انتهت بعد مخاض عسير بولادة حكومة انقلابية مخابراتية/عسكرية/مدنية خطت خطوة أولى جريئة لإنهاء حكم الشيعة في العراق بموافقة ومساندة ومباركة من أمريكا وإيران …..

ليس ما يؤلمنا هو نهاية حكم الشيعة في العراق. ما يؤلمنا هو ما كان عليه هؤلاء الحكام الشيعة من فشل وفساد في الحكم تَسبب في الإساءة إلى مذهب أهل البيت (ع) وكَثَّرَ من أعدائه وأعداءهم في الداخل والخارج على امتداد أكثر من 16 عاما وأدى إلى هذه النهاية التي يتحمل الأكثرية من هؤلاء الحكام جانبا كبيرا من مسؤوليتها مما يستدعي محاسبة من تسبب منهم شرعيا قبل محاسبتهم قانونيا بسبب ما ارتكبته أحزابهم من فساد في البلاد انتهى بالوضع السياسي والاقتصادي والأمني وبالتالي الوضع الاجتماعي. ما فعله الحكام الشيعة على امتداد حكمهم مهد الطريق لهذا الانقلاب المخابراتي/العسكري/والمدني في وقت واحد بتشكيل حكومة أجهزت على هؤلاء الحكام الفاشلين والفاسدين. هذا الانقلاب باركته إيران وأيدته بسبب تضييق الخناق عليها بالعقوبات التي لم تعد تتحملها بعد اليوم، ومن نتيجتها على سلوك إيران في العراق أنها أبدت استعدادها للتنازل عن جانب كبير من نفوذها السياسي وأن تُلجم اذرعها المسلحة في العراق الأمر الذي أعطى إشارة ضمنية أو مباشرة للأمريكان أن يتحركوا لتصحيح الوضع السياسي وبالتالي الأمني ومن ثم الاقتصادي دون معارضة منها بل بمباركة وتأييد انتظارا لتحرك أمريكي برفع أو تخفيف العقوبات عنها. وربما تكون أولى الإشارات من أمريكا هي تصريح الأمريكان ان إيران لم تعد تهدد مصالحها في الخليج ولهذا تم سحب صواريخ (الباتريوت) ووحدات عسكرية من الجيش الأمريكي في السعودية! …. (تصريح رسمي)

….. والكلام يطول والتفاصيل كثيرة ….. والأيام القادمة ربما ستأتي بأحداث كبيرة على العراق بعد هذا الانقلاب المخابراتي/العسكري/المدني الذي قاده الأمريكان وباركته وأيدته إيران وسيحافظان ويدافعان عنه خدمة لمصالحهما المشتركة في العراق المستباح من قبل ومن بعد وسيبقى مستباحا في انتظار معجزة تخرجه من هذا الوضع السياسي في زمن ندرت فيه المعجزات!!

بغداد في 9/5/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here