ماذا يتطلّب من الكاظمي للنجاح؟

محمد وذّاح

مهمة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، لن تكون يسيرة في ظل الأزمات التي يعيشها العراق، صحية وأقتصادية والركود السياسي الذي تعيشه البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام في الأول من تشرين الأول /أكتوبر 2019، وما أعقبها من استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في كانون/ ديسمبر الماضي.

ولكن هنالك عدة نقاط يمكن أن يستثمرها الكاظمي لصالحه من أجل نجاح حكومته في إدارة البلاد، أبرزها أنه يحظى بدعم الكتل الشيعية والأوساط السياسية والثقافية والارتياح لسيرته ومواقفه الداعمة لتأسيس دولة مستقلة تحترم القانون وتحقق تطلعات العراقيين ومطالبهم بحسب ما عبر عن ذلك في “تغريدة” مقتضبة عبر تويتر فور تكليفه لرئاسة الحكومة.

كما أن هناك نقطة أخرى ربما تصب في صالح الرجل، حيث عرف عن الكاظمي، قربه من الأميركيين، بدليل إنها منحته استثناءً في تمديد استيراد الكهرباء من ايران لمدة أربعة أشهر اضافية، ما يعني إنها خففت ضغطاً على الكاظمي قد ينفجر في الساحة العراقية الملتهبة اصلاً، تزامناً مع ارتفاع درجات الصيف الحار المقبل، كما أنه تحرك لترتيب علاقاته في الأسابيع الماضية مع طهران، والتي عبرت صراحة وعلى لسان عدد من مسؤوليها عن ارتياحها ومباركتها لتمرير حكومته من قبل البرلمان العراقي، اضافة للدعم الخليجي والعربي التي ابدت بعد منح حكومته ثقة البرلمان.

ما يعني أن الكاظمي بدأ اول خطواته بإيجاد علاقة متوازنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية بما يحقق مصلحة العراق أولاً، وفق ما اعلنه ووعد به في خطاب الأول بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية، هذا فيما يتعلق بالشأن الخارجي.

أما على المستوى الداخلي، فأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إذا ما أراد أن النجاح بمهمته، عليه أن يستثمر المبادرة التي ابداها الجيل الجديد او ما يعرف “بالخط الثاني من السياسيين العراقيين” فهؤلاء كانوا السبب في طرح أسمه اول مرة على رئاسة الجمهورية قبل ان ترضى به الكتل الشيعة مذعنة لأمر الواقع.

فهذا الجيل ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في تشرين الاول/ اكتوبرالماضي 2019، بدأت تظهر لهم مواقف وأراء كثيرة، لا توافق الكثير منها توجهات زعاماتهم السياسية وقادة كتلهم ويدفعون بإتجاه ملئ الفراغ السياسي الذي حصل فيه قطيعة بين الجمهور العراقي والنخبة التقليدة الحاكمة بالعراق ما بعد لحظة التاسع من نيسان 2003، وهذا الجيل بحسب رئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الأسدي، في تصريح له من على قناة العهد الفضائية مؤخراً، “لا يعني ازاحة الجيل السابق من السياسيين العراقيين بل يكون عبر التكامل الجيلي بشرط أن تعطى الفرصة للجيل الجديد “والدماء الجديدة” التي تؤمن بالتحولات ومتطلبات المرحلة الديمقراطية التي يطالب بها الشباب العراقي بأن تكون هنالك دولة حقيقية تؤمن بالديمقراطية والاستقلالية وتعتمد على الكفاءات والمستقلين في إدارة العراق ليمكنها من مخاطبة العالم وفق عقلية جديدة تعترف بالاخطاء والفشل السياسي السابق وتحاول تصحيح المسار”، حسب وصفه.

وفق هذه المعطيات التي أدلى بها النائب الأسدي، يمكن لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن يستثمرها ويدفع باتجاه تشكيل كتلة أو تحالف نيابي شبابي داخل مجلس النواب مُهيء اصلاً وفق الأسدي، يكون بمثابة لوبي للضغط على القوى السياسية داخل البرلمان التي يمكن أن تحاول عرقلة اصلاح العملية السياسية وتحاول الابقاء على مبدأ المحاصصة وتقاسم المناصب التي ابتلي بها العراق على مدار سبعة عشر عاماً مضت ولا زال العراق يُعانِي منها الأمَرَّيْنِ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here