“العصائب” تهدد وسط تصدع في صفوف الميليشيات بالعراق

مقاتلون من "عصائب أهل الحق" (أرشيف)

مقاتلون من “عصائب أهل الحق” (أرشيف)

هدد القيادي في ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية جواد الطليباوي، الثلاثاء، بالرد على إحراق مقرات الميليشيا بشكل “صاعق”، مؤكدا أن الحركة المسلحة اضطرت للقبول بخيارات “مريرة” شبهها بـ”أكل الميتة”، في إشارة كما يبدو إلى التصويت على منح الثقة لحكومة مصطفى الكاظمي.

وقال الطليباوي في بيان إن العملية السياسية مرت في الفترة الماضية بمخاضات عسيرة اضطرت بسببها القوى السياسية “إلى تقديم التنازلات لتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية، الأمر الذي اضطرها إلى القبول على مضض بخيارات مريرة هي أشبه بأكل لحم الميتة”.

وصوتت كتلة الفتح، التي تنتمي لها العصائب، بالموافقة على منح الثقة لحكومة الكاظمي نهاية الأسبوع الماضي، بعد فشل تكليف اثنين من المرشحين لرئاسة الوزراء، وبقاء الحكومة المستقيلة على رأس البلاد لعدة أشهر.

واتهمت ميليشيات مثل النجباء وكتائب حزب الله، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالاشتراك في عملية قتل القيادي في الحرس الثوري قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس، بطائرة أميركية من دون طيار بداية يناير الماضي حينما كان الكاظمي رئيسا للمخابرات العراقية.

لكن زعيم الكتلة، وقائد ميليشيا بدر، هادي العامري، نفى التهم عن الكاظمي ودعم ترشيحه للمنصب، مما أثار انقساما واتهامات بين صفوف الميليشيات، ولاسيما بالتزامن مع جهود لدمج بعض الفصائل ضمن القوات العراقية النظامية.

ووفق تحليل لمجلة فورين بوليسي، ترصد فيه خسائر إيران في العراق بتراجع نفوذها، فإنه رغم الفراغ المؤسسي بعدما أجبرت الحكومة على الاستقالة بعد احتجاجات شعبية، وانسحاب قوات التحالف من العديد من القواعد في البلاد، فإن هناك تحركات لدمج مزيد من قوات الحشد الشعبي في القوات العراقية.

وإذا نجحت الحكومة العراقية الجديدة في هذا المجال، فسيكون بإمكانها تقليص نفوذ الجماعات المسلحة القوية المشكوك في ولائها للدولة العراقية، وفقا للمجلة.

وحدات الحشد الشعبي تشكلت رسميا في 2014 بهدف محاربة تنظيم داعش، وشارك فيها العديد من الفصائل والألوية التي أسست قبل ذلك بسنوات بدعم من الحرس الثوري الإيراني.

وفي 23 أبريل الماضي أعلن رسميا بأن أربعة فصائل تتبع للحشد الشعبي ستنفصل وتصبح تابعة لمكتب رئيس الوزراء، وهي تضم نحو 100 ألف مقاتل سيصبحون خارج إطار ونفوذ الحشد ونفوذ إيران.

وأشارت مجلة فور ين بوليسي إلى أن نفوذ كتائب حزب الله يشهد انحسارا منذ مقتل زعيمها أبو مهدي المهندس، إلا إن الخطر يكمن في احتمال أن تخرج الكتائب عن السيطرة على نحو أكبر في محاولتها عدم خسارة قوتها ونفوذها في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here