رسالة الى أمي في زمن الكورونا

فضيلة مرتضى
يامنبعآ بمائك بملحك أعطيتني كل مالديك من عطاء .ياقلبآ كابد في مركب مهشم ممزق الشراع . لكنك بمنتهى الصبر سرتي بنا لمرفأ الأمان وبشفاه تحرك بتمتمات الدعاء والعبادة والصلاة .تحت فوطتك كان صدر كبير يواجه معركة الحياة من الأعماق بكل مالديك من هدوء وكفك الحنون مر على الجبين تسطر مقدورنا لتحصر الأحتراق لتقتل اليأس في مركب السنين ويقظة تراقب أحوالنا في الصباح والمساء ولم يمر يومآ أظهرت فيه وجعك وتعبك حتى لو جار عليك الزمان وكف العدوان بحبك الكبير كان شاطئ ملئ بالحنان .فلم نعرف سرك ياثروة الأقدار ياآله الحب يامعبدي يا قبب الأجراس ويا صوت مآذن الأمهات ياشراع الحياة . ياأمي أنا اليوم وحدي أصارع الرياح يتعكر حولي الأكدرار ,صدري مطفأ مصباحه وفي الروح برق ورعد وحرمان وكل شئ حولي هباء في أدراج الرياح … هل تسمعين ياأمي صوت صراخي ؟ هل تشعرين بهمي وأنت هناك فوق حجب السحاب ؟ ياغائبة لو تسمعيني فأنا أعيش في العذاب … الكل صار بعيدآ خوفآ من الوباء وأنبنى حولنا جدارآ فوق جدار والموت يطوف حولنا بلاقرار .لا أعلم ياأمي متى يكون نهاية المطاف. قد سرت على نهجك زكية قوية صامدة أشع في القلوب وأنا مطفئة الفؤاد وفي جوانحي عرش الأسود وفي قلبي أعشاش الطيور . أمخر بسفني الى بر الأمان كأنني قطة تحمل صغارها من مكان الى مكان ومن مخبأ الى مخبأ رافعة شعلتي لأنها سر البقاء وفي صدري قلب صاغه الله بلحن الوفاء وروح رؤوم ونفس يملكه الرحمة والإباء وعندي حس الأمومة ملئ بالكفاح فأنا أنت في رحلة الكفاح وفي مسح الجراح وصمود في مركب النواح .أنهيت يأمي كل مالدي من مهام وأبنائي في بر الأمان ولي منهم ينابيع من الأحفاد … ولكني يأمي وحيدة بعد سفر الأحلام يطل علي وجهك عبر الخيال حلوآ يحلي وجودي يقوي صمودي يضئ ليلي كأنه قلب النهار. شئ منك يمر علي عبر السكوت وأنا على السطح الأصم من طهر السماء وبه أستمر في البقاء أحضن شطآن النجاة .بين جدران بيتي أبني سلالم الشعر والسكون يدور حولي في زمن يطبق على رقابنا هذا الوباء لانعلم متى ينتهي هذا الصراع.
الدنيا تدور بنا تغير أحوالنا كل من حولنا أصابها الجنون والخوف ,سريرهم الأرق نهارهم الفزع تتساقط أوراقهم كتساقط أشجار الخريف لاجسر بينهم المسافات طالت وفرقتهم يسود كل من حولنا قبضة كورونا اللعين يؤرق ليلهم يفرق شملهم بعد أن كان حضن السلام عش لبعضهم .
كم أنا اليوم بحاجة لصدرك لأرتخي فوق وسادة فردوسها ورخاء ونعومة رحابها وفيض مشاعر نبض قلبها وشم رائحة الفوطة النائمة على جلدها . أحن ياأمي الى عذوبة كلماتك ليحميني من الأنكسار في هذا الزمن المضطرب وكأنه سفينة مكسورة الشراع تتخبط بنا دون قرار . أنا ياأمي لست ضعيفة ولكن أخشى الوقوع فيه ولست بجناح مكسور ولكني أخاف غدره فأنا طير أريد أن أحلق في السماء حرة أحط على أشجار الرغبات وأحبها لجميع الكائنات لاأريد السجن بين جدران الحصار والممنوعات . أخشى أن يكون بعد كورونا أشياء وأشياء!!!!! سؤال يؤرقني: هل نمضي إلى أن تخور قوانا وننهار عجزآ وفي رؤسنا أسئلة تموت معنا دون أجوبة تشفي غليلنا أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفي الختام :
من دار الدنيا الى دار الأخرة, أشياء نتقاسمها ياأمي الشعلة العذبة في عالم الأحلام
03/05/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here